صحيفة العرّاب

مساعداتنا لغزة متراكمة في المخازن الإسرائيلية وأخرى توزع لناس وناس

يدور جدل واسع حول المساعدات الانسانية التي تبرعت بها الدول العربية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة لصالح الشعب الفلسطيني في غزة منذ بدء العدوان الاسرائيلي وحتى الان, فرغم تأكيد مسؤولي الهلال الاحمر المصري بشمال سيناء على دخول مئات الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية والتموينية إلى قطاع غزة يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية المقالة احمد الكرد ان إجمالي عدد الشاحنات التي وصلتهم في غزة لا تتعدى 31 شاحنة وأشار ان المساعدات التي تدخل من خلال معبري العوجا وكرم ابو سالم يتم احتجازها في المخازن الاسرائيلية وان المساعدات التي تدخل من الاردن تستأثر بها وكالة غوث اللاجئين الاونروا وتقوم بتوزيعها من خلال مؤسسات المجتمع المدني على اللاجئين رغم انها مخصصة لكافة الشعب الفلسطيني في غزة.

 حول قضية المساعدات والاتهامات المتبادلة بين وكالة الغوث ووزارة الشؤون الاجتماعية وبشأن ما يتردد عن بيع المواد التموينية والغذائية التى ارسلت للشعب الفلسطيني كتبرعات التقت العرب اليوم وزير الشؤون الاجتماعية احمد الكرد وكان الحوار التالي:
 
* ما هو الوضع الانساني الحالي في قطاع غزة بعد العدوان وما هو حجم المساعدات التي وصلتكم حتى اللحظة?
 
- حجم الكارثة كبير جدا وتحتاج إلى تعاون الجهود لانها تقدر بمليارات الدولارات ولابد من تعاون الجهات المانحة سواء كانت دولا عربية أو إسلامية او اجنبية, للتخفيف من حجم الكارثة التي تحتاج إلى الاغاثة على مرحلتين الاولى الاغاثة العاجلة لالاف الاسر التي بقيت من هذه الحرب وتتمثل في توفير المستلزمات البسيطة للحياة والمرحلة الثانية هي الاعمار التي تحتاج إلى الكثير بالنسبة لمرحلة الاغاثة فنحن أمام كارثة تتمثل في آلاف الاسر الفلسطينية التي تعيش حاليا في العراء خرجت من بيوتها بالملابس التي ترتديها فقط وبيوت مدمرة واسر شهداء وجرحى فقدوا أجزاء من أجسادهم أو شلوا أو حرقوا بطريقة إرهابية وهناك مؤسسات رسمية ومدارس ومنشآت عامة دمرت تماما ونحن نعمل حاليا في محاولة لاغاثة هذه الاسر وقد تأملنا خيرا عندما سمعنا من خلال الفضائيات أن الشعوب العربية والاسلامية بدأت بتحركات سريعة لاغاثة المنكوبين في غزة ولكن كما تعلم أن الاغاثات والمساعدات تدخل إلى غزة عبر معبرين الاول عن طريق مصر والثاني عن طريق الاردن وبالنسبة للمساعدات التى تصل من مصر فهناك نوعان منها الاول: هي المساعدات الدوائية والمستلزمات الطبية وتدخل من خلال معبر رفح من دون أية إشكاليات والثانية المساعدات التموينية والغذائية وتدخل عن طريق معبر العوجا واشير هنا أن الالية التى وضعها المصريون معقدة لان المساعدات تنقل من العريش إلى معبر العوجا في الجانب الاسرائيلي ومن العوجا إلى كرم أبو سالم ثم إلى رفح ومنها إلى قطاع غزة وهذه الالية شاقة ولم تنفذ بطريقة صحيحة فمعدل ما دخل من مساعدات تموينية وغذائية كان يتم على مدى ثلاثة أيام فقط منذ بدء العدوان وحتى الساعة وتم عبر معبر العوجا في اليوم الاول ادخال 28 شاحنة وتم اقتسامها ليكون نصيب وزارة الشؤون الاجتماعية 14 شاحنة ووكالة غوث اللاجئين الاونروا 14 شاحنة وفي اليوم الثاني تم إدخال 31 شاحنة 6 لوزارة الشؤون و25 لوكالة الغوث وفي اليوم الثالث توقفت الوكالة مطلقا عن نقل مساعدات فتم إرسال سيارات الوزارة ونقلت 25 شاحنة وفي اليوم الرابع أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت دخول أية شاحنة لنا وهذا ما جرى طوال فترة العدوان الاسرائيلي على غزة.
 
