صحيفة العرّاب

المؤتمر الإسلامي يدعو لوقف إطلاق النار ووفد لعلماء المسلمين يلتقي قادة عربا لحثهم على مواجهة العدوان

                       

في مقال له بصحيفة غارديان قال الكاتب جوناثان فريدلاند إن الزعامة الإسرائيلية انبهرت بقوتها العسكرية فأعماها ذلك عن الواقع السياسي, مما يعكس العادة الإسرائيلية المعروفة بالتعامل مع الأعراض وليس الأسباب, فهذا بلد يمتلك تكتيكات حربية وافرة لكنه يفتقد لأي تكتيك للسلام, على حد تعبير الكاتب، واستعرض فريدلاند ما قال إنه جدل بين مؤيدي إسرائيل ومؤيدي حماس حول الذي أقدم على خرق الهدنة, مشيرا إلى أن السؤال المطروح هو "هل الذي تعمد إغلاق المعابر هو من خرق الاتفاق أم الذي رفض تجديد التهدئة؟".

وحاول الكاتب رصد السيناريوهات المحتملة لتطور الأمور في الصراع الحالي بين سكان غزة وإسرائيل, قبل أن يقول إن الهدف الإسرائيلي –كما يقول المتحدثون باسمها- ليس إثارة أنموذج عراقي عبر "تغيير النظام" بغزة وإنما تلقين حماس درسا يجعلها تحجم عن أي عمل عدائي جديد ضد الجنوب الإسرائيلي، ويسمح لتل أبيب بإبرام اتفاق مع السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.

لكن الكاتب يرى أنه لو كان الهدف الإسرائيلي هو مجرد تأمين مناطقها الجنوبية فقد كان بإمكانها تحقيق ذلك عبر إنهاء الحصار على القطاع, أما إذا كانت تريد حد قبضة حماس على غزة فإنها -حسب الكاتب- سلكت الطريق الخطأ، ونقل في هذا الإطار, عن المحلل الفلسطيني حسين آغا قوله إن إسرائيل واهمة إن كانت تعتقد أن ضربها لحماس بالحديد والنار سيجعل الشعب الفلسطيني يلوم هذه الحركة فيما يتعرض له، والواقع - حسب المحلل- هو أن سكان غزة يلومون إسرائيل في هذا العدوان ويلتفون أكثر حول حماس, بل إن هذه الحركة أصبحت "ظاهرة إقليمية" على حد تعبير آغا.

وحسب فريدلاند فإن العدوان الإسرائيلي ولد جيلا جديدا من الغزيين المفعمين بروح الانتقام, فكل طفل عاش القصف الإسرائيلي هو مشروع مجند جديد لعنف المستقبل ضد إسرائيل، ورأى الكاتب أن الطبقة السياسة في إسرائيل ربما حققت بعض المكاسب التي قد تساعدها في الانتخابات القادمة, لكن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن إسرائيل دولة لديها عدد كبير من تكتيكات الحرب وليست لديها إستراتيجية واحدة للسلام.

تحرك أوروبي وفرنسي لوقف إطلاق النار في غزة

يصل اليوم وزير خارجية جمهورية التشيك إلى المنطقة على رأس وفد يمثل الاتحاد الأوروبي في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تشن فيه القوات الإسرائيلية حملة عسكرية متواصلة، ويزور كاريل شوارزنبيرغ مع نظيريه السويدي كارل بيلدت والفرنسي برنار كوشنر، كلا من رام الله والقدس والقاهرة وعمان للقاء مسئولين في هذه الدول، وذلك في وقت يصل فيه غدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المنطقة للقيام بهمة مماثلة تتركز على التوصل لوقف إطلاق نار لمدة 48 ساعة لدواع إنسانية.

وسيشارك في الوفد الأوروبي أيضا الممثل الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومفوضة الاتحاد بينيتا فيريرو فالدنر، أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فسيقوم بزيارة تبدأ الاثنين وتستغرق يومين لتشمل أربع محطات وهي مصر وسوريا وإسرائيل ورام الله وذلك بهدف متابعة الاقتراح الفرنسي بهدنة إنسانية سبق أن رفضته إسرائيل، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسي إريك شيفاليير إن باريس "تسعى لهدنة إنسانية تقود إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل المدى ويسمح لسكان غزة بالحصول على المساعدات الإنسانية".

رفض إسرائيلي

ورفضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الاقتراح الفرنسي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 48 ساعة للسماح بدخول مساعدات إنسانية، وقالت "لا توجد أزمة إنسانية في القطاع ولذلك لا توجد حاجة لهدنة إنسانية"، وأضافت "إسرائيل تقدم مساعدة إنسانية كبيرة للقطاع بل وتزيد ذلك يوميا".

الولايات المتحدة

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قال في كلمته الإذاعية الأسبوعية التي يوجهها للشعب الأميركي إنّ الولايات المتحدة تعمل على التوصل لوقف جدي لإطلاق النار في قطاع غزة يتضمن آليات مراقبة لوقف تهريب السلاح إلى القطاع. وحمل بوش حركة حماس مسؤولية ما يحدث وطالبها بالمبادرة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، أما وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس فقالت إنه "حتى يكون وقف إطلاق النار مقبولا يتعين أن يكون دائما وأن التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومتواصل لن يسمح لحماس بمواصلة إطلاق صواريخ من غزة".

