صحيفة العرّاب

صفوت الزيات : الحرب علي غزة دينية والحاخامات حرضوا علي قتل الأطفال

أكد العميد أركان حرب صفوت الزيات الخبير العسكري والإستراتيجي أن صمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمام آلة القتل الصهيونية هو بالتأكيد انتصار يحسب لها في ظل التفوق العسكري الصهيوني الضخم، مشيرًا إلى أن المقاومة طوعت أدواتها البسيطة مما جعلها أكثر دقةً وقدرةً على تحقيق أهدافها.

  وأكد الزيات أن العدوان الصهيوني كان يطبق خطةٍ أُعد لها منذ عامين انتهت في يونيو الماضي إبَّان اتفاق التهدئة بين الفصائل والكيان الصهيوني وصادق عليها الجيش الصهيوني في 18 نوفمبر الماضي وصادق عليها وزير الحرب إيهود باراك يوم 19 ديسمبر ثم صادق عليها مجلس الوزراء الصهيوني الأمني المصغر في 24 ديسمبر 2008وتم تنفيذها يوم 27 من الشهر نفسه.
 
وقال: إن الضربة الأولى شارك فيها 110 طائرة دمرت 110 هدف أغلبها اهداف مدنية أوقعت أكثر من 296 شهيدًا في أعلى نسبة قتل في الحروب الصهيونية العربية في يوم واحد، مشيرا إلي أنه رغم الأهداف السياسية والعسكرية المعلنة وغير المعلنة للصهاينة إلا أن حربهم كانت حربا دينية في الجوهر والاساس، وهو ما ظهر جليًّا في الصلوات التي عُرضت على شاشات التلفزةالتي كان يؤديها الجنود وقادتهم ، بالإضافة إلى الفتاوى "الحاخامية" التي طالبت الجنود الصهاينة بضرب المدنيين بلا شفقةٍ ولا رحمة؛ حيث استخدم جيش الاحتلال أكثر من مائتي طن متفجرات في اليوم الأول من العدوان.
 
 وأضاف الزيات في محاضرته امام ندوة (كيف نقرأ مشهد العدوان علي غزة ؟؟ ) التي عقدها برنامج حوار الحضارات بجامعة القاهرة أن قطر الإصابات التي تحدثها الصواريخ الصهيونية عالية الدقة والتوجيه يصل إلى 200 متر؛ الأمر الذي يُوقع الكثير من الشهداء والجرحى ما تسبب في استشهاد 1400 وجُرِحَ ما يزيد عن 6 آلاف معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.وهو ما يؤكد كذب الحرب الدقيقة التي يتذرع بها الصهاينة .
 
وشدد على أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والإستراتيجية بعدوانه على القطاع بهذا الشكل الإجرامي مفسرا ذلك بأن نتائج الحروب تُقاس على مستويين الأول صعيد المعتدي وهو الكيان الصهيوني وجيش احتلاله النظامي، والثاني المعتدى عليه وهو الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ذات القدرات العسكرية المحدودة.
 
واشارالزيات إلي أن معيار الفوز والهزيمة هو قدرة الكيان على تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة والتي منها وقف الصواريخ التي تطلقها المقاومة والاجهاز علي حماس واعادة غزة لابي مازن وهو ما لم يتحقق من خلال صمود المقاومة والشعب الفلسطيني وهذا ما حدث بالفعل.
 
وأوضح الخبير العسكري أن دعاوى انتصار الكيان الصهيوني كاذبة، رغم الضبابية التي شابت أهداف الاحتلال السياسية والعسكرية قبل العدوان أو أثناءه وبعده؛ وذكرأن حديث الكيان عن نجاحه في استعادة هيبة قوة الردع لاسرائيل بعد حرب لبنان 2006 وعن إنهاء وجود حركة حماس أو تقليص قدراتها العسكرية كأدنى تقدير وإعادة تشكيل البنية الأمنية لمدن الجنوب الصهيوني بوقف صواريخ المقاومة، يعد حيثا عن الاماني والاهداف التي لم تتحقق علي الإطلاق.
 
