صحيفة العرّاب

وضع حدا للتكهنات وأوصى بتكليف نتنياهو..أحلام ليفني بالحكم تتحطم على صخور ليبرمان

 وضع زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدوةر ليبرمان، صباح اليوم حدا للتكهنات حول هوية الحكومة الإسرائيلية القادمة، عندما أوصى ووفد حزبه صباح اليوم، الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس بتكليف زعيم الليكود بينيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة. ويعني ذلك أن نتنياهو يتمتع بتأييد 65 عضو كنيست في البرلمان الإسرائيلي يؤيدون تكليفه بتشكيل الحكومة، لكنه لا يزيل بالضرورة العقبات أمام تشكيل الحكومة القادمة، لا سيما في ظل الفجوة الكبيرة بين مواقف وشروط حزب ليبرمان، وخاصة ما يتعلق بمسألة يهودية نحو 300 ألف إسرائيلي من أصول روسية، أو حقهم بإجراء طقوس زواج تقرها الحاخمية الدينية في إسرائيل.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ليبرمان أنه قال للرئيس بيرس: "إننا نوصي بتكليف بينيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة ولكن فقط في إطار السعي لتشكيل حكومة واسعة". ومع أن المراقبين يعتبرون هذا التحفظ محاولة من ليبرمان لتفادي ابتزاز نتنياهو من قبل الأحزاب الدينية الأرثوذكسية، إلا أن مسئول المفاوضات الائتلافية في حزب ليبيرمان، عضو الكنيست سيتس ماسيجنيكوف، أبلغ موقع يديعوت أحرونوت: إننا لا نفرض شروطا في المفاوضات لتشكيل الحكومة".
لكن إعلان ليبرمان يعني دون شك تحول حزب كديما بقيادة ليفني إلى المعارضة ما لم يقترح نتنياهو على ليفني حكومة وحدة ترتكز إلى مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة. وكانت ليفني أعلنت مرارا وتكرارا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية في إسرائيل التي جرت في العاشر من الشهر الجاري، أنها تعتبر النتائج تفويضا لها من الشعب بتشكيل الحكومة القادمة، فيما اعتبر نتنياهو أن فوز معسكر اليمين ب 65 مقعد أكبر مؤشر على رغبة الشعب الإسرائيلي بأن يشكل نتنياهو الحكومة القادمة. وقد حاول الحزبان طيلة الأيام السابقة انتزاع تصريح من بيرس يعلن فيه عن هوية الحزب الذي سيطلب نمنه تشكيل الحكومة، لكن الأخير رفض الإدلاء بأي تصريح قبل إجراء المشاورات الرسمية مع ممثلي الأحزاب المختلفة.
وجاء إعلان ليبرمان هذا على الرغم من إجرائه محادثات مسبقة مع كل من حزبي الليكود وكديما، حيث تجاوب الحزبان، مع الشروط الرئيسية التي وضعها( وفي مقدمتها مسألة الاعتراف بيهودية المهاجرين الروس دون إرغامهم على طقوس تهويد متشددة كما تطالب الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة مثل شاس ويهدوت هتوراة، التي ترى بوجوب إعادة تهويد هؤلاء "المشكوك" بيهوديتهم" وفق نصوص الشريعة اليهودية). لكن ليبرمان أعلن مع ذلك أن حزبه يرى "أن كل حكومة مكونة من ستة أحزاب لها 65 عضو كنيست، هي حكومة تصارع للبقاء، طيلة الوقت، ولن تكون قادرة على تمرير وإقرار عمليات وخطط حقيقية جوهرية".
ونقل موقع يديعوت أحرونوت عن ليبرمان قوله " إننا نقول لأصدقائنا في الليكود إن نتنياهو سيكون رئيسا للحكومة، لكنها ستكون حكومة مشتركة مع تسيبي ليفني، وعلى تسيبي ليفني أن تتوقف عن الحديث عن حكومة بالتناوب". ويحاول ليبرمان، الذي خرج الفائز الأكبر من الانتخابات النيابية عندما حصل حزبه على المرتبة الثالثة في الانتخابات حاصدا 15 مقعدا، ليحتل موقع حزب العمل، أن يظهر بمظهر السياسي المسئول الذي يهتم بمصلحة الدولة ومواجهة التحديات التي ستواجهها في المرحلة القادمة، وخصوصا الاقتصادية والسياسية الأمنية. وقال ليبرمان، بعد لقائه ببيرس، للصحافيين في القدس: :" إنه على ضوء التحديات الداخلية والخارجية – سيكون على كل حزب أن يتنازل عن طموحاته وكبريائه وأحلامه لأن الوضع الاقتصادي والتهديد الذي تشكله إيران والوضع السياسي تلزم تشكيل حكومة واسعة ترتكز على الأحزاب الثلاثة الكبيرة: ليكود، كديما ويسرائيل بيتينو" ومن يريد بمقدوره الانضمام للحكومة". 
مع إعلان ليبرمان عن قراره، أصبح بمقدور نتنياهو أن يتنفس الصعداء، وكان نتنياهو وحزبه امتنعوا بالأمس عن القول عن أنه يتمتع بتأييد 65 عضو كنيست ، إذ توقع الليكود أن يمتنع ليبرمان، وبسبب التفاهمات التي توصل إليها مع كل من ليفني من جهة، والليكود من جهة أخرى، عن المطالبة بتكليف أي من نتنياهو أو ليفني بتشكيل الحكومة القادمة. ومع انتقال الكرة الآن من ملعب ليبرمان إلى ملعب نتنياهو، فإن السؤال المحوري اليوم هو هل سيقبل نتنياهو باقتراح ليبرمان ويسعى لتشكيل حكومة مع ليفني ، أم أنه سيقوم بالعمل بداية على بلورة ائتلاف يعتمد على "شركائه الطبيعيين" ومن ثم التوجه لحزب كديما وحزب العمل الاقتراح عليهما بالانضمام لحكومته القادمة.
ويرى المراقبون أن نتنياهو سيحاول بداية ضمان أغلبية يمينية، تمكنه من ضم حزب كديما، دون أن يخضع لشروط ليفني فيما يتعلق بالمسارين السوري والفلسطيني من جهة، ولا ترتكز إلى أصوات الحزب الأكثر تطرفا على الخريطة الإسرائيلية وهو حزب الاتحاد القومي، من جهة أخرى. إلى ذلك فقد سبق لنتنياهو أن ألمح إلى أنه يريد براك داخل صفوف الحكومة القادمة، لكن براك يواجه معارضة شديدة داخل صفوف حزبه، ولا سيما من النواب اليساريين الذين يرفضون المشاركة في حكومة يكون ليبرمان وزيرا فيها.