صحيفة العرّاب

القذافي يدعو مجددا لتوزيع مباشر للثروة.. لكن "اللجان" ستستمر

جدد القائد الليبي معمر القذافي دعوته إلى توزيع دخل النفط على العائلات الليبية مباشرة ،مؤكدا على فشل الإدارة العامة والقطاع العام في بلاده في إدارة شؤون الليبيين وتصريف أمورهم.

 وشدد القذافي في حديث مطول له أمام الفعاليات السياسة والشعبية والاجتماعية في بلاده نقله التلفزيون الليبي في ساعة متأخرة من ليل السبت على ضرورة أن يحل الشعب محل الدولة في إدارة الشؤون الإقتصادية وأدوات الإنتاج والخدمات وعدم التهاون أوالاستهتار في الاستفادة من هذه ثروة النفط لجميع الليبيين بإعتبارها الثروة الوحيدة في ليبيا.
 
يشار إلى أن ليبيا سبق وأن شرعت في توزيع الثروة على الأسر المحرومة منه، واستحدث لهذا الغرض صندوق خاص ورصدت له ستة مليارات ونصف المليار دينار ليبي.
 
ويتم توزيع تلك الثروة على الأسر المذكورة من خلال شراء أسهم بقيمة 20 عشرين ألف دينار لكل أسرة في المؤسسات المصرفية وشركات المقاولات والخدمات السياحية واستثمار 10 عشرة آلاف دينار كودائع مصرفية ذات عوائد مالية.
 
ولفت القذافي إلى أنه لا يمكن القضاء على الرشوة والفساد طالما أن الدولة هي التي تملك البترول وتتعاقد على تنفيذ المشاريع وتدير القطاعات الخدمية والانتاجية.
 
وقال إن الحل الذي يقضي على الفساد والغبن ويقضي حتى على الكراهية بين الليبيين وعلى التفاوت الفردي وليس التفاوت الطبقي هوجعل أموال البترول في أيدينا ونعمل الآلية التي نشتغل بها ولا يفرضها علينا أحد.
 
وفيما أعلن القذافي عن استمرار عمل اللجان الشعبية العامة" الوزرات" بصورة مؤقتة إلى حين خلق الشعب لجانا أخرى بديلة لا يتدخل أحد فيها، دعا الليبيين إلى تنظيم أنفسهم بالطريقة التي يريدونها عبر تشكيل جمعيات وشركات وتشاركيات ولجان شعبية لمختلف القطاعات.
 
ولفت القائد الليبي في هذا الخصوص إلى أن ثروة النفط في بلاده أوفي الجزائر هي ملك للدولة كلها إلا أنه أشار إلى أن البترول في البلاد العربية الأخرى ملك للعائلات الحاكمة.
 
ورغم أن القذافي لم يحدد تلك الدول إلا أنه أشار إلى أن تلك العائلات تملك الأرض وما عليها وتتصرف بثروة النفط وتتصدق على الشعب بما تجود به يدها.
 
وقال إن الليبيين طوال أربعين سنة لم يكونوا راضين عن إدارة الدولة لهذه الثروة "البترول" رغم العديد من التغييرات والتحويرات التي أدخلت على إدارات الدولة .
 
وأضاف "علينا أن نقف وقفة جادة ويجب أن نأخذ الأموال هذه في يدنا ولا نتركها لأحد" مشددا على أنه لا يجوز أن يتمتع فرد على حساب الثاني بمصدر الدخل الوحيد للبلاد وهوالنفط.
 
ودعا القذافي مراقبين دوليين للحضور إلى ليبيا لمتابعة الكيفية وآلية الحكم التي يحكم بها الليبيون أنفسهم بأنفسهم.
 
يذكر أن رئيس مؤسسة القذافي للتنمية، سيف الإسلام القذافي، سبق وأن أطلق مبادرة المليون محفظة استثمارية يتملكها مليون ليبي وليبية بقيمة 30 ألف دينار لكل شخص.
 
ويشكل النفط الذي جرى تأميمه عام 1970 بعد قيام الثورة الليبية قرابة 90 في المائة من موارد ليبيا العضوفي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" حيث تبلغ حصتها الإنتاجية مليونا و300 ألف برميل في اليوم.
 
ومكنت هذه الثروة النفطية البلاد من تحقيق نمو سنوي مركب في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10 في المائة في مجال استخراج النفط والغاز و10 في المائة تقريبا في الأنشطة غير النفطية.