صحيفة العرّاب

عربي يمثل حزبا إسرائيليا عنصريا يسعى إلى ترحيله مع بقية قومه

على الرغم من وجود خمسة نواب عرب في الأحزاب الصهيونية، فقد كان لافتا للنظر والاستهجان، انتخاب نائب عربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس، ضمن لائحة حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يدير معركته الانتخابية أولا وقبل كل شيء على خلفية العداء للعرب.

 يُذكر أن هذا الحزب، فضلا عن تهديدات العربدة العسكرية التي يطلقها ضد العرب عموما، ومن بينها الدعوة إلى تدمير طهران وقصف سد أسوان في مصر، يهدد أيضا بالقضاء على حماس وجميع التنظيمات المسلحة، ويضع المواطنين العرب في إسرائيل كخطر على أمن إسرائيل ويريد إذلالهم بمختلف القوانين والأنظمة. ويهتف بأن قيادتهم السياسية الوطنية هي «مثل حماس، يجب تصفيتها». وينادي بنزع الجنسية عن هؤلاء وترحيلهم عن وطنهم.
 
ولكن حمد عامر (50 عاما)، المرشح في المرتبة الثانية عشرة على قائمة الحزب، لا يتأثر من وجوده في هذا الحزب، فهو قد انتمى إليه منذ تأسيسه قبل عشر سنوات. وعامر هذا، مثل جميع المرشحين في الحزب، لا يُجري مقابلات صحافية، ملتزما بأوامر قائد الحزب الدكتاتور أفيغدور ليبرمان. فتكلمت «الشرق الأوسط» مع بعض معارفه وأقاربه الذين يعيشون قربه في حي الفوار الحديث في مدينة شفا عمرو القريبة من مدينة الناصرة كبرى المدن العربية في إسرائيل.
 
ويقول هؤلاء إن حمد عمار هو إنسان بعيد عن السياسة تماما، ولا يتصرف كرجل في حزب ليبرمان العنصري المتغطرس. في المدينة يشعرون أنه رجل طيب، ويستغربون كيف انتقل إلى هذا الحزب، ويعتقدون أن المسألة كانت مسألة تجارة أصوات في البداية، ثم تطورت إلى التزام معين، وأنه لا بد من سر في هذا الانتماء.
 
هو مواطن عربي من الطائفة الدرزية، ولذلك فرضت عليه الخدمة الإجبارية في الجيش. خلال خدمته أصيب بجراح بليغة في حادث عمل، لا خلال الحرب، ولذلك نفوا أن تكون إصابته جعلته ناقما على العرب. وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. في شبابه كان لاعب كاراتيه ناجحا، وما زال يبدو عليه أنه ذو جسم رياضي، رغم إعاقته. تعرف بليبرمان في أول سنوات قدومه إلى إسرائيل من مولدافيا، قبل 20 سنة. وجاء لقاؤهما على خلفية اهتمامهما المشترك في مباريات الكاراتيه، وأصبحا صديقين.
 
عندما انتُخب ليبرمان عضوا في الكنيست عيّن حمد عامر مساعدا لديه لشؤون الدروز في إسرائيل، ومنذ ذلك الحين لم يفترقا، فقد أخذه معه أيضا كمساعد عندما عين ليبرمان وزيرا للشؤون الاستراتيجية. وقد وضعه في المرتبة الثانية عشرة في القائمة الانتخابية حتى يجلب للحزب أصوات مواطنين عرب عموما ودروز بشكل خاص. وهو نفسه، في أحاديث مع أصدقائه في شفا عمرو، لم يكن ليصدق أنه سينتخب عضوا للكنيست. وعندما بدأت استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال حصوله على 19 مقعدا، أصبحت الأمور جدية، وبدأ حمد عمار يضاعف نشاطه الانتخابي، ففي حالة كهذه، لن يكون مستبعدا أن يختاره ليبرمان وزيرا إذا انضم إلى الائتـــلاف الحاكم. ولذلك أصبح يحرث القرى العربية الدرزية طولا وعرضا، ويسعى لتجنيد أكبر كمية من الأصوات، تعزيزا لرصيده لدى ليبرمان.