صحيفة العرّاب

بالفيديو ...إذا متت ما حد يعيط عليّ.. لماذا انتحرت "رهف"؟!..

  دون أن ينتبه أحد إلى ما كتبته "رهف" على ظهر أحد دفاترها المدرسية، سواء من العائلة أو من معلمات المدرسة في قرية فرخة لفلسطينية، قررت الطفلة ألّا تذهب إلى عامها الـ14، كما لو أنها اكتفت من الحياة خلال أعوامها الـ 13 الماضية.

صحيح أن زيادة عدد المنتحرين والمنتحرات في الأراضي الفلسطينية بات لافتا، غير أن أحدا لم يخطر له أن قائمة المنتحرين والمنتحرات سوف تشمل، هذا العام، طفلة قيد التفتح؛ فقط –كما أشار موطنون من القرية- "لأن العائلة أكرهتها على تحمل مسؤولية متابعة شقيقها "المنغولي" بعمر 6 سنوات، لحظة بلحظة".

"إذا متت ما حد يعيط عليّ" ! هكذا كتبت "رهف" على غلاف أحد دفاترها المدرسية قبل أن تلف حول عنقها الطري (يوم الأربعاء الماضي) سلكا معدنيا وتشنق روحها، كما لو أنها أرادت أن تعلن، على طريقة المنتحرين الكبار، "ألا هل بلّغت فاشهدوا...!"؛ لكن روحها التي طارت بعيدا، عاندتها حتى الأحد الماضي.

قال مواطنون من "فرخة" (3 كم جنوب غربي سلفيت)، أن الطفلة رهف كتبت قبل محاولتها الانتحار، التي نجحت أخيرا، أنها كتبت رسالة "وداعية" للعائلة من 3 أسطر؛ تحملها فيها مسؤولية ذهابها إلى الموت، فيما رجّح أكثر من مصدر من القرية أن الطفلة التي كانت مولعة بالمدرسة والحياة، قررت إنهاء حياتها احتجاجا على إجبارها من قبل العائلة، دون أشقائها وشقيقاتها، على رعاية شقيقها "المنغولي"، أو -وهذا رأي آخر- لأن شقيقتها نعتتها في لحظة غضب بـ"القبيحة التي لا يحبها أحد".

إحدى معلمات "رهف" سابقا أن الطفلة "كانت مولعة بالحياة ومنضبطة في الصف" و "تتمتع بالحيوية والنشاط ولم تكن تعاني من أي مظاهر متصلة بالتوترات النفسية"، موضحة أنها كانت تتحمل مسؤولية رعاية شقيقها "داود" المنغولي، وهي "رعاية" كانت تستتبع تحميلها مسؤولية أي أخطاء كان يرتكبها.

حسب الوايات، ما أن انتهت رهف من كتابة "رسالتها الوداعية"، لفّت السلك المعدني حول عنقها، ثم علقت نفسها بقضبان حماية إحدى نوافذ المنزل، غير أن شقيقتها التي كانت متواجدة بالمنزل في ذلك الوقت وانتبهت إلى جسدها معلّقا، سارعت إلى تخلصيها، ثم نقلت إلى المستشفى، و"هناك" فارقت الحياة بعد 5 أيام قضتها في الغيبوبة.

من بين أشياء قد تتذكرها زميلات "رهف" حين يصرن أمهات، أن طفلة في المدرسة كان يمكن أن تصبح أمّا؛ لو أنها لم تُجبر على أن تكون كذلك قبل الأوان
.