 وبالنسبة إلي المقاومة أشاد الزيات بالطريقة التي تعاملت بها مع الوضع العسكري المرتبك ووصفها بالحنكة المذهلة، مشيرا إلي أن القدرة الصاروخية للمقاومة حافظت على صمودها ومعدلات اطلاقها طوال أيام العدوان رغم شدة القصف في الأسبوعين الأول والثاني فقد كان معدل إطلاق الصواريخ يتجاوز 40 صاروخًا في اليوم ، وفي بقية أيام العدوان تجاوز هذا العدد الـ20 صاروخًا.
 
 ونبه إلي ان مدي هذه الصواريخ اذهل العدو فقد وصلت إلي مدن ابعد مما كان متوقعا مثل عسقلان وأسدود وبئر سبع وكريات ملاخي وكريات جاد وتل نور وبيت زكريا وملاخيم وكريات شمونة وقاعدة نتسا ليم وحتسور الجوية وقاعدة ملاخيم الصاروخية وقاعدة بتسليم، بالإضافة إلى فشل الاحتلال في أسر أي عنصرٍ من عناصر المقاومة.
 
ولفت إلي ان " انتصار المقاومة لم يكن علي ساحة المعركة فقط بل كان على المستوى الجماهيري والسياسي ايضا حيث استطاع العدوان أن يوحد صفوف المقاومة وادي إلي دعم استمرار حركة حماس في السلطة بإجماع شعبي مع حصولها على الاعتراف الدولي بالحركة عبر قرار مجلس الامن رقم 1860 لوقف إطلاق النار، وكذلك القرار الصهيوني الذي أعلنه أولمرت بوقف إطلاق النار من جانبٍ واحد، وهو ما يعني اعترافًا دوليًّا وصهيونيًّا ضمنيًّا بحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
 
وفي اجابته علي سؤال لاحدي المشاركات حول ما يتردد عن وجود دور لمصر في الاحداث التي وقعت في غزة اوضح بأن هناك ادبيات من مصادر شبه رسمية و مراكز بحث تشير إلي وجود دور ما وهذه الادبيات تحتاج إلي رد وتوضيح من جانب المسئولين لاستجلاء حقيقة ما روجته من ادعاءات تزعم ان مصر شاركت في خطة الخداع في الضربة الاولي الساعة الحادية عشرة والنصف وان هناك في مصر من وجه اللوم للاسرائيلين بعد العدوان بأسبوع علي انهم لم يقضوا علي حماس ومن هذه الإدعاءات أن مصر شاركت في المرحلة الثالثة من الحرب علي غزة بإغلاق معبر رفح ولم يتم توفير إمدادات صاروخية للمقاومة بما فيه الكفاية ومنها ايضا ان مصر تعتبر حماس (عدو قومي ) .
 
واكد العميد الزيات ان مصر ينبغي عليها ان ترد علي كل هذه الادعاءات والا تتعالي علي الشعب الذي يريد توضيحا وتفنيدا لهذه المزاعم التي تتردد عبر المراكز البحثية والإعلامية وإلا كان ذلك بمثابة نخر في القواعد لافتا إلي اننا يجب ان نرد بقوة علي تلك المزاعم .
 
ونبه إلي أن وزيرة الخارجة تسيبي ليفني جاءت إلي القاهرة بعد ان تم التصديق علي خطة العدوان علي غزة يوم 24 ديسمبر2008 وجاءت يوم 25 كان مجيئها ربما لتعطي اشارة كما لو أن النظام المصري متماشيا معهم و كان علي وزير الخارجية المصري ان يرد بقوة اثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع ليفني علي تصريحها الذي اعلنت فيه نيتها ضرب غزة ويقول لها إن مصر ضد كل عدوان علي المدنيين وضد كل عدوان علي اي بلد عربي. وان مسالة التناسب في الرد علي المقاومة مسألة لها الأولوية الأولي .