صحيفة العرّاب

عدم التصفيق بحماس.. من التهم الموجهة الى عم زعيم كوريا الشمالية قبل اعدامه

 نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم السبت تقريرا من مراسلها لشؤون آسيا ريتشارد لويد-باري عن اعدام عم الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم يونغ اون يقول فيه ان هذا الحدث الوحشي اثار مخاوف كوريا الجنوبية. وهنا نص التقرير:

"لقد اعدم ثاني اقوى الرجال في كوريا الشمالية بعد ما زعم من اعترافه بمؤامرة للاطاحة بابن اخيه الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ اون وبتقديم نفسه للعالم الخارجي على انه اصلاحي معتدل.

أُعدم تشانغ سونغ تايك، زوج عمة الزعيم كيم امس، حسب ما ورد في نبأ بثته وكالة الانباء المركزية الكورية التي تديرها الدولة، فور اعترافه بجرائم متعددة. وتضمنت هذه سده طريق الزعيم كيم الى السلطة، وتخزينه وبيعه كميات من الفحم والمعادن الثمينة المملوكة للدولة، ونشره مواد اثارة جنسية، وعدم تصفيقه بحماس، والتسبب في اقامة نصب تكريم للزعيم كيم "في زاوية مظللة".

وحتى بمعايير كوريا الشمالية غير المنضبطة، تعتبر وحشية اللغة التي استخدمت ضد تشانغ، الى جانب ابراز قصة انشقاق وخيانة على اعلى مستوى، من الامور غير المسبوقة. وهي تبرز عدم امكانية التنبؤ بما يمكن ان يفعله الزعيم كيم، وتكشف عن كفاح حياة وموت في زعامة اعتادت تقديم نفسها بانها موحدة لا تنقسم.

وقال نبأ وكالة الانباء الكورية الشمالية المركزية: "الانسان الحقير تشانغ، الذي كان اسوأ من كلب، ارتكب افعالاً عليها اللعنة ثلاث مرات، افعال خيانة وغدر للثقة العظيمة والحب الابوي الذي اظهره الحزب والزعيم".

"المتهم خائن للأمة عبر كل العصور وارتكب افعالاً ضد الحزب، ومضادة للثورة في محاولة للانقلاب على قيادة حزبنا ودولتنا ونظامنا الاشتراكي".

وقد نُشرت الانباء على الصفحات الاولى في الصحف الكورية الشمالية، وابرزت في البث الاذاعي والتلفزيوني، وجرى بثها في القطارات في بيونغيانغ. واظهرت الصور تشانغ محني الظهر مكبل اليدين خلال اقتياده الى الى قاعة محكمة. ويكشف تكبير الصور قروحاً على يديه، ما اثار تكهنات في وسائل الاعلام الكورية الجنوبية بانه قد عُذِب.

وفي سيول، قال ناطق باسم حكومة كوريا الجنوبية، المستمرة في مجابهة (مع الشمال) منذ نهاية الحرب الكورية قبل 60 عاماً، ان الحكومة تشعر "بقلق عميق" بشأن عملية التطهير وتراقب الاحداث عن كثب.

وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف "اذا تأكدت هذه الانباء، فان ذلك سيكون مثالا اخر على السطوة المتناهية لنظام كوريا الشمالية". واضافت ان الولايات المتحدة تراقب التطورات عن كثب.

كان jشانغ زوجا لكيم يونغ هوي، شقيقة كيم الاب، كيم يونغ إيل، الذي توفي قبل عامين. أعفي من منصبه في وقت سابق، في العام 2004، لكنه عاد مرة اخرى للظهور في منصب قوي رئيسا "للدائرة الادارية" للحزب المسؤولة عن المحاكم والادعاء والشرطة، بما في ذلك العاملون في التجسس الداخلي.

وفي العام 2008 بدا انه يدير شؤون البلاد لعدة اسابيع عندما غاب كيم عن المشهد بعد اصابته بنوبة قلبية. وعندما خَلَف كيم والده كيم يونغ اون في كانون الاول (ديسمبر) 2011، اصبح اكثر المعاونين له بصفة دائمة، ورافقه في المحادثات واللقاءات الرسمية مع الشخصيات الاجنبية. وكان من المستحيل التأكد من انباء الامس، وان كان يبدو انها تؤكد ما استطاع المراقبون الاجانب تخمينه من ان هناك احتكاكا سياسيا داخل القيادة، من المحتمل ان يكون مقدمة لانقلاب داخلي.

وقال المحللون ان التطورات توحي بان من غير المحتمل ان يفتح كيم الابواب امام اقتصاد كوريا الشمالية، فيما كان تشانغ يدعو الى اصلاحات على غرار الاسلوب الصيني. وقد تضطر بيكين ايضا الى التواصل مع كيم للمحافظة على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، في وقت اختفى فيه الشخص الذي كان يعتبر عميلهم في بيونغ يانغ.

وقالت وكالة انباء كوريا الشمالية المركزية ان تشانغ "اعترف" امام المحكمة: "حاولت اثارة التمرد بين العاملين والافراد عندما فشل النظام الحالي في اتخاذ اي اجراء رغم ان اقتصاد البلاد وحياة الناس في الطريق الى الهاوية. وهدف الانقلاب هو الرفيق القائد الاعلى".

وحسب ما اوردته المحكمة، فان تشانع كان حجر عثرة في طريق خلافة كيم، وانه في اجتماع لحزب العمال "تصرف بطريقة متعجرفة ووقحة بعدم الوقوف من مقعده وبالتصفيق بفتور".

ووجهت اليه تهمة (التسبب بـ) كارثة اعادة تقييم العملة في العام 2009، ويبدو انه منع العمال في مصنع للبلاط من انتاج صور من الفسيفساء لوالد كيم وجده كيم يونغ إل وكيم إل سونغ. كما انه حظر على وحدات الجيش اقامة نصب من الغرانيت لكيم الصغير اما مقرهم الرئيسي. وقالت وكالة انباء كوريا الشمالية المركزية انه "كان مستهترا عندما أمر الوحدة باقامته في زاوية مظللة".

وقال تقرير الوكالة مشيراً اتلى تشانغ: "لقد سمح لاسلوب الحياة الرأسمالي العفن بشق طريقه الى مجتمعنا بتوزيع كل انواع صور الإثارة الجنسية في اوساط المقربين منه. وقد عاش حياة فجور، وفسوق مهدراً المال اينما ذهب".

وتحدثت وكالة الانباء عن تأييد مواطنين عاديين لعملية التطهير. وقال الطالب سيم كانغ سيك ان "التصميم في اتخاذ موقف موحد وراء الزعيم والحزب والجماهير حول الافكار العظيمة هو افضل الكنوز الثمينة التي لا يستعاض عنها باي شيء آخر. ومهما تغير الوضع، فانني ساظل أسير وراء كيم يونغ اون وليس غيره".