صحيفة العرّاب

جبريل الرجوب غير مرحب به في الكويت

بينما قادت صحيفة (الوطن) الكويتية مع صمت زميلاتها الأخريات حملة ضد زيارة جبريل الرجوب مدير الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية الذي تحول للعمل الرياضي برئاسته اتحاد كرة القدم الفلسطيني واللجنة الاولمبية، فإن الكويت الرسمية لم تصدر أي رد فعل على مطالبة الصحيفة بمنعه من دخول الكويت.

 يذكر ان الكويت تأخذ على الرجوب مواقف سابقة له هاجم فيها الكويت، وتحديدا حين توفي الشخصية القيادية البارزة المرحوم فيصل الحسيني في الكويت خلال زيارة لها، ونقل وقتها عن الرجوب قوله لنستعجل بنقل جثمانه الطاهر "حتى لا تدنسها الأيادي الكويتية". وكانت اتهامات صدرت عن قيادات فلسطينية لدولة الكويت بأنها اغتالت الراحل الحسيني، لكن مثل هذه الاتهامات كانت خاطئة وليست في مكانها الصحيح.
 وكان نائب رئيس تحرير صحيفة (الوطن) وليد جاسم الجاسم شن حملة ضد زيارة العميد جبريل الرجوب التي بدأها أمس الثلاثاء للكويت لمحادثة المسؤولين الرياضيين هناك حول العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة. وقد تم استقبال الرجوب في شكل رسمي من جانب مسؤولي اللجنة الاولمبية والاتحاد الرياض الكويتي.
 ورغم الصمت الرسمي والبرلماني أيضا، فإن نوابا إسلاميين ثارت ثائرتهم على زيارة الرجوب، حيث هددوا باستجواب الحكومة (!)، فقد رفض النائب مسلم البراك زيارة مدير الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية جبريل الرجوب إلى الكويت.
 وقال البراك في تصريح صحافي "لا اهلا ولا سهلا بالرجوب" وهدد بمساءلة الحكومة ومن سيعطيه تأشيرة الدخول مذكرا بمواقفه "المشينة"، ضد الكويت وشعبها.
ودعا البراك الحكومة إلى "الانتصار إلى كرامتها وكرامة الشعب الكويتي، وترفض دخول رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية جبريل الرجوب إلى الكويت، لئلا يدنس أرضها الطاهرة والمحررة أمثال هؤلا"».
 وحذر البراك من "منح تأشيرة دخول إلى سيئ الذكر الذي اساء إلى الكويت لان من وافق على دخوله سيتحمل المحاسبة من الشعب وممثلي الأمة".
 من جهته، رفض النائب الدكتور وليد الطبطبائي دخول الرجوب ولفت إلى الاستعداد لمساءلة كل من يعطي هذا "المتصهين" تأشيرة للدخول.
واكد الطبطبائي لـ (الوطن)، "ان هذه الزيارة لن تمر مرور الكرام، ومن الوارد ان يتطور الامر إلى استجواب، اذا لم يعالج، وترحيله عن البلاد سريعا، وعدم السماح له باستكمال مهمته".
 وقال: "نريد ان نعرف لماذا دخل الكويت؟ وما هي مهمته»؟، مضيفا «زيارته تعتبر تحديا للنواب، واستهانة بمشاعر الشعب الكويتي".
 وكشفت مصادر لـ (الوطن) أن «وزارة الخارجية الكويتية ارسلت إلى وزارة الداخلية لتسهيل مهمة دخول الرجوب إلى الكويت، لانه يحمل جواز السلطة الفلسطينية، وهذا الجواز لا يجوز دخوله الكويت لانه غير مبرمج في كمبيوتر المنافذ». وبينت المصادر ان "مسؤولين كانوا في استقبال الرجوب لدى وصوله إلى البلاد أمس".
 وإذ ذاك، عاد وليد جاسم الجاسم ، نائب رئيس تحرير (الوطن) لمهاجمة زيارة الرجوب للكويت، فكتب في عدد الصحيفة الصادر الأربعاء مقالا تحت عنوان "شكراً للنواب.. وسحقاً للرجوب" الآتي:
.. يستحق السادة اعضاء مجلس الامة الشكر، وتحديدا النائبين وليد الطبطبائي ومسلم البراك على تفاعلهما السريع وموقفهما الوطني تجاه زيارة المدعو جبريل الرجوب الذي اعتبر الكويت وأهلها دنسا في عام 2001.. ويستعد الآن بدم بارد وحس متبلد لجمع اموالها تحت غطاء اعادة تعمير الملاعب والمنشآت الرياضية في غزة.
لقد كتبنا بالامس عن هذا (الرجوب) وعن موقفه الحقير تجاه الكويت، واساءاته للبلاد عندما توفي فيصل الحسيني اثناء زيارته الكويت ضمن مؤتمر لنصرة فلسطين في مايو 2001.
وعندها تعالت صيحات الاتهام من عدة مسؤولين فلسطينيين وتحركت تظاهرات كلها تشكك في الكويت وتزعم زوراً وبهتاناً ان الكويت هي التي قتلت الحسيني، ولما عرضت الكويت تشريح الجثة ليطمئن المرجفون والكاذبون ويكتشف العالم كذبهم البواح، قال هذا الرجوب في قناة الجزيرة ان الكويت لا يجب ان تدنس الجثمان الطاهر لفيصل الحسيني.
وما دامت الكويت وأهلها دنساً، فارحل يا هذا عنها ولا تفكر في زيارتها فأنت والله الدنس والإفك.. والكويت وأهلها لا يحتاجون شهادة من أشباهك.
وشكرا للنواب الذين اعلنوا أن من سيمنح هذا (الرجوب) تأشيرة تسمح بدخوله الكويت فسوف يتحمل المسؤولية والمساءلة. ولكن الواقع المؤسف أن الرجوب منح بالفعل التأشيرة ودخل الكويت تحت غطاء أن المجلس الأولمبي الآسيوي جهة قارية لا يجوز للكويت منعه من زيارتها.
وننتظر الآن موقف النائبين الفاضلين الطبطبائي والبراك والنواب بعد ما تحدى الرجوب الإرادة الكويتية ودخل البلاد.. وكذلك يجب على الحكومة التي يجب أن تعلن أن هذا الرجوب وغيره ممن لم يتورعوا عن الاساءة إلى الكويت واحتقارها وتحقيرها غير مرحب بهم على أرضها.. ولا يمكن أن يحصلوا على شرف زيارتها، خصوصا ان مثل هذه الزيارات لا تهدف إلا لجمع المال من خزائن الكويت العامرة دائما -بإذن الله- والتي يسيل لعاب طمعهم وحقدهم عليها منذ سنوات طوال.