ولذا فنحن نطالب أن يكون لنا ممثل من غزة في العريش ومعبر رفح للتنسيق من هناك لادخال المساعدات وسبق أن طلبنا ذلك من الاشقاء في مصر ولكنهم لم يسمحوا بذلك مع أنهم سمحوا بوجود مندوب من السلطة الفلسطينية التي شاركت بمؤامرة عدم دخول المواد الغذائية وبتدخلات من وكالة الغوث التي حولت موضوع الاغاثة إلى موضوع سياسي حيث تم تجميع المساعدات التي نقلت من العريش في معبر العوجا والمخازن الاسرائيلية ولم تصل لنا.
 
* ما هي أسباب الازمة التي نشأت بينكم كوزارة الشؤون الاجتماعية ووكالة غوث اللاجئين الاونروا بشان المساعدات?
 
- نحن نقول أن مساعدات الشعوب العربية هي مساعدات لفلسطين فهذا التضامن العربي جاء نتيجة دماء فلسطينية سالت وصمود وثبات الشعب الفلسطيني والمواطن العربي سواء كان في الاردن أوفي مصر أوفي أي بلد عربي أوإسلامي يتبرع لهذه الدماء الزكية التي سالت ولا يتبرع من اجل وكالة الغوث أو مؤسسات أمريكية وأوروبية فالذي دعا الشعوب العربية لان تتفاعل معنا هي تضحيات الشعب الفلسطيني لذا فان هذه المساعدات لصالح الشعب الفلسطيني ونحن كسلطة شرعية في غزة مسؤولون عن مواطني الشعب الفلسطيني أما وكالة الغوث فهي مسؤولة عن اللاجئين والمواطن العربي لا يتبرع إلى اللاجئين بل يتبرع إلى الشعب الفلسطيني بمواطنيه ولاجئيه في هذه الحالة لا بد من وضع آليات لوصول المساعدات للمواطنين علما بان المتضررين نتيجة الاحداث عددهم يفوق عدد اللاجئين المتضررين لان المناطق الحدودية يسكنها أصحاب الاراضي الزراعية الاكثر تضررا وسبق أن تحدثنا مع الوكالة هنا في مكتبي ونسقنا بشأن توزيع المساعدات على الشعب لكن الوكالة لم تلتزم بأية اتفاقات أبرمت فما بيننا وبينها حتى اللحظة وقد اتفقنا على أن المساعدات هي للشعب الفلسطيني والحكومة يجب أن تستلمها من وكالة الغوث ولكنها لم تلتزم ولم تسلمنا شيئا لانها تريد أن توزع المساعدات بوساطة جمعيات ومؤسسات أهلية من دون الرجوع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وهي مؤسسات ذات طابع سياسي وذات لون سياسي واحد وبهذا فان الوكالة تقوم بتسييس المساعدات والان تقوم الوكالة بتوزيع المساعدات في قطاع غزة في حين أن الحكومة هي التي يجب أن تقوم بتوزيع هذه المساعدات وقد وجهت عدة كتب إلى مدير الطاقم في وكالة الغوث وطالبته بالا يقوموا بتوزيع المساعدات من خلال مؤسسات محلية وأهلية لكنهم لم يستجيبوا رغم أننا الحكومة القائمة في قطاع غزة ونحن لا نطلب من وكالة الغوث الاعتراف بنا أو عدم الاعتراف لكننا هنا ندير شؤون هذه البلد ولذا كان الاحرى بالوكالة أن تنسق مع الحكومة المختصة بتوزيع هذه المساعدات وليس مع غيرها.
 
* وماذا عن المساعدات والتبرعات التي أرسلت لكم من المملكة الاردنية الهاشمية?
 
- بارك الله في الشعب الاردني ولكن لدي ملاحظات على المساعدات التى وصلت من الاردن فقد استلمت عدة كتب من اللجنة الهاشمية الاردنية تفيد أن هذه المساعدات مرسلة لتسليمها لوزارة الشؤون الاجتماعية ولكنها لم تصل لنا بل وصلت إلى وكالة الغوث وليس لوزارة الشؤون الاجتماعية المشرفة على جميع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعبر منبر العرب اليوم أقول للشعب الاردني أن مساعداتكم لم تصل لنا كوزارة للشؤون الاجتماعية وتوزع على مؤسسات ذات طابع سياسي بعينه ولذا فنحن نطلب من الاخوة في الاردن بإعادة النظر في إرسال هذه المساعدات ليتم تسليمها لوزارة الشؤون الاجتماعية وليس لوكالة الغوث لانها تقوم بتوزيعها بطريقة انتقائية.
 
