اكد مزارعو واصحاب المواشي في مختلف محافظات وألوية إقليم الجنوب ان مناطقهم اصبحت منكوبة بسبب الجفاف الذي لحق بها جراء انحباس الموسم المطري, مطالبين الحكومة ضرورة الاسراع في وضع خطة طوارىء شاملة ومفعلة لمواجهة حالة الجفاف التي تمر بها المملكة, فضلا عن ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة لدعمهم ومساعدتهم وضرورة اعلان مناطق الجنوب باكملها منكوبة زراعيا بسبب الجفاف.
واشار احد كبار المستثمرين الزراعيين في الجنوب عيسى الطراونة الى ضرورة اتخاذ قرار سريع لانقاذ الاف الاسر من معاناتهم الناجمة عن الجفاف, منوها ان المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة على مدى سنوات الجفاف المتتالية نتيجة نفوق صغار الماعز, اضافة الى شح المياه وجفاف بعض الينابيع والابار وافتقار المراعي الطبيعية للاعشاب والنباتات الرعوية, فضلا عن ان الاستثمار في المجال الزراعي لم يعد مجديا وبات نفعه محدودا.
ولم يخف المزارع موسى حميد قلقه وتخوفه نتيجة ما آل إليه الوضع الحالي من انحباس الامطار التي اسهمت بعدم انبات النباتات والزرع وجفاف معظم الينابيع والآبار وضعف منسوب بعضها الاخر, والتي يعتمدون بشكل مباشر عليها لري مزروعاتهم ومواشيهم, مشيرا انه ليس باستطاعة المزارعين الاعتماد على المراعي الطبيعية لاطعام مواشيهم, مما توجب عليهم شراء كميات كبيرة من الاعلاف التي اصبح سعرها يثقل كواهلهم.
المستثمر الزراعي خليل عيسى الحمادين قال ان القادم صوب الجنوب والمتجول فيه يشاهد بأم عينه الاراضي الجرداء التي لم ترتد البساط الاخضر منذ سنوات طوال وطرقاتها لم تشهد مسير الفلاحين ورعاة الاغنام معها, فضلا عن ان الطيور هجرت اوكارها وودعت المنطقة بحثا عن رزقها.
و طالب المزارع سليمان محمد سالم الحكومة بضرورة إقامة مشاريع جفاف ليتسنى للشباب والشابات الانخراط بها للتخفيف من معاناتهم ومساعدة أهاليهم على تجاوز المحنة.
وناشد المزارعون واصحاب المواشي الحكومة ضرورة اعادة النظر باسعار بيع اعلاف المواشي وتخفيضها كونهم يضطرون لشرائها طيلة اشهر السنة وتقديم دعم طارىء للمزارعين واصحاب المواشي على حد سواء تفاديا للاضرار الجسيمة التي يتكبدونها نتيجة مواسم القحط والجفاف المتلاحقة, وضرورة اعفائهم من فوائد القروض المستحقة عليهم, فضلا عن ضرورة منحهم قروض ميسرة وانشاء سدود لتخزين مياه الامطار.