كشفت مصادر مقربة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المختصة بالنظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري أن فريق التحقيق التابع للمحكمة نجح في الحصول على صورة جديدة للمتهم الأول في جريمة الاغتيال، المدعو مصطفى بدر الدين أحد كبار الكوادر القيادية في "حزب الله".
وقالت المصادر: "إن الصورة التي التقطت للمتهم قبل أشهر سوف تساهم بشكل كبير في المساعي التي تبذلها اللجنة لتوقيف بدر الدين للتحقيق معه حول تورطه في جريمة الاغتيال"، مشيرة إلى أن لجنة التحقيق تدرس الانعكاسات التي قد يخلفها نقل هذه الصورة والمعلومات إلى الجهات القضائية المختصة في لبنان.
ولفتت المصادر إلى أن "لجنة التحقيق استطاعت التأكد من أن الصورة التي تسلمتها من الجهات اللبنانية هي فعلاً صورة بدر الدين, عن طريق فحصها في المختبرات التابعة لـ"الإنتربول" بطرق ووسائل إلكترونية متطورة, عبر مقارنتها بالصور القديمة التي تمتلكها لبدر الدين، والتي بينت بشكل قاطع أن الصورة الحالية التي حصلت عليها اللجنة هي لنفس الشخص الذي ظهرت ملامحه في الصور القديمة.
وأكدت المصادر أن لجنة التحقيق لم تقرر بعد نشر هذه الصور على الملأ, لكنها قد تفعل ذلك في الوقت المناسب.
وأوضحت المصادر لموقع "بيروت أوبزرفر" الإلكتروني أن بدر الدين يعيش في سرية فائقة منذ استطاع الهروب من السجن في الكويت بعد الغزو الغاشم مطلع التسعينيات, حيث كان موقفًا لارتكابه جريمتي تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت العام 1983, وكان يعرف باسم "إلياس صعب".
وأضافت المصادر أن نشر صورة بدر الدين السبت الماضي المصادف السادس من أبريل الجاري في أحد أبرز المواقع الذي يتابع نشاط "حزب الله" وهو موقع "ستوب 910 " لم يكن وليد الصدفة، بل إنه تم توقيته ليكون بمثابة "هدية عيد ميلاد" لبدر الدين الذي يوافق السادس من أبريل, في إشارة إلى أهمية المعلومات التي باتت تمتلكها الجهات الأمنية الغربية عنه.
ورجَّحت المصادر أن "يتخذ بدر الدين إجراءات مضادة كمغادرة لبنان بشكل نهائي، أو إجراء عملية لتغيير ملامح وجهه, مشيرة إلى أن قاعدة المعلومات التي باتت في حوزة الجهات المتابعة للقضية تتيح لها تتبع أي خطوة من هذا القبيل والتعرف على بدر الدين من جديد".