صحيفة العرّاب

سيدة الأليزية متهمة بالخيانة

في الوقت الذي طالب وزير الدفاع الإيطالي ايغنازيو لا روسا بالغاء مباراة كرة قدم مقررة مع منتخب البرازيل على خلفية رفضها تسليم السلطات الإيطالية رجل محكوم عليه في جريمة قتل. وهو سيزار باتيستي، الذي أدين بارتكاب أربع جرائم خلال ثمانينيات القرن العشرين. فإن قضية من هذا النوع صارت ترخي بأثقالها على سيدة الاليزية وسيدة فرنسا الاولى الإيطالية الأصل كارلا بروني.

 يذكر ان البرازيل كانت منحت حق اللجوء السياسي لسيزار باتيستي العضو السابق في جماعة يسارية متطرفة كانت ضالعة في سلسلة من أعمال القتل في السبعينات. وأصدرت محكمة إيطالية حكماً غيابياً على باتيستي بالسجن مدى الحياة.
 
وكان المقرر أن يلتقى المنتخبان البرازيلي والإيطالي في 10 من فبراير/ شباط المقبل في لندن. ولعبت البرازيل مؤخراً عدداً من المباريات الودية مع منتخبات أوروبية.
 
لكن لا روسا قال إنه لا يبدو من الصحيح أن تلعب مباريات ودية مع بلد "يسمح لإرهابي محكوم عليه بامتاع نفسه على شواطىء ريو". ويدافع المسؤولون البرازليون عن قرار حكومتهم بالقول إن حياة باتيستي ربما تكون في خطر إذا عاد إلى بلاده.
 
وكانت إيطاليا استدعت سفيرها في البرازيل في وقت سابق من الأسيوع الحالي. يذكر أن باتيستي هرب من سجن لإيطالي عام 1981 بينما كان ينتظر المحاكمة عن دوره في قتل ضابط شرطة وحارس سجن وتاجر مجوهرات وجزار، ومنذ ذلك الوقت صار باتيستي كاتباً ناجحاً.
 
كارلا وباتيستي في تقرير سي إن إن
 
ويقول تقرير لشبكة سي إن إن انه رغم أنها حظيت بإعجاب البريطانيين عامة، بأناقتها وغنائها، ثم بقلوب الفرنسيين، حتى المتشككين منهم، فإن السيدة الفرنسية الأولى، أو سيدة الإليزية، كارلا بروني المعروفة الآن بـ"مدام نيكولا ساركوزي، لديها مشكلة علاقات عامة، وفي مقدمتها أنها إيطالية الأصل.
 
فبعض الإيطاليين فخورون من دون شك بهذه السيدة الأنيقة، وعارضة الأزياء السابقة والمغنية، ذلك أنها ولدت في مدينة تورينو.
 
ومع الذكرى السنوية الأولى لزواجها من ساركوزي، واقتحامها الإليزيه، تثار شائعات، وفي أغلبها سياسية تتعلق بكونها إيطالية الأصل، وهو ما كان موضع انتقادات في جنوبي جبال الألب.
 
غير أن أخطر تلك الشائعات هو تلك المتعلقة بتورطها في "منع طرد اثنين من الإرهابيين اليساريين الطليان"، كانا قد فرا إلى فرنسا وأصبحا لاجئين هناك بموجب قانون عفو خاص وقعه الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، خلال فترة العنف في إيطاليا في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين والتي عرفت باسم "أعوام الرصاص".
 
فقد اعترفت بروني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنها وشقيقتها الكبرى حثتا ساركوزي على منع تسفير مارتينا بتريلا، التي تعاني من اكتئاب حاد ونقصان في الوزن.
 
ساركوزي قبل توليه الحكم كان قد تعهد بإعادة "الإرهابيين الإيطاليين" المدانين إلى بلادهم بالقوة، لكنه عاد وتراجع عن قراره هذا، الأمر الذي أسعد زوجته، وأغضب الإيطاليين جراء تدخل بروني.
 
وبعد أسبوع، توجهت جماعة إيطالية معنية بحقوق الضحايا إلى باريس للاحتجاج أمام قصر الإليزيه.
 
وخلال الأسبوعين الماضيين، ظهرت حالة مماثلة، عندما أوقفت البرازيل تسفير الإيطالي اليساري، سيزار باتيستي، الذي أدين بارتكاب أربع جرائم خلال ثمانينيات القرن العشرين.
 
وكان باتيستي قد لجأ إلى فرنسا لأعوام طويلة، تحول خلالها إلى مؤلف ناجح لروايات الغموض، وأصبح نموذجاً شهيراً للمثقفين اليساريين الفرنسيين، غير أن الشرطة الفرنسية اعتقلته في العام 2007، لكنه نجح في الهرب إلى البرازيل.
 
والأسبوع الماضي، زعمت تقارير إيطالية أنه خلال زيارة كارلا ونيكولا ساركوزي الأخيرة إلى ريو دي جانيرو، اتفقت كارلا مع الرئيس البرازيلي، لويز لولا دي سيلفا، على منع تسفير باتيستي من البلاد، وفقاً لمجلة "التايم" الأمريكية.
 
غير أن كارلا نفت بشدة أي تدخل في حالة باتيستي، وذلك خلال مقابلة لها مع التلفزيون الإيطالي، لكن الروائي الفرنسي، فريد فارغاس، الذي قاد حملة لدعم باتيستي، يصر على أن كارلا تدخلت بصورة مباشرة لمنع تسفيره.
 
إلا إن عضو البرلمان الإيطالي ومستشارة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني للسياسة الخارجية، مارغريتا بونيفير، شجبت جهود "التطرف الفرنسي" في منع التسفير للإيطاليين المطلوبين.
 
وقالت بونيفير: "إن حقيقة أن كارلا بروني ساعدت بيتريلا على تجنب تسفيرها إلى إيطاليا لهو أمر خطير."
 
وأصبحت جنسية السيدة الفرنسية الأولى، التي انتقلت إلى فرنسا مع عائلتها وهي صغيرة، مسألة مثيرة وموضع تشكيك بالنسبة إلى الإيطاليين.
 
فخلال المقابلة التلفزيونية، حاولت بروني توضيح أنها تمتعت بالجنسية الفرنسية بصورة أوتوماتيكية عندما تزوجت ساركوزي، لكنها تحتفظ بجنسيتها الإيطالية، وقالت: "إنني الآن فرنسية إيطالية وقد طلب مني التخلي عن جنسيتي الإيطالية ولكنني لن أفعل ذلك."
 
لكن في اليوم التالي مباشرة، ظهرت في صحيفة إيطالية نص مقابلة صورت على شريط فيديو في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني في برنامج تلفزيوني لديفيد ليترمان جاء فيها:
 
ديفيد: والآن هل أنت ثنائية الجنسية؟
كارلا: لا، إنني فرنسية فقط.
ديفيد: هل الإيطاليون راضون بذلك؟
كارلا: أعتقد أنهم راضون.. إذ لا يمكنك أن تكون ثنائي الجنسية.
 
سي إن إن / بي بي سي/ وكالات