صحيفة العرّاب

الملك يعلن عن خطط وبرامج لتحديث وتطوير مدينة الحسين الطبية

أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم انه سيتم قريبا تنفيذ خطط وبرامج لتحديث وتطوير مدينة الحسين الطبية، التي قال جلالته إنها كانت هدية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه- لشعبه "وسنحافظ عليها وفاء للحسين والتزاما بواجبنا تجاه بلدنا وشعبنا".

وقال جلالته في كلمة ألقاها في احتفال أقامته الخدمات الطبية الملكية بالقوات المسلحة الاردنية في مدينة الحسين الطبية لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل المغفور له جلالة الملك الحسين، إن "مدينة الحسين الطبية كانت هدية الحسين لأبناء وبنات هذا الشعب الخير المعطاء، وهي عزيزة وغالية ولها مكانة خاصة في ضمير ووجدان كل أردني وكل أردنية".
 
وأضاف جلالته "من الوفاء للحسين، والتزاما بواجبنا تجاه بلدنا وشعبنا، سنحافظ على هذا الرمز، وعلى هذا الإنجاز الحضاري الكبير الذي نعتز به، وسنعمل على تطوير وتحديث هذا الصرح الطبي الكبير وزيادة قدراته وإمكانياته، وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات والكفاءات البشرية، التي تمكنه من أداء رسالته الإنسانية النبيلة، وتحافظ على مستواه المتميز ومكانته المرموقة".
 
وأعلن جلالته خلال الزيارة عن إطلاق حملة يتم من خلالها الاتصال بكل أصدقائنا، وأصدقاء الحسين، وكل الجهات المعنية، في مختلف أنحاء العالم، لتوفير التمويل اللازم لتحديث وتطوير مدينة الحسين الطبية، لافتا إلى أن الكلفة التقديرية للمشروع تصل إلى حوالي 200 مليون دينار.
 
وقال جلالته في الاحتفال الذي بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وعرض فيلم وثائقي عن تاريخ وانجازات الخدمات الطبية الملكية، وتكريم مديري الخدمات الطبية السابقين، والأطباء والممرضين الذين شاركوا في علاج الراحل العظيم، بالإضافة إلى تكريم عدد من الأطباء العاملين المتميزين وذوي شهداء الخدمات الطبية الملكية ، " نلتقي اليوم في هذا الاحتفال لتخليد ذكرى الحسين -رحمة الله عليه-، الحسين القائد والباني والإنسان، للتعبير عن تقديرنا واعتزازنا واعترافنا بالفضل للحسين ورفاق مسيرته، الذين حققوا هذه الإنجازات، والتي يجب أن تكون لنا مثلا وقدوة ومصدر إلهام للاستمرار في المسيرة والبناء على ما تم بناؤه، وتحقيق المزيد من الإنجازات في كل مجالات الحياة".
 
وقال جلالته إن "الحسين الذي رحل عن هذه الدنيا في مثل هذا اليوم ترك للأردن وللشعب الأردني هذه الإنجازات الوطنية العظيمة في كل مجالات الحياة، الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وهذه الإنجازات ما كان يمكن تحقيقها لولا إرادة الحسين وعزيمة وتضحيات أبناء وبنات هذا الشعب، الذين حققوا أعظم الإنجازات، بالرغم من قلة الموارد والإمكانيات، وبالرغم من الحروب والصراع وعدم الاستقرار، التي عانت منها شعوب هذه المنطقة طيلة العقود الماضية".
 
وأضاف جلالته "مرة ثانية يا إخوان اعتزازي بكم وبمدينة الحسين الطبية ليس له حدود، وتأكدوا أن هذه المدينة هي موضع اهتمامي ورعايتي، وأن شاء الله قريبا سيتم وضع الخطط والبرامج والمباشرة بتنفيذها لتحديث وتطوير هذا الصرح الطبي الوطني العظيم، وتحية الاعتزاز والتقدير لكم، ولكل مواطن ومواطنة في الأردن العزيز".
 
