صحيفة العرّاب

ذبحتونا تدق ناقوس الخطر وتصف الجامعات بغيتوهات مغلقة

اطلقت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " تقريرها السنوي الثاني حول واقع الحريات الطلابية في الجامعات وكليات المجتمع تحت شعار"لا للتدخلات الأمنية في الجامعات, لا للنفوذ المتنامي للأمن الجامعي, نعم لمجالس طلابية فاعلة, ومعاً من أجل اتحاد عام لطلبة الأردن".

 واعتبرت "ذبحتونا" هذا التقرير الذي اعلنته في مؤتمر صحافي عقدته امس في مقر حزب الوحدة الشعبية بمثابة دق لناقوس الخطر لواقع الحريات الطلابية لا سيما ان الجامعات تحولت في ظل أنظمة التأديب المطبقة إلى ما وصفته بغيتوهات مغلقة وأماكن معزولة وبدلاً من أن تكون ساحات رحبة للعمل الطلابي أصبحت أقرب ما تكون إلى السجون والمعتقلات الجماعية.
 
وقالت "إن ما يحدث في الجامعات خاصة في الفترة الأخيرة هو استمرار لسياسة الحكومة في القضاء على الحركات الطلابية بعدما كان تكتيك الحكومة سابقاً إضعاف هذه الحركات بحيث أن هذا المستوى من الترهيب لن يؤدي إلا إلى خلق جيل من الشباب الخائف وغير القادر على الإبداع بل وتحويل ظاهرة العنف نتيجة انحدار الوعي الطلابي إلى كارثة العنف الإقليمي والعشائري والقبلي"
 
وزادت" إن جميع الهيئات من مجلس الأمة والوزراء ووزارة التعليم العالي والجامعات ومنظمات حقوق الإنسان والحريات الطلابية ومجالس الطلبة والأحزاب وجميع مؤسسات المجتمع المدني مدعوة للوقوف أمام هذا الواقع الكارثي الذي تعيشه الجامعات على صعيد الحريات الطلابية من أجل الارتقاء بمستوى جامعاتنا وإخراج جيل قادر على بناء الوطن كما نحلم به".
 
وطالبت الحملة في تقريرها بوقف جميع التدخلات الأمنية في انتخابات مجلس الطلبة وحصر الاستدعاءات بالطلبة.
 
ودعت الى العمل على إعادة تشكيل جهاز الأمن الجامعي بما يخدم مصلحة الجامعة ويحافظ على الأمن فيها وليس كما هي موجودة الآن حيث تعمل على استهداف الحركات الطلابية وضربها واستغلال أي حادث لمعاقبة الطلبة الناشطين في العمل الطلابي.
 
وشددت على ضرورة وقف سطوة رؤساء الجامعات على مجالس الطلبة وذلك من خلال توسيع صلاحيات هذه المجالس وإعطائها حق اتخاذ قراراتها من دون الحاجة لمصادقة إدارة الجامعة عليها.
 
واوصت بإقامة اتحاد عام لطلبة الأردن له استقلاليته التامة ويضم جميع طلبة الجامعات وكليات المجتمع وإلغاء نظام التعيين في مجلس طلبة جامعة الزرقاء الخاصة إضافة لإلغاء نظام التصويت الإلكتروني.واكدت "ذبحتونا" اهمية وقف تدخلات أصحاب الجامعات الخاصة في الشؤون الأكاديمية للجامعات خاصة ما يتعلق بالحريات الطلابية.
 
الفصل الاول للتقرير
 
وقسمت الحملة تقريرها الى ثلاثة فصول, استعرض الفصل الاول الأنظمة والقوانين الناظمة للعمل الطلابي داخل الجامعات مشيرة ان فترة هذا التقرير سجلت حدثين مهمين على صعيد التمثيل الطلابي داخل الجامعات تمثل الاول بقيام إدارة جامعة الزرقاء الأهلية باعتماد نظام تعيين نصف أعضاء مجلس الطلبة وذلك في انتخابات أيار عام 8002 لتكرر التجربة في انتخابات العام 9002. 
 
اما الحدث الثاني فتمثل بقيام إدارة الجامعة الأردنية بإلغاء نظام تعيين نصف أعضاء مجلس الطلبة حيث قامت بوضع نظام جديد يعتمد الانتخاب الكامل لجميع أعضاء مجلس الطلبة وفق نظام الصوت الواحد.
 
وتابعت "ذبحتونا" في فصلها الاول "بان شكل التمثيل الطلابي داخل الجامعات يعد من أهم المؤشرات لقياس الحريات الأكاديمية حيث يعاني الطلبة في الأردن منذ سنة 1991 من غياب الإطار الجامع لهم, والحكومة خلافاً لمعظم دول الجوار لا تسمح حتى الآن بإقامة اتحاد عام لطلبة الأردن يجمع كافة طلبة الجامعات وكليات المجتمع واستعاضت عنه بأشكال أقل ديمقراطية وأدنى تمثيلاً للطلبة".
 
