صحيفة العرّاب

صداع الصائم في الثلث الأول من رمضان ليس حالة مرضية

 رغم شعورها بصداع شديد بدأ معها منذ اليوم الاول لصيامها الشهر الفضيل تصر الثلاثينية سهاد على الاستمرار بالصيام طمعا بالأجر والثواب اذ انها ترى في ذلك اختبارا لقدرتها على الصبر وتحمل المشقة في سبيل الله تعالى.

تقول سهاد لـ (بترا) ان الصداع يلازمها في كل مرة تصوم فيها الا انه لم يثنها عن صوم الشهر باكمله, اذ ان شعورها بالالم يتبدد فور تناولها لمسكنات بعد الافطار مباشرة .

اطباء يؤكدون ان الشعور بالصداع يحدث بسبب نقص مخزون الجسم من السكر والسوائل وانه حتى لو استمر لدى الصائم خلال الثلث الاول من الشهر الفضيل فانه لا يؤشر الى حالة مرضية, فيما اجاز المفتي العام للمملكة الافطار للصائم الذي يعاني من صداع شديد لا يحتمل قد يؤثر سلبا على صحته بناء على تأكيدات طبية.

كثيرا ما يصاب صائمون بصداع شديد خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم بسبب حدوث نقص مخزون السكر في الجسم خاصة في الساعات الأخيرة من يوم الصوم وفقا لرئيسة قسم التوعية في مديرية التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة المهندسة باسمة استيتية التي تقول ان ما يسبب الصداع كذلك عدم وجود كمية كافية من السوائل تسهم في التخلص من النتائج الضارة لاستهلاك وهضم المواد الغذائية .

وتبين ان درجة التأقلم وأعراض ظهور النقص هذا تختلف من جسم لآخر، مشيرة الى ان علاجه يكمن في زيادة السكريات في طعام الإفطار والسحور وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان على أن تحتوي على نسبة سكريات عالية .

وتقول ان السبب الآخر للصداع يحدث عند معتادي تناول القهوة والشاي, اذ ان الصوم يقلل من نسبة الكافيين في الدم فتحدث أعراض النقص على شكل صداع وضعف في التركيز قد يؤدي الى حصول نوبات صداع نصفي عند الذين يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم نتيجة لعدم تناولهم أدويتهم بالشكل الصحيح أو عدم تناول وجبتي الافطار او السحور بشكل متوازن الامر الذي يستوجب مراجعهتم الطبيب قبل بداية شهر رمضان لإعادة تنظيم أدويتهم ووجباتهم.

وتشير الى ان للصداع في شهر رمضان أسبابا نفسية حيث تتقلص العضلات المحيطة بالرأس والرقبة بعض الشيء لتتسبب في آلام بهما مؤكدة اهمية تجنب كل ما يثير المتاعب النفسية وضرورة أخذ قسط من الراحة بقدر الإمكان.

رئيس قسم الباطنية والصدرية في مستشفى البشير الدكتور يوسف نعيمات يقول ان الجهازين الهضمي والعصبي يكون طيلة ايام السنة قد اعتادا على نمط سلوكي متواتر بحيث يعملان ضمن عمليات استقلاب متواصلة للجسم فيما يختلف حال هذا النمط خلال الشهر الميارك حيث ينخفض مستوى كمية مكونات المواد الغذائية في الجسم ما يؤدي الى شعور الصائم بالصداع والضعف العام .

ويبين ان هذا الشعور عادة ما يستمر في الايام العشرة الاولى من الشهر الفضيل كحد اقصى بحيث تتمكن اجهزة الجسم بعد هذه المدة من التاقلم على النمط الغذائي الجديد مؤكدا ان الصداع في تلك الفترة لا يعكس باي شكل من لاشكال اية حالة مرضية ولا يؤشر الى وجود مرض عضوي ما الا في حالة استمرار الشعور بالصداع طيلة ايام الصيام ما يستدعي استشارة الطبيب .

ويوضح انه وفي حالة شعور الصائم بصداع شديد ومتعب وبشكل مستمر بعد انقضاء مدة الثلث الاول من الشهر الفضيل لمستوى يؤثر على سلوكه الوظيفي والحركي فان الطب ينصح بعدم الاستمرار في الصيام وضرورة مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة المرضية .

وينصح الدكتور نعيمات الصائم الذي يعاني من الصداع بالراحة والاستلقاء وعدم التعرض لاشعة الشمس والابتعاد قدر الامكان عن اية مؤثرات عصبية او انفعالات اضافة الى تناول ادوية مسكنة بعد تناول وجبة الافطار محذرا من خطورة تناولها قبل تناول طعام الافطار لما لها من اثار سلبية على الجهاز الهضمي الذي سيكون معرضا على اثرها لحدوث تقرحات في المعدة .

ويشير سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة الى قول الله سبحانه وتعالى ( فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر ) أي ان الاية الكريمة لم تحدد نوع المرض الذي قد يؤدي الى افطار الصائم بل جعلت الامر متروكا لشعور المريض بمرضه والتقدير الطبي للحالة .

ويبين انه اذا تعرض الصائم لصداع شديد ادى به الى مشقة حددت تبعاتها من قبل الفقهاء بتأخر الشفاء او اتلاف عضو من الجسم او زيادة في المرض فان الشرع يجيز له في هذه الحالات ان يفطر مؤكدا ان هذه التبعات الثلاث يجب ان تحدد من قبل اطباء متخصصين لا ان يقررها الصائم نفسه .

ويقول : اذا كان بامكان الصائم المصاب بالصداع الخفيف تحمل الالم الناجم عنه فليستمر بصيامه وله الاجر والثواب على صبره وتحمله مؤكدا ان للصيام فضائل كبيرة منها اختبار القدرة على التحمل والشعور مع الاخرين.