صحيفة العرّاب

مدير المخابرات الأميركية: خطر الأزمة المالية أكبر من الإرهاب

حذر مدير جهاز المخابرات المركزية الأميركي الجديد دنيس بلير من أن الاضطرابات الاقتصادية العالمية وزعزعة الاستقرار التي قد يتمخض عنها، هي التهديد الأكثر إلحاحا الذي يحدق بالبلاد أكثر من الإرهاب، ويعكس هذا التحذير (وفقا لـ نيويورك تايمز) مدى القلق الذي ينتاب أجهزة المخابرات ليس من النتائج العكسية المترتبة على الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم فحسب, بل من الضرر الذي يلحق بسمعة الولايات المتحدة على المدى الطويل كذلك.

ونقلت الصحيفة عن بلير قوله في شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الثلاثاء إن الأزمة التي بدأت أول ما بدأت بالأسواق الأميركية "زادت الشك في قدرة الولايات المتحدة على إدارة الاقتصاد العالمي"، كما وصفت تلك التصريحات بالمدهشة خاصة وأنها قيلت في إطار تقييم للتهديدات جرت العادة أن يعرض على الكونغرس، مع التركيز على قضايا من قبيل الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية، وأشار بلير بالتحديد إلى ظاهرة التراجع الاقتصادي بحسبانها "الهاجس الأمني الأساسي على المدى القريب" الذي يواجه البلاد, محذرا من أنها إذا استفحلت وانتشرت فإنها ستؤدي إلى اضطرابات وتعرض بعض الحكومات للخطر، وأضاف في هذا الصدد أنه "كلما استغرق الأمر وقتا أطول لإنعاش الاقتصاد عظم احتمال إلحاق ضرر محيق بمصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية."
وقد أدلى مدير المخابرات بشهادته أمام لجنة الاستخبارات بالكونغرس، في أول تقييم من نوعه بعهد الإدارة الجديدة للتحديات التي تواجه أمن البلاد القومي، وعلى غير ما جرت العادة سابقا حيث كان رؤساء أجهزة المخابرات المختلفة ينضمون لمدير المخابرات في الإدلاء بشهادته عن التهديدات المحدقة, واجه بلير اللجنة وحده, وهو ما اعتبرته الصحيفة مؤشرا على نية إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تجعله يلعب دورا عاما أكبر بقمة الهرم الاستخباراتي.