وزادت" ان مجالس الطلبة هي هيئة تابعة لعمادة شؤون الطلبة وليست هيئة مستقلة مما يسمح بتدخل عمادة شؤون الطلبة بجميع نشاطات وبرامج عمل هذه المجالس بل إنها لا تستطيع القيام بأية أنشطة من دون موافقة العمادة عليها ما يعني الوصاية الكاملة من قبل العمادة على مجالس الطلبة". واكدت ان اعتماد نظام الصوت الواحد في انتخابات معظم مجالس الطلبة في الجامعات الأردنية شَكَّل تراجعاً كبيراً في تعزيز الوعي الديمقراطي لدى الطلبة حيث أدى إلى إثارة النعرات الإقليمية والعشائرية داخل الجامعات وانتشار ظاهرة العنف في الجامعات ومستوى الوعي لدى الطلبة.
 
ونوهت ان الجمعيات الطلابية تقتصر أهدافها على الرحلات الترفيهية والنشاطات الرياضية والفنية وتوثيق العلاقات بين الطلبة والمدرسين اي أنها أشبه بصيغة مجالس طلبة المدارس بينما تلغي أي دور للجمعيات في الدفاع عن حقوق الطلبة وتبني قضاياهم.
 
وقالت الحملة" مع عودة الجامعة الأردنية لنظام الانتخاب لكامل أعضاء اتحاد الطلبة بقيت جامعة الزرقاء الخاصة الجامعة الأردنية الوحيدة التي تتبع نظام انتخاب نصف أعضاء مجلس الطلبة وتعيين النصف الآخر بحيث يعتبر هذا النظام من أسوأ أنظمة مجالس الطلبة كونه يعطي رئيس الجامعة حق تعيين نصف أعضاء مجلس الطلبة بينما ينتخب الطلبة النصف الآخر, أي أننا أمام نظام يعطي رئيس الجامعة الحق في أن يقوم هو باختيار من يمثل الطلبة وبالتالي تحول المجلس من مجلس للطلبة إلى مجلس لرئيس الجامعة".
 
واضافت " ما زالت معظم كليات المجتمع الحكومية والخاصة إضافة إلى عدد من فروع جامعة البلقاء التطبيقية تخلو من أي وجود لهيئة تمثل الطلبة".
 
واشارت "ذبحتونا" الى ان تعليمات انتخابات مجالس الطلبة في معظم الجامعات الأردنية تمنع توزيع المرشحين لبيانات انتخابية مما يدلل وفق قولها على أن عمادات شؤون الطلبة تعمل على جعل الطلبة ينتخبون على أساس عشائري وإقليمي وطائفي ولا تعمل من أجل أن ينتخب الطلبة مرشحيهم من على قاعدة البرنامج الانتخابي والتوجهات الفكرية.
 
وبينت بان هذه الأنظمة تمنع الطلبة من تشكيل كتل أو تجمعات طلابية وبالتالي تمنع إقامة أي نشاط أو إصدار باسم الكتل الطلابية فيما تمنع أي عمل حزبي داخل الجامعات وتعتبره من المخالفات التي تستحق العقوبرة وهو ما يخالف أبسط قواعد الديمقراطية التي تعطي الحق للأحزاب العمل في قطاع الشباب والطلبة وتتناقض مع قانون الأحزاب الجديد الذي ألغى من مواده المادة المتعلقة بمنع الأحزاب من العمل داخل الجامعات.
 
وانتقدت نظام التأديب العام للجامعات الذي يسمح باعتقال الطلبة من داخل الحرم الجامعي.
 
الفصل الثاني
 
وفي الفصل الثاني من التقرير رصدت "ذبحتونا" الممارسات المتعلقة بالحريات الطلابية في الفترة ما بين 12/3/8002 - 03/6/9002 وهي فصل الطالب طارق زكارنة من البوليتكنيك لمدة فصل دراسي واحد لمشاركته في مسيرة تضامنا مع غزة ومنع الطالب محمد العبسي من توزيع بطاقات انتخابية أثناء الحملة الانتخابية لاحتوائها على دعوة المرشح لدعم المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان.
 
واشارت الى رفض عميد شؤون الطلبة في جامعة فيلادلفيا الدكتور غسان عبد الخالق طلبا تقدم به مجلس طلبة الجامعة لإحياء ذكرى ستينية النكبة بحجة أن الجامعة معنية بإحياء "المناسبات الوطنية" فقط وقيام عميد شؤون طلبة جامعة فيلادلفيا بتهديد الحملة وقيامه عبر نائبه بمحاولة إرغام أعضاء مجلس الطلبة التوقيع على ورقة ينفون فيها الاتصال بالحملة.
 