وقالت رايس للصحفيين بعد اجتماع مع بوش في البيت الأبيض "سنمضي في مواصلة بذل جهودنا باتجاه وقف إطلاق النار بما لا يسمح لحركة حماس بإعادة الوضع  السابق الذي كان يسمح لها بمواصلة إطلاق الصواريخ من غزة"، تأتي هذه التحركات في وقت حث فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة العالم لتكثيف جهودهم للتوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، وسيتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك بهدف تحقيق إجماع دولي للموافقة على مشروع عربي يدين إسرائيل ويدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

المؤتمر الإسلامي يدعو لوقف إطلاق النار بغزة وتجديد الحوار

دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وفتح كل المعابر لدخول المساعدات الإنسانية وإنهاء حالة الانقسام بين الفلسطينيين، وذلك في الاجتماع الموسع بجدة للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو "ندعو بكل قوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى السماح للإمدادات الطبية والإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة من المعابر كافة" داعيا إلى "ترك الحسابات السياسية جانباً والعمل على وقف نزيف الدم وتمكين أهالي غزة من الحفاظ على القليل الذي تبقى لهم من إمكانيات العيش الضنك".

ووجه الدعوة إلى دول المنظمة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (تركيا وليبيا وأوغندا وبوركينا فاسو) إلى بذل كل جهد مخلص من أجل أن يتخذ المجلس قراراً عاجلاً وملزماً لإنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف فوري وشامل لإطلاق النار، ودعا جميع الدول الأعضاء في المنظمة إلى أن تتحد، إذا فشل مجلس الأمن في النهوض بمسؤولياته، وذلك دعماً للدعوة إلى عقد اجتماع للجمعية العامة في إطار "الاتحاد من أجل السلام" وذلك بالتعاون مع الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة.

حوار جدي

وجدد أوغلو دعوته للقوى والفصائل الفلسطينية إلى أن تتسامى على كل الاعتبارات الضيقة وأن تسارع إلى بدء حوار وطني جدّي يحقّق الوحدة الوطنية. وأعلن من جديد استعداد المنظمة التام لعودة اللحمة للصف الفلسطيني، وحث الأمين العام على القيام بعمل إنساني عاجل ومتكامل تحت مظلة المنظمة حتى يمكن توفير ما يحتاج إليه ضحايا العدوان من إغاثة إنسانية عاجلة في المجالات كافة، معتبراً أن ذلك يمثل أضعف الإيمان، وأضاف أوغلو أنه تشاور مع عدد من القادة والمسئولين في الدول الأعضاء لتنسيق تحرك إسلامي لحماية الشعب الفلسطيني من بطش هذا الاعتداء ولتأمين احتياجاته العاجلة، كما دعا لبحث إمكانية عقد جلسة عاجلة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لاتخاذ القرارات والتدابير لوقف العدوان.

وفد لعلماء المسلمين يلتقي قادة عربا لحثهم على مواجهة العدوان

بدأ وفد رفيع من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قطر أمس جولة تشمل السعودية وسوريا ومصر وتركيا والأردن بهدف حث قادة هذه الدول على اتخاذ مواقف عملية إزاء العدوان على غزة، وقد التقى الوفد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حيث أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي والوفد المرافق له أهمية عقد قمة عربية تخرج بموقف مؤثر لوقف العدوان على غزة، كما شدد وفد العلماء على أن مدخل الوفاق الفلسطيني هو وحدة الصف الفلسطيني، ومن المتوقع أن يتجه الوفد إلى السعودية غدا الأحد لمقابلة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

خبير لفايننشال تايمز: الهجمات على غزة محكوم عليها بالفشل                    

قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أليستر كروك إن جهود إسرائيل لإرغام حماس على الإذعان لتوقيع وقف لإطلاق النار حسب الشروط الإسرائيلية محكوم عليها بالفشل، وشدد كروك في مقابلة له مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن حماس ليست شيئا ملموسا يمكن لإسرائيل تدميره من خلال عدوانها الحالي على غزة, مشيرا إلى أنها "ليست بناية حتى تهدها إسرائيل بالصواريخ".

واعتبر الخبير البريطاني أن إسرائيل تكرر نفس الأخطاء التي اقترفتها في حربها على لبنان عام 2006, "فزعامتها منقسمة على نفسها حول مسار الأحداث وليست لديها رؤية واضحة لما ستؤول إليه الأمور في النهاية" على حد تعبيره، وأرجع الخبير تردد إسرائيل في بدء هجومها البري على غزة إلى علمها بأن القدرة القتالية لحماس لم تعد كما كانت وإلى خشيتها من حدوث بعض "المفاجآت".

وتوقع كروك, وهو ضابط استخبارات بريطاني سابق وأحد مستشاري الاتحاد الأوروبي, أن تكون حصيلة القتال الحالي - بغض النظر عن تطور الأحداث العسكرية على الأرض- اتفاقا بين حماس وإسرائيل تنهي إسرائيل بموجبه حصارها المفروض على غزة وتعيد الأمور إلى "طبيعتها"، أما عن موقف سكان غزة من القتال الحالي فإن كروك أكد أن كل فلسطينيي غزة, ممن لا ينتمي لحماس, لا يتحدث الآن إلا عن الثأر من إسرائيل، وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن كروك يرى أن رفض حماس تجديد الهدنة مع إسرائيل هو ردة فعل على تضييق إسرائيل والمجتمع الدولي وحتى الجامعة العربية الخناق عليها.