صحيفة العرّاب

التسحيج والتطرف سيان ..!!

المحامي عبد الوهاب المجالي

 معروف حاجة الإنسان للآمن لا تقل عن حاجته للماء والهواء، لا يشعر بقيمته إلا من فقده، خير لنا ان نتعظ بغيرنا من آن نجرب بآنفسنا، مع العلم ان الآسباب التي تؤدي لإنعدامه لاتخفى على آحد وعرفتها البشرية من قرون..

عندما نكتب وننتقد ليس حباً في الكتابة والنقد او معارضة كما يقولن او حباً في الظهور او آي شيء من هذا القبيل، فهذه آيضاً باتت سلعة "بايته" وآساليبها مكشوفة لا بل مفظوحة وآشخاصها معروفين في الإتجاهين سلباً او إيجاباً "السحيجة والرداحين"..

آسباب عديدة تدفع كثيرون للكتابة آهمها الغيرة على الوطن والخوف من المستقبل على الآبناء ولحماية الآرواح "من غير حمداً ولا شكورا" كي لا نصبح مهددين بآبسط تفاصيل حياتنا، على عكس من له غاية او هدف يسعى لتحقيقه او رخيص مرّتزق ثمنه معروف، ..

عند النظر لما حل في العراق وليبيا واليمن وسوريا وما سيحل بمصر بسبب سياسات سلطة الإنقلاب التي آختها العزّة بالإثم تنكل بالمواطنيين وتريد ان تصقلهم بقالب واحد على إعتبار السيسي المهدي المنتظر وسيد زمانه، تلك السياسة ماهي إلا كمن يقفز في الهواء معتمداً على الحظ ربما ينجو او يتكفل به رب السماء..

لقد عمت آغلب البلاد فوضى قتل، تشريد، إعتقال، لجوء، نزوح، فقدوا الآهل والآحبة والآصحاب، وآصبحو ما بين سندان الدكتاتورية ومطرقة التخلف والإرهاب، من البديهي ان تختطفهم قوى الظلام نحو مستقبل مجهول..

الفاسدون والسحيجة اللذين يطبلون ويزمرون للسياسات الرّعناء الحمقاء ويُزيّنوا آمراضها ويسترون عوراتها، او من يصطف الى جانب التطرف الآعمى يحلل القتل ويُبيح الدمار بإسم الدين او يناصره سواء لا إختلاف بينهما ولا يقل خطر آي مهما عن الآخر، النتيجة التي سنصل إليها في كلا الحالتين واحدة وكل منهما طريق يؤدي للآخر..