صحيفة العرّاب

فائزون باتحاد طلبة "الأردنية" يفاجؤون بإعلان تيارات سياسية داخل الجامعة انتسابهم إليها

جاء النبأ من غياهب المجهول، ليفاجأ فائزون بعضوية اتحاد مجلس طلبة الجامعة الأردنية، بأنهم باتوا في يوم وليلة، أعضاء في تيارات سياسية داخل الجامعة، لا علاقة لهم بها، بحسب قولهم.

 هؤلاء علموا بمحض الصدفة، أن أسماءهم أدرجت ضمن قوائم وتيارات طلابية محسوبة على اتجاهات سياسية مختلفة، كانت تتسابق لإعلان حسم الانتخابات لصالحها، بسيطرتها على مقاعد الاتحاد المؤلف من 104 مقاعد، من بينها 15 مقعدا لفرع الجامعة في العقبة.
 
ويؤكد طلبة فائزون في الانتخابات انهم بعيدون عن المسألة برمتها، مستغربين ادراجهم ضمن تيارات معينة ليس فقط من دون علمهم، بل وفقا لاعتبارات جغرافية ومناطقية، وأخرى تتعلق بالمظهر الخارجي.
 
وفور إعلان نتائج الانتخابات التي جرت في 17 الشهر الماضي، سارع طلبة ينتمون الى التيار الوطني، للإعلان عن فوزه بغالبية المقاعد، بينما فضل "الإسلاميون" التريث قبل أن إصدار بيان يهاجمون فيه الانتخابات التي رأوا انها حرمتهم من الفوز بالأغلبية، لأن آليتها "لم تكن عادلة ومنصفة".
 
وفي الوقت نفسه، أعلنت كتلة الوحدة الطلابية تمكنها من زيادة عدد مقاعدها في الاتحاد الحالي، مقارنة بالسابق.
 
ورغم تقسيم وسائل الإعلام للفائزين في انتخابات الاتحاد إلى اتجاهات سياسية ثلاثة: التيار الوطني، الاتجاه الإسلامي والوحدة الطلابية (فتح والحركة الشعبية والديمقراطية....الخ)، الا أن غالبية الفائزين في الانتخابات، يصرون على أنهم مستقلون.
 
وكان التيار الوطني أعلن عن فوز 66 مرشحا منه، بينما فاز من الاتجاه الاسلامي 17 طالبا، ومن الوحدة الطلابية 13، وقدر المستقلون بـ7 فقط.
 
ومع بدء انتخابات الهيئة التنفيذية للاتحاد، ارتفع عدد من أعلنوا أنهم مستقلون إلى 35 طالبا، في وقت بقيت الجامعة فيه متحفظة على إعلان الاتجاهات الفكرية للطلبة، باعتبار أنها تساوي بينهم جميعا، وهدف الاتحاد خدمة الطلبة وليس التعبير عن أفكار الفائزين السياسية.
 
وبحسب مصدر مسؤول في الجامعة، فإن أيا من الاتجاهات الطلابية، لم يسيطر على الاتحاد، إذ لم يتجاوز عدد أعضاء المجلس من أي تيار أكثر من 25% من العدد الإجمالي لمقاعد الاتحاد البالغة 103 مقاعد، منها 88 مقعدا لفرع الجامعة الرئيسي في عمان.
 
ولفت المصدر إلى أن "عددا كبيرا من أعضاء المجلس غير منتمين صراحة لأي اتجاه سياسي، لكن لا يمكن تجاهل تعاطفهم مع أفكار سياسية معينة".
 
من جهته، يقول عضو مجلس الطلبة محمد الزعبي (أنظمة معلومات الأعمال) "فاجأني إعلان اسمي ضمن قائمة التيار الوطني في الانتخابات، اذا أني لا انتمي لأي تيار".
 
واعتبر أن "التيارات السياسية في الجامعة مسيرة من الخارج، سواء كانت وطنية أو إسلامية أو غيرها، كما أنها تفرض شروطا معينة على الطلبة المنتمين إليها، وهذا أمر ارفضه".
 
ورأى الزعبي ان "العامل الأساس في فوز أي طالب في الانتخابات، العلاقات الشخصية والشكل الخارجي للطالب بالدرجة الأول، ثم علاقات القرابة والمناطقية، في حين أن نسبة قليلة جدا لا تتجاوز 10% تصوت لاعتبارات سياسية".
 