وكان جلالة الملك استهل زيارته إلى مدينة الحسين الطبية بتدشين جهاز "التصوير الطبقي المحوري ثنائي المصدر" المتخصص بتصوير القلب والشرايين بسرعة فائقة، ويغني عن عمليات القسطرة، مثلما اطلع جلالته على مستشفيات ميدانية متكاملة أعدتها الخدمات الطبية الملكية لتكون جاهزة لتقديم خدمتها في المملكة وخارجها.
 
وافتتح جلالته معرضا للصور والمعدات الذي يبين تطور انجازات الخدمات الطبية الملكية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ويستمر ثلاثة أيام.
 
وحضر الحفل سمو الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي الهاشمي ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله والمستشار الإعلامي لجلالة الملك علي الفزاع ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة.
 
وكان مدير الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب عبد اللطيف وريكات ألقى كلمة خلال الحفل قال فيها " إننا وإذ نستحضر في هذا اليوم وبكل إكبار الذكرى العطرة لروح باني الأردن الشموخ والعز المغفور له الملك الحسين -طيب الله ثراه-، فإننا نستذكر هذا الصرح الشامخ الذي قام بتوجيهٍ ودعمٍ من جلالته -رحمه الله- والذي يعتبر من أهم المظاهر الحضارية لأردننا الغالي" .
 
وأضاف "إن هذا الصرح اتسع وازدهر وتميز وتنامى وأصبح يعكس صورة أردننا وعطائنا الجزل وطنيا وإقليميا وعالميا ".
 
وأشار إلى احتضان جلالة الملك عبدالله الثاني لهذه المؤسسة الرائدة لتبقى مواصلة مسيرتها في التقدم والازدهار، مبينا أن التطور والتحديث الذي وصلت إليه القوات المسلحة الاردنية، بفضل دعم جلالة الملك الدائم والمستمر يتطلب أن يواكبه ويوازيه تطور في الخدمات الطبية الملكية، حيث نسعى جاهدين لنقلة نوعية تفتح آفاقا جديدة وقد بدأنا بكشف التحديات ووضعنا الخطط اللازمة لتنفيذ الأهداف.
 
وأكد اللواء وريكات عزم العاملين في المدينة الطبية على المضي قدما للرقي بالمدينة لما فيه خير الأردن والأردنيين لتكون دوما كما " أرادها الحسين، وكما أردتموها يا سيدي بيتا ومنارا للعلم والمعرفة" .
 
وقدم رئيس قسم الأشعة العميد الطبيب محمد الحياري إيجازا حول جهاز التصوير الطبقي المحوري ثنائي المصدر المتخصص بتصوير القلب والشرايين، موضحا أن الجهاز الذي هو الأول من نوعه في الأردن والشرق الأوسط يسهم في التخفيف والتقليل من مخاطر عمليات القسطرة التي تجرى للمرضى، مثلما انه يتميز بسرعته العالية في التصوير التي لا تتعدى ثمان ثوان .
 
وبين أن الجهاز الذي يستطيع أن يستقبل 100 حالة يوميا، بلغت كلفة شرائه نحو 8ر1 مليون دينار، لافتا إلى انه تم إيفاد كوادر من الأطباء والفنيين إلى الولايات المتحدة للتدرب على استخدامه.
 
وتقدم مستشفيات الميدان والمحطات الجراحية، التي تفقدها جلالة الملك، الخدمات الطبية والعلاجية المختلفة، وتمتاز بسرعة الحركة والتركيب.
 
ومن بين تلك المستشفيات التي تم عرضها في باحة المدينة الطبية، المستشفى العسكري الأردني الثالث الذي تم تطويره محليا، ويشتمل على 6 أسرة معالجة حثيثة ومختبر أشعة وتعقيم وصيدلية وعيادة أسنان، ويجري حاليا العمل على تجهيز مستشفى أخر مماثل يتضمن عنابر للرجال والنساء. بترا