ونوهت الى اقدام إدارة كلية الهندسة التكنولوجية " البوليتكنيك " التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية على فصل الطالب أسامة حكم الموسى / سنة أولى دبلوم أجهزة دقيقة لمدة عام دراسي كامل وذلك لضبط ملصقات بحوزته صدرت في ذكرى اغتصاب فلسطين فقد قامت إدارة الكلية وبإقرار من نائب عميد الكلية من خلال اتصال هاتفي لمنسق حملة ذبحتونا معه بالترصد للطالب لمدة أكثر من شهر كي توقعه في فخ توزيع الملصق.
 
واشارت الى قيام مدير دائرة الشؤون الطلابية في جامعة البتراء بإرغام اعضاء من مجلس الطلبة وطلاب ناشطيين اخرين بالتوقيع على تعهد بعدم اقامة اي احتجاجات على قرار رفع الرسوم وذلك بعد رفضهم التوقيع على ورقة تأييد لقرارات الجامعة المتعلقة بالرسوم الجامعية واعتقال الأمن الجامعي في جامعة آل البيت لطالبتين بأسلوب مهين وأمام طلبة الجامعة للاشتباه بوجود ملصقات معهما ليتبين بعد ذلك زيف إدعاء هذه التهمة.
 
كما قام الأمن الجامعي في جامعة آل البيت وفق الممارسات التي رصدتها الحملة بالاعتداء بالضرب المبرح على مجموعة من الطلبة أثناء قيامهم بالاعتصام أمام رئاسة الجامعة وتم استدعاء عدد من أعضاء مجلس طلبة جامعة الطفيلة التقنية قبل إجراء انتخابات الهيئة الإدارية بأيام قليلة مطالبةً إياهم بالتصويت عند انتخاب رئيس المجلس لصالح أحد المرشحين.
 
ونوهت "ذبحتونا" الى قيام قامت إدارة الجامعة الأردنية بإلغاء معرض ومهرجان بمناسبة ذكرى النكبة كان الطلبة ينوون عقده في مبنى كلية الهندسة حيث قام الأمن الجامعي باقتحام المعرض والطلب من المنظمين إنهاءه من دون أن يكون معهم كتاب رسمي بإلغائه ومن دون ترتيب مع عمادة كلية الهندسة التي تفاجأت بالقرار الفوقي غير المبرر. ولفتت الى استدعاء العديد من الطلبة على خلفية انتخابات مجالس الطلبة في عدد من الجامعات كجامعة مؤتة والطفيلة وجامعة الأميرة سمية.
 
الفصل الثالث
 
وتضمن الفصل الثالث من تقرير "ذبحتونا" الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات حيث اكدت ازدياد نفوذ الأمن الجامعي في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ بحيث أصبحت سطوته أكبر من سطوة عمادات شؤون الطلبة في بعض الجامعات وتعدى الصلاحيات الممنوحة مشيرة انه اصبح يقوم بالتحقيق مع الطلبة إضافةً إلى استخدامه أسلوب التهديد والوعيد للطلبة الناشطين في الجامعات فيما حاول في بعض الجامعات استخدام بعض الطلبة ليكونوا أداة في يده.
 
وسجلت الحملة في هذا الفصل ارتفاعا في حالات التدخل الأمني في انتخابات مجالس الطلبة ورصدت العديد من حالات الاستدعاءات للمرشحين لانتخابات مجلس الطلبة بحيث يتم استخدام أسلوب التهديد وفق قولها للخروج بتركيبة مجلس طلبة تنسجم والرؤية الحكومية.
 
وقالت: "لقد بدأت إدارات بعض الجامعات باستخدام مجالس الطلبة كأدوات لها لمواجهة الكتل الطلابية الفاعلة ومنع الناشطين من التعبير عن رأيهم في القضايا الأكاديمية والوطنية كقيام رئيس اتحاد طلبة الجامعة الأردنية بإصدار تصريح صحافي ندد فيه بإقامة طلبة كلية الهندسة لمعرض في ذكرى النكبة وأثنى على قرار رئاسة الجامعة بمنع النشاط بالقوة رغم حصول الطلبة على موافقة مسبقة ".
 
وزادت "كما أصدر مجلس طلبة الجامعة الهاشمية بياناً قدم فيه آيات الولاء والعرفان لرئيس الجامعة الهاشمية لموقفه فيما اصطلح على تسميته بقضية " الدفع قبل التسجيل " وذلك رداً على الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية التي قامت بها القوى الفاعلة في الجامعة. العرب اليوم