صحيفة العرّاب

بعد تأكيد الصحافة المغربية ..«نقيب الزراعيين»: الشركات الأردنية لم تصدر تمورا إسرائيلية إلى المغرب

تناقضت المعلومات حول حقيقة تصدير شركات أردنية تمورا "إسرائيلية" إلى المغرب باعتبارها تمورا أردنية، إذ أكدت صحفية مغربية الأمر، فيما نفته مصادر أردنية.

 الصحفية عزيزة الزالي من جريدة "التجديد" المغربية التي نشرت التحقيق أكدت لـ"السبيل" هاتفيا الأمر، قائلة: "بعد ورود معلومات أولية إلى الصحيفة عن وجود تمور إسرائيلية في بعض الأسواق أجريت تحقيقا ميدانيا في أسواق عدة مدن، منها الدار البيضاء والناظور وجدة ومراكش"، وتابعت أن "مسؤولا في سوق الجملة بالدار البيضاء أكد أن كميات من التمور الإسرائيلية غزت الأسواق المغربية، من خلال بعض أنواع التمور المستوردة من الأردن، خاصة تمر مجدول، إذ يتم بشكل يومي شحن كميات كبيرة عن طريق شركات ومستثمرين في مختلف أنحاء المغرب".
 
وأوضحت الزالي أن تجار معروفين أكدوا أن شركات أردنية تستورد التمور الإسرائيلية بشكل يومي، ومن ثم تعيد تغليفها، ومن ثم تشحنها إلى المغرب دون الإشارة إلى أصل المنتوج".
 
وأكدت الزالي أنه تم العثور على بعض الليبلات "الإسرائيلية" داخل هذه العبوات، وهو أمر أكده عدد من المواطنين والتجار.
 
وبينت الزالي أن جريدة "المساء" المغربية أجرت تحقيقا آخر، وتوصلت إلى نفس المعلومات. وبينت أن المنتجات العائدة لشركة (... ...) معبأة في عبوات يبلغ وزن الواحدة منها 5 كيلوغرامات، وتحمل اسم "بات شافا"، وهو الاسم العبري لمنطقة "بئر سبع"، وكذلك إشارة واضحة تقول "صنع في إسرائيل".
 
وتابعت أن هذه التمور عرضت بشكل أنيق ومغلفة بشكل أنيق جدا، ولا تعرض مع التمور في الأسواق.
 
وأرجعت عدم حضور تمور الأردن ضمن لائحة التمور المعروضة في محلات عامة التجار، يعود إلى أن تسويقها تحتكره بعض الشركات المعدودة، وقالت إن تمر "المجهول" الأردني ليس في متناول المستهلك العادي، فثمن الكيلوغرام الواحد منه يصل إلى 90 درهما، ويتميز بحجمه الكبير، ويعتبر من أرفع أنواع التمور وأغلاها سعرا، إذ يستهلك في الأعراس والمناسبات الوطنية والدينية، ويستعمل في صناعة حلويات رفيعة ولا يقبل عليه إلا الميسورون.
 
من جهتها، أكدت وزارة الزراعة أن أذونات تصدير التمور إلى الخارج لا تخضع لإشرافها، وبالتالي لا يوجد لديها معلومات حول الأمر.
 
أما رئيس جمعية التمور الأردنية محمد أبو عياش، فقد نفى الأنباء التي تحدثت عن قيام شركات أردنية تصدير التمور الإسرائيلية إلى المغرب في شهر رمضان المبارك.
 
ووجه أبو عياش دعوة إلى المعنيين في المغرب العربي لزيارة الأردن، في أي وقت، والاطلاع على مزارع التمور والأنواع المختلفة المميزة، وكل مراحل التعبئة والتدريج والتغليف من أجل أن يطمئنوا إلى أن المصدر هو من التمور الأردنية.
 
وأضاف أن لا مصلحة لنا كمنتجي تمور في تسويق منتجات تمور إسرائيلية على أنها أردنية، والأسواق الأردنية خالية من التمور الإسرائيلية، والأردن منتج للتمور بكميات جيدة، ومصدر لها ومنافس لـ"إسرائيل" في هذا المجال، وبالتالي لن يقدم لا رسميا ولا شعبيا على تزوير العلامة من أجل استيراد التمور الإسرائيلية وترويجها في المغرب.
 
من جانب آخر، كشفت مصادر ذات صلة لـ"السبيل" أن التمور الأردنية تتعرض إلى ممارسات تستهدف الإساءة إليها، عبر وضع ليبلات على أنواع من التمور الردئية، والقول إنها أردنية المنشأ.
 
وبينت المصادر أن كميات محدودة من التمور الأردنية التي جرى تصديرها كانت دون المواصفات، ما أساء إلى سمعة التمور الأردنية، وقالت إن تغيير علامة إنتاج التمور الإسرائيلية من أجل تصديرها إلى العالم العربي هي صنيعة إسرائيلية بالأصل، تستهدف الإساءة إلى التمور الأردنية.
 
ومن جانبه نفى نقيب المهندسين الزراعيين عبدالهادي الفلاحات صحة المعلومات التي أوردتها صحيفة "التجديد" المغربية عن قيام شركات أردنية بتصدير تمور إسرائيلية إلى المغرب في شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن هذه "المعلومات عارية عن الصحة".
 
الفلاحات قال لـ"السبيل": "تمر المجدول الذي تحدثت عنه الصحيفة معروف على مستوى العالم بأنه تمر أردني مئة في المئة"، مطالبا الصحيفة المغربية "بتوخي الدقة والمهنية في نقل معلوماتها".
 
وأوضح الفلاحات أنه "لا مصلحة للمنتج الأردني والمزارع الأردني بتصدير التمور الإسرائيلية، فجودة المنتج الأردني تنافس المنتجات العالمية".
 
إلى ذلك، شككت مصادر في لجنة مقاومة التطبيع النقابية في صحة المعلومات الصحفية الواردة، لكنها أكدت "أنها ستجري بحثا حول هذا الأمر"، ذات المصادر أشارت إلى أن التمور الأردنية، وتحديدا تمر "المجدول" لا يمكن الحديث عنه بأنه تمر إسرائيلي.
 
وكانت صحيفة "التجديد" المغربية قالت في عددها الصادر يوم الأربعاء (26/8) النقاب عن أن كميات من أنواع التمور الإسرائيلية غزت الأسواق المغربية، من خلال بعض أنواع التمور المستوردة من الأردن، وخاصة تمر "مجدول"، وقالت: "يتم بشكل يومي شحن كميات كبيرة عن طريق شركات ومستثمرين من مختلف أنحاء المملكة، وإن شركات أردنية تستورد التمور الإسرائيلية وتعيد تغليفها وإعادة تسويقها دون الإشارة إلى أصل المنتج".
 
وتحمل العبوات اسم "بات شافا"، وهو الاسم العبري لمنطقة "بئر سبع"، وكذلك إشارة واضحة تقول "صنع في إسرائيل"، وسط مطالبات بفتح تحقيق في الموضوع، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك.
 
وقالت إن بعض المطبعين يستغلون شهر رمضان وبداية العام المدرسي لفرض تطبيع تجاري على المواطنين"؛ وهو ما "يقدم دعما ماديا للكيان الصهيوني من أجل القيام بجرائمه التي يرتكبها ضد الفلسطينيين يوميا".