صحيفة العرّاب

صعقة كهربائية تعيد للأربعيني معين قدرته على النطق والحركة في الزرقاء

في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، أسعف الدفاع المدني الأربعيني معين عمران إلى مستشفى الزرقاء الحكومي لشعوره بأعراض الجلطة، فأمضى فيها 6 أيام ليتبين بعد ذلك إصابته بشلل نصفي وفقدان المقدرة على الكلام، وبعد 5 أشهر أسعفه الدفاع المدني إلى مستشفى الزرقاء الحكومي مرة أخرى لإصابته بصعقة كهربائية في منزله، فأفاق بعد 3 ساعات ليكتشف أن الكهرباء كانت سببا في شفائه.

 ووفقا لتقارير اللجان الطبية التابعة لمديرية صحة محافظة الزرقاء فإن معين (44 عاما) أصيب بعجز بنسبة 75% بسبب المرض الذي اشتبه الأطباء بأن يكون جلطة دماغية أو بسبب نقص تغذية دماغية وفقا لتقارير أخرى.
 
ويروي الأربعيني الذي عادت الحياة إلى إطرافه مجددا لـ"الغد" تفاصيل ما جرى معه بقوله إن "الحادثة وقعت في 17 حزيران الماضي أثناء خروجه من البيت قاصدا البوفيه الذي يعمل فيه منذ سنوات بالقرب من مستشفى الزرقاء الحكومي".
 
ويضيف "في منتصف الطريق شعرت بتعب وإرهاق شديدين، فاتصلت بأحد أقاربي لإعادتي إلى البيت لأخذ قسط من الراحة إذ لم أكن أتوقع أن تكون حالتي الصحية تستدعي الذهاب للمستشفى ".
 
ويتابع "أفقت في اليوم التالي وكنت أشعر بثقل في أطرافي العلوية والسفلية من الجهة اليسرى وغير قادر على الكلام أيضا فقد كان لساني معلقا في حلقي دون أن أتمكن من تحريكه".
 
ويقول "انتابني شعور بالفزع بيد أنني أقنعت نفسي بأنني أرى كابوسا في منامي ولأثبت لنفسي عكس ذلك قمت بتدخين سيجارة وأطفأتها في ساقي اليسرى فلم أشعر بأي ألم مع أن آثارها ما تزال ظاهرة حتى اليوم، وعندها أيقنت أنني لا أحلم وأن ما أشعر به حقيقي وأنني فقدت المقدرة على الحركة والكلام".
 
ويتابع "قمت بإيقاظ زوجتي فاتصلت مع الدفاع المدني فقاموا بنقلي إلى مستشفى الزرقاء الحكومي وبقيت في المستشفى 6 أيام وقرر الأطباء أن حالتي المرضية ناتجة عن اشتباه بجلطة دماغية، حيث قاموا بتحويلي إلى مستشفى الأمير فيصل في ياجوز للحصول على العلاج الطبيعي".
 
ويشير معين إلى أن حصوله على 40 جسلة علاج طبيعي "أشعرته بتحسن طفيف في القدم بنسبة 30%"، بيد أنه لم يشعر بتحسن في "يده أو لسانه"، الأمر الذي أثار مخاوفه من أن يكون توقع أحد الأطباء بفقدانه للنطق تماما بعد مضي شهر على إصابته بالمرض صحيحا.
 
ويضيف " تسرب اليأس إلى نفسي بعد أن جعلتني الإصابة مقيدا في سرير المرض عاجزا عن ممارسة حياتي من دون مساعدة من زوجتي، كما اضطرتني الإصابة إلى ترك عملي ومصدر رزقي الوحيد، وبدأت حياتي تتغير للأسوأ بانقضاء نهار كل يوم، وأنا على هذه الحال".
 
ويضيف أنه رغم ذلك "بقي واثقا بقدرة الله على شفائه وإعادة الحياة إلى أطرافه مجددا".
 
ويقول معين إنه" في ظهيرة يوم الجمعة 7 تشرين أول (أكتوبر) دخل إلى المنزل في حين كانت زوجته تقوم بأعمال التنظيف وكانت الأرض مبتلة بالماء فنزع حذاءه ودخل إلى المنزل"يجر جسده بتثاقل" حسبما يؤكد.
 
ويشير إلى أن زوجته طلبت منه أن يقوم بتعبئة خزان المياه فقام بوضع إبريز الماتور في علبة الكهرباء، بيد أنه شعر بعدم اتزان فقام بالاستناد على الحائط بوضع كف يده اليمنى على علبة الكهرباء دون أن يلحظ وجود سلك كهربائي معرى وبسبب وجود الماء على أرض المطبخ حدث تماس كهربائي فصعقته الكهرباء وأسقطته مغشيا.
 
ويتابع معين أن "العناية الإلهية حالت دون وفاته عندما قام من دون قصد بنزع سلك الكهرباء أثناء سقوطه" حيث اتصلت زوجته بالدفاع المدني لإسعافه ونقله إلى مستشفى الزرقاء الحكومي".
 
وبقي معين غائبا عن الوعي لـ 3 ساعات أفاق بعدها وهو يشعر بالألم شديد نتيجة سقوطه على الأرض .
 
ويضيف "كنت أشعر بأنني أحمل الدنيا فوق جسدي من شدة الألم ونزلت عن السرير دون أن تدرك عائلتي أنني أسير بشكل اعتيادي من دون حاجة إلى المساعدة كما اعتادوا عليّ خلال الأشهر الخمسة الماضية".
 
ويقول "بعد أن مشيت إلى باب الطوارئ تكلمت مع زوجتي فأصيبت زوجتي بالدهشة وعندها أدركت أنا وعائلتي أنني نزلت عن السرير بشكل طبيعي وأنني تكلمت بعد 5 أشهر من الصمت المطبق".
 
ويروي معين أنه اتصل مع صاحب المحل الذي يعمل عنده فظن في البداية أن شقيقه هو من يكلمه ليخبره بإصابتي بمكروه وبقي غير مصدق حتى زارني في البيت وشاهدني أقف وأتكلم بشكل اعتيادي.
 
لا يعرف معين ما الذي جرى إلا أنه يعرف حقيقة واحدة أن قدرة الله تتجاوز حدود عقل البشر".  الغد