صحيفة العرّاب

مواطنون في البحر الميت يحذرون من ابتلاع الحفر الانهدامية لأطفالهم ومزارعهم

أكد مزارعون في غور الحديثة بلواء الاغوار الجنوبية أنهم وأطفالهم يمتنعون عن التجول في مزارعهم ليلا خوفا من سقوطهم في الحفر الانهدامية التي عادت بشكل مفاجئ للظهور بقوة من جديد.

 وقال هؤلاء المزارعون ان مزارعهم القريبة من الشاطئ الجنوبي الشرقي للبحر الميت يتهددها خطر "الاختفاء والابتلاع جراء اتساع وانتشار هذه الحفر، التي يتراوح نصف قطرها في المعدل أكثر من 14 مترا بعمق 50 مترا".
 
وأضافوا ان عدد الحفر التي طالت ايضا الشوارع التي تربط الوحدات الزراعية بالشارع الرئيسي يتجاوز الـ80 حفرة، هذا بالاضافة الى وجود هبوطات في الأرض بمساحات كبيرة تنذر بتهديد حقيقي للمنطقة.
 
وأشاروا الى قيام سلطة وادي الاردن قبل سنوات بمحاولات لطمر الحفر التي كانت أعدادها محدودة في ذلك الوقت.
 
وأكد هؤلاء المزارعون ضرورة "الإسراع في تنفيذ مشروع قناة البحرين (الميت - الأحمر) كونه الحل الوحيد لوقف ظهور هذه الحفر، الذي من شأنه اعادة مستوى البحر الميت الى الطبيعي".
 
كما طالبوا بالعمل على "تجميع مياه وادي بني حماد ومنع تسربها تحت الوحدات الزراعية لوقف إذابتها الطبقة الملحية التي تعتبر عاملا مساعدا في ظهور هذه الحفر".
 
وكانت دراسات علمية اظهرت ان المنطقة مهددة بالذوبان والاصطياف بسبب تغلغل المياه الجوفية العذبة (تحت السطحية) اليها، ما يؤدي إلى ذوبان الطبقة الملحية، وظهور حفر الإذابة، والتجاويف الأرضية الخطرة.
 
كما أكدت هذه الدراسات ان البحر الميت يحطم أرقاما قياسية عالمية في معدل انخفاض مستوى مياهه المقدر بنحو 1,2 متر سنويا نتيجة لارتفاع معدل التبخر وانخفاض معدلات هطول الامطار، فضلا عن استغلال مياه الأنهار التي كانت تغذيه ووجود صناعات متعددة عليه.
 
من جانبه، قال المواطن فتحي الهويمل ان الحفر الانهدامية التي بدأت بالظهور مجددا تشكل خطرا على أرواح وممتلكات المواطنين بالمنطقة، مبينا ان المنطقة تعتبر من "أفضل المناطق السياحية في الأردن، الا انها متروكة دون استغلال بسبب خطورة هذه الحفر".
 
وطالب بضرورة الإسراع في وضع حد للهبوط، والتراجع المستمر في مستوى البحر الميت وإيجاد الحلول السريعة، محذرا من ان نشوء الفجوات "سيستمر ويؤدي الى كوارث في الممتلكات والأرواح".
 
من جهته، أكد رئيس جمعية البيئة فرع الأغوار الجنوبية سلمان الدغيمات، أن الحفر الانهدامية "كارثة بيئية توثر على مستقبل المنشآت الموجودة على شاطئ البحر الميت"، مشيرا الى أن الحل الوحيد يكمن في "ربط البحر الميت بالبحر الأحمر، وترحيل أهالي المنطقة المحاذية للحفر الانهدامية". وأرجع الدغيمات استمرار ظهور الحفر الانهدامية في المنطقة التي بعمق 40 مترا، الى انخفاض مستوى البحر الميت بسبب تحويل مجرى نهر الأردن، والاستخدامات الصناعية، وعمليات التبخر للبحر.
 
من جانبه، أكد مصدر في وزارة المياه والري ان مشروع قناة البحرين سيعمل على "انقاذ البحر الميت من الجفاف وانخفاض مستوى مياهه، وبالتالي وقف ظاهرة حدوث الحفر الانهدامية الناتجة عن ذلك"، مبينا ان المرحلة الاولى من العمل في ربط قناة البحرين "ستبدأ في عام 2010 وستوفر مياها للشرب في ظل شح مصادر المياه في المملكة".