وبين استاذ علم الاجتماع في الجامعة الدكتور موسى اشتيوي أن طلبة الجامعة في المجمل "غير مُسيّسين، أي أنهم لا ينتمون إلى اتجاهات فكرية، كما أن غالبيتهم من دون توجه أو رؤية معينة تحكم سلوكياتهم، باستثناء نسبة قليلة من المنتمين إلى الاتجاه الإسلامي، الذي شهد تراجعا بين الطلبة".
 
وتراجع عدد الفائزين في انتخابات الأردنية من الاتجاه الإسلامي للعام الحالي ليصل إلى 17 مرشحا، مقارنة بـ24 العام الماضي، ما دعا طلبة الاتجاه الإسلامي إلى التشكيك بنزاهة الانتخابات، واعتبار أن الجامعة وضعت آلية لتقليص فرصهم في الفوز، عبر تعزيز العشائرية والمناطقية بين الطلبة، وهو ما رفضته إدارة الجامعة.
 
من جهته، يقول أكاديمي رفض الإفصاح عن اسمه ان "التراجع الذي أصاب الإسلاميين في انتخابات العام الحالي مرده أمران: عدم تحقيق التكتيك الذي اتبعه الإسلاميون بالتحالف مع عشائر معينة، إضافة إلى تراجع شعبية الاتجاه الإسلامي بين الطلبة أنفسهم"، موضحا أن "هذا التراجع مرده تراجع الإيمان بالحياة الحزبية والأحزاب، ومن ضمنها حزب جبهة العمل الإسلامي".
 
الأكاديمي ذاته، أشار إلى أن "نسبة من المرشحين الذين ينتمون لاتجاهات سياسية، فضلوا إخفاء هذه التوجهات، بقصد استقطاب أكثر أصوات ممكنة أو تجنبا لمضايقات مفترضة".
 
ووفقا للناطق باسم طلبة الاتجاه الإسلامي في الجامعة عبدالله الكيلاني فإن "الاتجاه فضل عدم الإعلان عن عدد مرشحيه باعتبار ذلك تكتيكا، اعتمده الاتجاه في الانتخابات لتحقيق اكبر عدد من الأصوات".
 
وترى عضوة اتحاد الطلبة آلاء سعد الدين (هندسة حاسوب) المنتمية لأحد التيارات، إنه لا يوجد أي سبب يدفعها للإعلان عن التيار الذي تنتمي إليه، خصوصا أن "تعليمات الجامعة تنص صراحة على عدم السماح للطلبة بالإعلان عن تياراتهم"، معتبرة بأن ما دفعها نحو الفوز في الانتخابات كان برنامجها الانتخابي المقنع والأهداف التي حددتها.
 
أما عضوة اتحاد الطلبة آلاء حمدان (اللغات الأوروبية) فتقول إنها واجهت مجموعة إشكاليات خلال ترشحها للانتخابات، موضحة أن البعض اعتبرها ممثلة للاتجاه الإسلامي، كونها محجبة ولتضامن طالبات منقبات معها خلال الحملة، في حين نشرت بعض المواقع الالكترونية أنها تمثل طلائع حركة فتح في الجامعة.
 
وتابعت "استغرب أن يتم إدراجي ضمن تيارين مختلفين من دون مشاورتي"، مضيفة "لا أحب أن انتمي لأي تيار، لي أفكاري الشخصية التي لا أجدها في أي تيار".
 
ورأت حمدان التي تحمل الجنسية الفلسطينية، وهي من بين 20 فتاة نجحن في انتخابات الاتحاد، أن علاقاتها الطيبة مع زميلاتها وكون 80% من الطلبة في قسمها من الإناث، ساعد في وصولها إلى الاتحاد.
 
ويتفق عضو المجلس رائد أبو سليم (محاسبة) مع حمدان في الرأي، مبينا أن "علاقاته الشخصية وخدمة الطلبة، إضافة إلى الحملة الانتخابية القوية، أسهمت في وصوله إلى الاتحاد"، معتبرا أن "العلاقات أقوى من التيارات".
 
من جانبه، يقول عضو الاتحاد هاني الرواشدة (علم نفس) إن "العلاقات الشخصية والعشائرية هي المحرك الأقوى في اتجاهات انتخابات الجامعة"، معتبرا أن ما يشاع عن "التيارات السياسية ليس سوى أمر شكلي".
* الغد