صحيفة العرّاب

هل يتجه العرب تجاه تركيا كحليف قوي لتحجيم النفوذ الإيراني ؟

ينتظر الرئيس التركي عبد الله غول استقبالا حارا عندما يبدأ زيارة رسمية للسعودية الثلاثاء بهدف معلن وهو دعم العلاقات التجارية مع أكبر مصدر للنفط في العالم. ويقول دبلوماسيون إن السعودية تأمل في أن تقربها الزيارة من تشكيل حلف استراتيجي مع تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي لمواجهة النفوذ المتزايد لايران في المنطقة.

وتحسنت العلاقات الثنائية بشكل مثير منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه جول والعاهل السعودي الملك عبد الله السلطة في عامي 2002 و2005 على التوالي.
ويتبنى الحكام السنة المحافظون منذ عقود موقفا حذرا من الدولة التركية العلمانية المعلنة التي ساعدت في طرد العثمانيين من شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين.
غير أن الاقتصاد السعودي قدم في الآونة الأخيرة فرص عمل لآلاف الاتراك من بينهم غول نفسه الذي ولدت ابنته في مدينة جدة السعودية.
ويقول دبلوماسيون إن زيادة النفوذ الشيعي في المنطقة وبالأساس من إيران يحدث الان تقاربا أكبر بين البلدين.
وقال دبلوماسي غربي "يرى زعماء سعوديون في تركيا حليفا قويا لمواجهة النفوذ المتزايد لايران في المنطقة. وهم لا يمانعون في إعطاء تركيا السبل التي ستمكنها من تجاوز نفوذهم ونفوذ إيران".
وكسب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لانقرة ملايين الانصار في العالم العربي الاسبوع الماضي بعد مشاحنة ساخنة بينه وبين الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في منتدى دولي الاسبوع الماضي بشأن هجوم إسرائيل الاخير على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
واستهوى خطاب اردوغان شديد اللهجة ضد اسرائيل مشاعر كثيرين من العرب الذين يرون ان الكثير من قادتهم لم يتمكنوا من وقف الهجوم الاسرائيلي الذي قتل أكثر من 1300 فلسطيني ويحجمون أيضا عن اتخاذ موقف ضد الهجوم.
وتعهد الملك عبد الله بتقديم منحة قيمتها مليار دولار للمساعدة في إعادة بناء غزة. لكن لم يتضح كيفية نقل تلك الاموال إلى السكان في ضوء الانقسامات في القيادة الفلسطينية وقلق السعودية الواضح من التعامل مع حركة حماس التي لديها علاقات وثيقة مع إيران.
وذكر دبلوماسيون أتراك إن العاهل السعودي يرغب في مناقشة قضية غزة مع جول بالاضافة إلى النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة.
وقال دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن هويته "إننا أصدقاء لهما (إيران والسعودية).. لكن بالنسبة لنا الزيارة هي بالاساس من أجل دعم قطاع الاعمال".
وقال الدبلوماسي إن تركيا تأمل في أن يصل حجم التجارة مع السعودية الذي ارتفع بالفعل إلى نحو خمسة مليارات دولار في عام 2008 من أقل من ملياري دولار عام 2006 إلى 15 مليارا بحلول نهاية عام 2013 .
وسيرافق نحو 150 رجل أعمال تركيا غول على أمل الفوز بتعاقدات بشأن البنية التحتية وتعاقدات في مجال الصناعة.
وفي تصريحات نشرتها صحف سعودية الاثنين أشار غول إلى أنه لو لم تترك دول عربية فراغا في قضايا تمس الشرق الاوسط مثل لبنان والاراضي الفلسطينية لما حصلت إيران على هذا النفوذ الكبير للغاية.
وأضاف "كدولة مسلمة يحق لايران أن يكون لديها طموحات وهي تحب الدفاع عن قضايا إسلامية لكن فلسطين عربية وهناك سنة في فلسطين بالتالي كان على الفلسطينيين والعرب المبادرة.. لتسوية هذه القضايا".