صحيفة العرّاب

ألف حالة اعتداء و «10» قضايا سحر على أصحاب منازل وربات بيوت العام الماضي

ما يقارب من ألف حالة اعتداء هي محصلة جرائم عاملات المنازل الاسيويات في العام الماضي 2008 على مخدوميهن من أصحاب البيوت اللواتي يخدمن فيها ، ومن أبرز الحالات التي سجلت في محاضر الشرطة قيام خادمة اندونيسية باعداد قهوة الصباح لمخدومها في أحد الايام من "بولها" ، وحين اكتشف ذلك حاول أن يضربها بيده الا أنها قفزت من الشباك في الطابق الرابع للبناية وعرضت نفسها للايذاء الجسدي ، ووفقا لرواية الخادمة فانها حاولت الانتقام من صاحب المنازل حيث أنها التجأت الى هذا السلوك معتقدة بحسب ثفاقتها الشعبية ببلادها ان ما اقدمت عليه هو أشد أنواع الانتقام البشري.

 
وفيما تشير الاحصائيات التقديرية الى أن محصلة جرائم اعتداء الخادمات على أطفال وربات بيوت مخدوميهن بلغت نحو 1000 حالة العام الماضي بينها نحو مئة حالة تم تسجيلها في محاضر الشرطة أما البقية فانها انتهت بحلول أخرى كتسفير الخادمة دون الشكوى أو استبدالها أو السماح لها بالاستمرار بالعمل.
 
وتبرز جرائم السحر كواحدة من قصص السلوكيات الغريبة للخادمات ، حيث بلغ عدد حالات السحر المضبوطة العام الماضي نحو عشر قضايا اعترفت بها الخادمات بانهن يقمن باعمال السحر والشعوذة بغية الانتقام والحاق الضرر بصاحب البيت وعائلته. وتفيد الحالات المرصودة أن أغلب الحالات يكون المقصود من السحر وممارساته ربة المنزل "الزوجة" ولربما أن تحديد الخيار هنا ليس بالغريب حسبما يرى مختصون فالخادمة قد تعتقد أن ربة المنزل هي عدوها خاصة في ممارستها الشديدة للرقابة على عملها داخل المنزل الا ان مختصين يفسرون ذلك بانه محصلة لعلاقات نفسية انسانية تحكم علاقة المرأة بالمرأة.
 
ووفقا لرواية احدى العائلات التي تعرضت للسحر فان مأساة العائلة بدأت بمرض أحد أبنائها وبقائه في المستشفى ما يقارب الشهر وعند زيارة الخادمة للطفل في المستشفى قالت الخادمة لوالدته إن الطفل لا يحتاج إلى أطباء ولا مستشفى وانه يوجد معه "جني" ، وهذا ما يظهر في وجهه ، ما جعل أم الطفل تشك في ما تخفيه الخادمة من كلامها ، فبدأت باستدراجها لمعرفة سبب قولها فأفادتها الخادمة أنها استندت في قولها على معرفتها بطرق الجن والشيطان ومسالكهم في الحياة والانسان وانها تعلمت ذلك ببلادها.
 
ومن هنا بدأ الشك والذي زاد مع زيارة أحد الاقارب لقراءة القرآن الكريم على الطفل وعندها هربت الخادمة من المنزل مسرعة تقول انظروا للبيت انه محاط بغيوم سوداء تمطر دما ، ما دفع بالجميع للاقتناع فعلا بان دوائر الاتهام تدور حول الخادمة وتورطها بسحر الطفل ، وحين أكتملت ادلة الاشتباه حول الخادمة بدأ رب الاسرة بنقاشها ومراودتها للوصول لما تخفيه ، وتم اعطاؤها الامان وإغراؤها بمبالغ مالية هي عبارة عن شيكات وتذاكر سفر وهمية.
 
إثر ذلك اعترفت أنها سحرت كامل الأسرة ، كل شخص بعمل خاص به حسب ما تريد منه ، كما اعترفت أنها تستطيع عقد السحر ولكنها لا تستطيع فكه ، وتم الاتفاق معها على أن تعطى مبالغ أكبر لتحدد أماكن عمل السحر ليحضر من يفكها حيث اعترفت على 15 موقعا في المنزل بها أعمال سحرية تم استخراجها وإبطالها وانها تستخدم في هذه الأعمال الإبر والمسامير وكسر الزجاج و"علاقات" الثياب ورموزا غير مفهومة.
 
ويقول رئيس نقابة أصحاب مكاتب استقدام واستخدام العاملين في المنازل من غير الاردنيين الدكتور احمد الهباهبة ان النقابة تسعى الى وضع برامج تدريبية نفسية واجتماعية للعاملات قبل ولوجهن الى سوق العمل المحلي بما يضمن تدريبهن على مهارات الاتصال والثقافة المحلية للمجتمع الاردني ، لافتا في الوقت نفسه الى أن السلوكيات السابقة الذكر هي انسانية بمعنى أنها تحدث في كل المجتمعات مهما اختلفت أحوالها.
 
ويضاف الى ذلك أن قضايا الخادمات تجاوزت الاعتداء على افراد العائلة وبرزت بشكل لافت بحسب الاحصائيات التي تعدها الجهات المعنية في قضايا السرقة التي يراوح عددها نحو ألف قضية مسجلة لدى أقسام الشرطة ، ومن أبرز المقتنيات البيتية التي تغري الخادمات بسرقتها الحلي والجواهر والساعات الثمينة.