صحيفة العرّاب

حرروا آنفسكم لتتحرر فلسطين..!!

المحامي عبد الوهاب المجالي

الإرادة العربية  بشكل عام والفلسطينية على نحو خاص لم تتجه لتحرير الآرض والإنسان الفلسطيني في يوم من الآيام، قبل إغتصاب فلسطين وبعد إحتلالها العرب خارج دائرة الفعل، وإقتطاعها من جسد الأمة تم بعلم القيادات العربية إن لم يكن بمباركتها وحتى بعض آبنائها اللذين إعتبروا إسرائيل رائدة وطالبوا طرد العرب من فلسطين والشواهد على ذلك كثيرة..

لو كان هناك شيء من هذا القبيل او مجرد نية في الماضي لما قامت إسرائيل آصلاً، والكل يعلم نوايا المستعمر البريطاني وتواطىء معه، من وعد بلفور ومخطط سايكس بيكو ومن كان يعارضه بالعلن باركه بالسرّ لا بل تعهد على حماية إسرائيل..

الحروب العربية قبل وما بعد إعلان دولة إسرائيل كانت وهمية، بقدرات محدودة جداً او تكاد تكون معدومة او عديمة التأثير، تحت إشراف وقيادة المستعمر البريطاني وما بعد ما كان يسمى خط الهدنة، أي خارج فلسطين التاريخية.

الوضع لم يتغير ما كان يتم في الماضي سراً اليوم بالعلن، حيث لم تعد إسرائيل دولة غاصبة محتلة لفلسطين ليس بنظر النظام العربي فقط بل حتى من قبل آبنائها بما فيهم سلطة عباس، والموقف الرسمي العربي من العدوان على غزة ما شاء الله عليه محايد، يطالبون آطراف النزاع التهدئة ووقف العمليات العسكرية!!

لقد تم العمل دون وعي وإدراك على إيجاد شرخ بين الشعوب العربية المحيطة بإسرائيل والشعب الفلسطيني، وإيجاد حالة من الكره والعداء إن لم يكن على يد منظمة التخريب الفلسطيني بآدوات أخرى لإبعادهم حتى عن الدول المحيطة بفلسطين وتشتيتهم بآصقاع الآرض لتمحى من الذاكرة..!!

الكيان الصهيوني هش لآسباب عديدة وفي آدبياتهم قيام دولة لا يعدو كونه آكثر من حُلم، وحتى لو إمتلكت التكنولوجيا وكل آدوات القتل والدمار تبقى في مهب الريح لعدم إمتلاكها أي عمق إستراتيجي وبالإمكان لأي سلاح تقليدي ان ينال منها والآيام آثبتت ذلك..

لو إنعقدت النوايا الحقيقية لما قامت ولما بقيت او على الآقل لفرض عليها ما نريد، لا ان نستجدي السلام في الوقت الذي هي آحوج إليه منّا لسبب بسيط لدينا ما نخسره حالنا في الحرب والسلم هو هو لا بل يسير نحو الآسوأ، وهناك تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة الكريمة للشعوب العربية وكل من يفكر بفلسطين تحت طائلة القانون..

كارثة فلسطين منشأها وسببها العجز العربي..