تواصل وزارات الصحة في البلدان الثلاثة الواقعة في غرب أفريقيا ‘غينيا وليبيريا وسيراليون’ الإبلاغ عن حالات جديدة ووفيات ناجمة عن مرض فيروس الإيبولا، وقد أُبلِغ في الفترة الواقعة بين 15 و17 تموز/يوليو 2014 عن 67 حالة جديدة للإصابة بالمرض.
وحذر مسؤولون في منظمة أطباء بلاد حدود إن وباء إيبولا يتفاقم في غرب إفريقيا وقد يطال دولاً جديدة وقال مسئول العمليات الميدانية في المنظمة ياريت بانسن إن الوباء يتفشى ‘بشكل غير مسبوق ويخرج عن السيطرة ويتفاقم بما أنه يطال مناطق أخرى خصوصاً في ليبيريا وسيراليون مع بؤر مهمة جداً’
ولغاية 17 يوليو 2014 بلغ العدد التراكمي للحالات الناجمة عن مرض فيروس الإيبولا في البلدان الثلاثة 048 1 حالة، منها 632 حالة وفاة وفيما يلي توزيع الحالات وتصنيفها: غينيا، 410 حالات (301حالة مؤكدة و95حالة محتملة و14 حالة مشتبه فيها) و310 وفيات (203 حالات مؤكدة و95 حالة محتملة و12 حالة مشتبه فيها)؛ وليبيريا، 196 حالة (76 حالة مؤكدة و56 حالة محتملة و64 حالة مشتبه فيها) و116 وفاة (54 حالة مؤكدة و40 حالة محتملة و22 حالة مشتبه فيها)؛ وسيراليون، 442 حالة (368 حالة مؤكدة و 48 حالة محتملة و26 حالة مشتبه فيها) و206 وفيات (165 حالة مؤكدة و35 حالة محتملة و6 حالات مشتبه فيها).
ووفق آخر التقارير فإن المرض أودي حتى الآن بحياة 887 شخصيا في إفريقيا، و1603 إصابات متوزعة في أربع دول في غرب إفريقيا، ويؤدي الوباء الذي لا يتوفر لقاح لمعالجته إلى حصول نزف وقيء وإسهال.
وفي تطور للفيروس أعلنت وزارة الصحة السعودية عن إصابة مواطن في حالة حرجة بالعقد الرابع بفيروس إيبولا في مدينة جدة وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس الثلاثاء أن ‘المصاب ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروسات الحمى النزفية بعد رجوعه من رحلة عمل إلى سيراليون خلال رمضان الماضي، ونتيجة تشابه أعراض هذه الإصابة بأعراض الإصابة بفيروس إيبولا، اتخذت وزارة الصحة عددا من الإجراءات للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس.
وهناك 5 أنواع مختلفة لفيروس إيبولا وهي: (بونديبوغيو، ساحل العاج، ريستون، السودان، زائير)، وترتبط أنواع الفيروس ‘بونديبوغيو والسودان وزائير’ بفاشيات كبيرة لحمى الإيبولا النزفية في إفريقيا، فيما لا يرتبط نوعا الفيروس ‘ساحل العاج وريستون’ بفاشيات معينة من الحمى، والإيبولا النزفية مرض حموي يودي بحياة نسبة تتراوح بين 25 و90% من مجموع المصابين به.
وينتقل فيروس الحمى إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سريانه من إنسان إلى آخر، وينظر إلى خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة «بتروبوديدي» على أنها المضيف الطبيعي لفيروس حمى الإيبولا التي لا يوجد لها علاج أو لقاح لا للإنسان ولا للحيوان حتى الآن، لافتاً إلى أن فيروس الإيبولا يتسبب في إصابة الإنسان بفاشية الحمى النزفية الفيروسية القاتلة ويصل معدل الوفيات التي تسببها الفاشية إلى 90% وتندلع أساساً في القرى النائية الواقعة في وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة التي تفتقر إلى الرعاية الصحية.
وتنتقل عدوى الإيبولا إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى، وقد وثقت في إفريقيا حالات إصابة بالعدوى عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس والظباء، وتنتشر لاحقاً حمى الإيبولا بين صفوف المجتمع من خلال سريان عدواها من إنسان إلى آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وكثيراً ما يصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها، إذ تصيب العاملين العدوى من خلال ملامسة المرضى مباشرة أو من العينات في المختبر من دون توخي الاحتياطات الصحيحة لمكافحة المرض وتطبيق الإجراءات المناسبة لرعاية المرضى في محاجر معزولة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أعراض مرض الحمى النزفية ‘ايبولا’ مرض فيروسي حاد وقاتل، يتميز غالبا بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزف داخلي وخارجي حتى الموت، فيما ينقل المصابون بالمرض عدواه إلى الآخرين طالما أن دماءهم وإفرازاتهم حاوية للفيروس وتتراوح فترة حضانة المرض بين يومين اثنين و21 يوما.
ويؤكد الأطباء أنه لا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا تشخيصا نهائيا إلا في المختبر، وذلك بإجراء عدد من الاختبارات المختلفة مثل مقايسة «الممتز المناعي» المرتبط بالإِنزيم واختبارات الكشف عن المضادات واختبار «الاستعداد المصلي» وعزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.
والفيروس الذي تم تشخيصه قبل أربعين عاماً لم ينجح الطب الحديث في إيجاد دواء أو لقاح له حتى الآن، فلا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية، وقد أظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية، وهي تخضع للتقييم حاليا ويجري اختبار العديد من اللقاحات، ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها. كما لا يوجد أيضا لقاح متاح لتطعيم الحيوانات ضد فيروس إيبولا ريستون، ومن المتوقع أن تؤدي عمليات التنظيف الروتينية وتطهير حظائر الخنازير أو القردة (بمطهرات مثل هيبوكلوريت الصوديوم أو غيره من المطهرات) دورا فعالا في تعطيل نشاط الفيروس.
وقد تسبب فيروس «إيبولا ريستون» في انتشار فاشيات حادة من الحمى النزفية الفيروسية بين قردة المكاك التي رُبيت في مزارع الفلبين، والقرود التي استوردتها الولايات المتحدة الأميركية في الأعوام 1980 و1990 و1996، وتلك التي استوردتها إيطاليا من الفلبين في عام 1992 .
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أنه بالنظر إلى عدم وجود علاج ولقاح فعالين للإنسان ضد فيروس إيبولا، فإن إذكاء الوعي بعوامل خطر عدوى الفيروس والتدابير الوقائية التي يمكن أن يتخذها الأفراد هي السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى والوفيات بين البشر وينبغي أثناء اندلاع فاشيات حمى الايبولا النزفية بإفريقيا أن تركز رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية الرامية إلى الحد من مخاطر المرض على اتخاذ تدابير وقائية في إفريقيا تلافيا لاتساع رقعة انتشار الفيروس واندلاع فاشيات حمى الايبولا النزفية من جراء اتصال حظائر الخنازير المصابة بعدوى المرض بخفافيش الفاكهة.