صحيفة العرّاب

الأسباب الخفية وراء حل مجلس النواب

 عمان ـ طارق الفايد - القدس العربي - ربطت اوساط سياسية ودبلوماسية في العاصمة الاردنية عمان بين الاسراع قبل اسبوعين في حل البرلمان الاردني وبين اعتراضات علنية ومحرجة لبعض اركان مجلس النواب على استقبال رسمي داخل قبة البرلمان جرى مؤخرا لرئيس المجلس الشيعي الاعلى في العراق عمار الحكيم الذي زار عمان برفقة وفد خاص وكبير قبل ايام فقط من صدور قرار حل البرلمان.
وابلغت مصادر خاصة 'القدس العربي' بأن دوائر القرار كانت قد وضعت عدة سيناريوهات من بينها حل البرلمان وابقت على جميع الخيارات متاحة منذ شهرين لكن عدة اعتبارات من بينها حادثة الحكيم قد تشكل الرافعة التي سارعت في حسم المسألة وصدور قرار سياسي ومرجعي بحل البرلمان.
وقالت المصادر ان رئيس الحكومة نادر الذهبي لم يكن متحمسا بقوة لقرار حل البرلمان وكان يفضل بقاء مجلس النواب الاخير متحدثا عن قدرته على التفاهم معه برغم الاعتراضات البرلمانية على توجهات تشريعية تخص بعض قوانين الاقتصاد التي تحتاجها الحكومة.
لكن قرار حل البرلمان اتخذ في مستويات القرار العليا ودفع الرئيس الذهبي للتنسيب به بصورة دستورية.
ويبدو ان حادثة الحكيم مع اعتبارات اخرى من المسائل التي ساهمت في اقناع صناع القرار بصعوبة التواصل مع التركيبة الاخيرة لمجلس النواب.
وكان نواب قد استمعوا للركن البرلماني المهم ووزير العدل الاسبق عبد الكريم الدغمي وهو يعترض بشده على استقبال عمار الحكيم احد اهم اللاعبين في المعادلة العراقية، داخل قبة البرلمان الاردني برفقة وفد من الشخصيات العراقية الشيعية في زيارة خاصة حظيت باهتمام كبير من جانب السلطات الاردنية الرسمية.
واعتبرت اوساط حكومية ان طريقة الاعتراض التي قام بها الدغمي على وجود الحكيم في مجلس النواب اثارت غضبا شديدا في مؤسسات القرار وتسببت بالاحراج للحكومة الاردنية خصوصا وان عمان التي سبق لها استقبال الحكيم تراهن بقوة على دور عمار الحكيم في تعزيز مصالحها مع الحكومة العراقية وتخفيف التوتر بينها وين حلفائه في ايران.
وقال نواب ان الدغمي وهو من الشخصيات البارزة في البرلمان وجه الانتقاد واللوم لرئيس مجلس النواب لانه سمح باستقبال الحكيم ووفده المرافق وعقد اجتماعا رسميا معه وهي رواية لم يتسن بعد التاكد من تفاصيلها حيث يتردد ان الموقف كان محرجا وان مرافقين للحكيم سمعوا الاعتراضات على وجودهم.
ومن الواضح هنا ان الدغمي يعبر عمليا عن وجدانيات الشارع الاردني التي تحمل حلفاء ايران وفصائل المعارضة الشيعية مسؤولية كل ما جرى من احداث داخل العراق.
واتخذت ترتيبات امنية مكثفة جدا لحماية الحكيم ومرافقيه خلال زيارتهم الاخيرة لعمان وهي ليست الزيارة الاولى، واقيمت جلسات تحاور مغلقة مع الضيف لم تكن متاحة للاعلام فيما يقترح الدغمي وآخرون عمليا ان تبقى الزيارة في الاطار الحكومي والرسمي دون الانتقال للاطارالشعبي
القدس العربي.

/