* وما هي خطتكم كوزارة لتوزيع المساعدات التي وصلتكم على الشعب المواطنين في قطاع غزة?
 
- دورنا هو توزيع المساعدات على من لهم الاولوية في استلام هذه المساعدات اضافة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لان هناك أولويات في توزيع هذه المساعدات وقد قمنا بخطوات عملية أمام هذه الكارثة التى يمر بها شعبنا وهذه الخطوات تعادل أضعاف المساعدات التى دخلت منذ بداية العدوان وحتى الان لاننا لم ننتظر المعونات وشعبنا يتألم بل بدأنا بتوزيع مساعدات منذ اليوم الاول للعدوان كانت بمخازن الحكومة وأخرى تم شراؤها بينما المساعدات التى أرسلت لنا من قبل الاشقاء العرب تسرق من مخازن وكالة الغوث الاونروا كما قلت أن هناك أولوية لالاف الاسر التى تعيش في العراء وقدمنا لكل أسرة 5 آلاف دولار لاستئجار منزل وشراء المستلزمات من أثاث وملابس وغيرها ولمن تضرروا من دون هدم منازلهم 2500 دولار واسر الشهداء كل أسرة 1200 دولار ولكل جريح 600 دولار كما سيتم تعويض المزارعين الذين تضرروا نتيجة تجريف زراعاتهم وأراضيهم وهذه تعد إغاثة طارئة لحين إعادة عملية الاعمار.
 
* وماذا عن مرحلة الاعمار وهل هناك دول معينة ستشارك في هذه العملية دون غيرها?
 
- مرحلة الاعمار تعتمد على ركيزة مهمة جدا وهي فتح المعابر فلن تتم هذه العملية من دون فتح المعابر ومن دون دخول الحديد والاسمنت ومواد البناء اللازمة وحتى اللحظة لم نضع أية شروط بخصوص رغبة الدول التى تريد المشاركة في عملية الاعمار والباب مفتوح للجميع بكافة الجنسيات العربية والاجنبية.
 
* تردد أن حكومتكم استولت على 12 شاحنة من المساعدات الاردنية التي كانت مرسلة إلى وكالة غوث اللاجئين الاونروا فما ردكم?
 
- هذا كلام غير صحيح تماما وقد رددته وكالة الغوث للاسف وقمنا بالرد عليهم وقلنا لهم حددوا لنا أسماء السائقين الذين استلموا هذه السيارات وأرقامها وأين فرغوا شحنات هذه السيارات لكن تبين أن هناك عمليات اختلاس تقوم بها أطراف من داخل الوكالة وقد التزمت الوكالة الصمت ولم ترد علينا ولم ترسل لنا أسماء السائقين أو أرقام السيارات التي ادعت بأننا قمنا بالاستيلاء عليها وقد قمنا بدعوة نائبة مدير الوكالة كارنين أبو زيد لزيارة مخازن الوزارة للتعرف على المساعدات التي ادعت الوكالة بأننا قمنا بالاستيلاء عليها ولم تجد شيئا ولذا فان الوكالة تقوم الان بالتحقيق في هذه العملية.
 
* هناك العديد من المواد التموينية التي أرسلت كمساعدات مجانية للشعب الفلسطيني تباع هنا في المحلات فكيف تسربت إلى السوق?
 
- كما قلت لك أن معظم المساعدات لم تصل لنا كوزارة الشؤون الاجتماعية فإذا كانت هذه المساعدات تباع فليسالوا الجهة التي استلمتها وكما قلت لك لم تستلم الوزارة إلا 41 شاحنة عن طريق معبر العوجا أما جميع المساعدات الاردنية فقد وصلت إلى وكالة الغوث علما بان المساعدات المخصصة للوكالة قبل الحرب كانت تباع في محلات كثيرة وهي تحمل اسم وشعار الوكالة اضافة أن هناك مواطنين فلسطينيين استلموا مساعدات وتوفر لديهم فائض منها فيقومون ببيعه بتوفير أموال بدلا منها ونحن كحكومة تابعنا هذه القضية واكتشفنا أنها تتم بطريقة فردية وقد أصدرت توجيهات إلى الجهات المختصة بالسيطرة على عملية بيع أية مساعدات في المحلات داخل قطاع غزة.