صحيفة العرّاب

مبارك: الأولوية ستبقى لمصر أولاً وأبداً وفوق كل اعتبار

وجه الرئيس المصري حسني مبارك تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل الأربعاء، مؤكداً أن مصر تعمل على تعزيز قواتها المسلحة بهدف تأمين السلام، الذي يظل التزاماً مصرياً طالما تلتزم به إسرائيل.وقال مبارك إن جيش مصر قادر على "رد الصاع صاعين"، في حالة حدوث أي "عدوان" على أراضيها أو النيل من سيادتها. واعلن ان القاهرة ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرا دوليا لبحث اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي في غزة.

 وفي أقوى خطاب له منذ سنوات خلت، شدد الرئيس مبارك في كلمته خلال الاحتفال بـ"عيد الشرطة"، على أن الاتفاق الأمني، الذي وقعته وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، ونظيرتها الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، بشأن "منع تهريب الأسلحة" إلى قطاع غزة، "لا يلزمنا بشيء."
 
وجدد الرئيس رفضه السماح بتواجد أي مراقبين أجانب على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس."
 
وقال مبارك، إن جيش مصر لن ينجرف إلى "مغامرات غير محسوبة عواقبها"، أو إلى "خطوات تستفيد منها جهات إقليمية"، داعياً في الوقت نفسه إسرائيل إلى الإبتعاد عن مصر وسياداتها على أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، في أي اتفاقات دولية مع أي أطراف خارجية.
 
وتابع قائلاً: "فلسطين كانت وستظل في قلب شعب مصر"، معتبراً أنه "قدم الكثير من التضحيات" من أجل القضية الفلسطينية.
 
وبينما أكد أن مصر ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته، إلا أنه شدد على أن "الأولوية ستبقى لمصر أولاً وأبداً وفوق كل اعتبار، لحماية أمنها وللدفاع عن مصالح شعبها."
 
وتطرق مبارك في كلمته إلى جهود مصر لوقف عملية "الرصاص المصبوب"، التي قام بها الجيش الإسرائيلي واستمرت 22 يوماً، مخلفة أكثر من 1300 قتيل و5400 جريح، قائلاً إن مصر تمكنت من وقف إطلاق النار في غزة، وتواصل السعي لتثبيته، مشيراً إلى أن "المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الأبرياء."
 
كما تساءل مبارك عن أسباب رفض الفصائل الفلسطينية للمبادرة المصرية بشأن تمديد التهدئة، مشيراً إلى أن "الأزمة كشفت محاولة استغلال العدوان، لفرض واقع جديد على الوضع الفلسطيني."
 
وأضاف أن الأزمة الأخيرة في قطاع غزة كشفت محاولة استغلال الهجمات الإسرائيلية لتكريس الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية لصالح قوى إقليمية معروفة لخدمة مخططاتها، وكان الهدف سحب الشرعية من السلطة الوطنية ومنحها للفصائل، وتكريس انقسام الضفة الغربية عن غزة"."
 
ويذكر أن الكثير من الانتقادات الشعبية وجهت لمصر لعدم السماح بفتح معبر رفح مع غزة، رغم أنها سمحت بعبور الجرحى للعلاج من خلاله.
 
 واعتبر الرئيس المصري أن من أسباب انتشار أنفاق التهريب هو الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ عام 2006.وأكد مبارك أن مصر تواصل جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار واستعادة التهدئة وفتح المعابر وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني.
 
ويشار إلى أن مصر تسعى منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة لإقناع حركة حماس بالتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في ضوء بنود المبادرة المصرية.
 
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار تكررت زيارات وفود حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين لبحث جهود التهدئة مع إسرائيل وفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة.
 
وكانت السلطات المصرية قد اعلنت مؤخرا أنها نصبت كاميرات مراقبة على طول حدودها مع قطاع غزة التي يبلغ طولها 14 كم في اطار الجهود الرامية الى منع المسلحين الفلسطينيين من تهريب الاسلحة عبر الانفاق.
 
وقال مصدر مصري إن ذلك يمثل المرحلة الاولى من نظام امني ذي تقنية عالية يتم انشاؤه بمساعدة الولايات المتحدة، لدعم وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس.
 
يذكر ان الولايات المتحدة قد خصصت 32 مليون دولار لادوات المراقبة للكشف عن انفاق التهريب، وقالت مصادر امنية مصرية ان اجهزة المراقبة انشأت بمعاونة امريكية فرنسية المانية.
 
كما جاءت تصريحات مبارك بعد ما شهدته الساحة العربية من انقسامات بشأن ازمة غزة انتهت بعقد اجتماع تشاوري في الدوحة غابت عنه مصر والسعودية، تلته قمة الكويت الاقتصادية التي سيطرت ازمة غزة على أعمالها وشهدت دعوات لرأب الصدع العربي.
 
سي ان ان/ بي بي سي/ وكالات