صحيفة العرّاب

شريط مصور يكشف سرقة الاحتلال أعضاء شاب فلسطيني

عرضت الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية بغزة الاثنين شريط فيديو يعرض تفاصيل الجريمة الإسرائيلية التي ارتكبت عام 1988 بحق الشاب الفلسطيني المسيحي خضر ترزي.

 وكشف الشريط الذي عرض خلال مؤتمر صحفي عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة بشعة بحق الشاب خضر إلياس ترزي من سكان حي الزيتون في تاريخ 8/2/1988م عندما قامت قوات إسرائيلية من وحدة "جفعاتي" بصلبه على مقدمة أحد الجيبات العسكرية وقتلة بطريقة وحشية.
 
وأوضحت الصور والروايات التي عرضها الشريط قيام الاحتلال بملاحقة الشاب خضر والاعتداء عليه بالضرب المبرح بالقرب من أحد البيوت في حي الزيتون بالمدينة، حيث قام الجنود بتقييده وصلبه على مقدمة أحد الجيبات العسكرية وهو بحالة صحية سيئة وحرجة للغاية جراء تعرضه لكدمات بالأرجل والهراوات.
 
وطالبت الحركة الشعبية المؤسسات الدولية بفضح الاحتلال والتحرك لوقف "البازار الإرهابي الأسود" الذي ترتكبه "إسرائيل" بحق الأسرى والجرحى والشهداء الفلسطينيين.
 
وأكدت الحركة على ضرورة عدم إفساح المجال للاحتلال الإسرائيلي للتهرب من دفع فاتورة الاستحقاقات المستوجبة عليه تجاه جرائم الحرب التي ارتكبها وما زال يرتكبها بحق كافة أبناء الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين.
 
وأوضح منسق الحركة الشعبية نشأت الوحيدي خلال المؤتمر الصحفي أن معهد الدراسات العليا الذي أشرف عليه الشهيد فيصل الحسيني قام بتصوير ترزي وهو مشرح حيث يوجد في جسده خط غائر من أسفل ذقنه حتى أسفل منطقة البطن، وأيضاً في يديه وقدميه بالإضافة إلى القطن الذي غطى عينيه الداميتين.
 
بدوره، أكَّد فؤاد ترزي شقيق خضر في حديث خاص لـ"لصفا" أن شقيقه خضر كان متواجداً في منطقة الزيتون والتي كانت محاصرة من قبل قوات الاحتلال، حيث كانت بحوزته دراجة هوائية استطاع من خلالها أن يهرب مع بعض من الشبان من تلك المنطقة.
 
وأوضح أن قوات الاحتلال قامت بملاحقة الشبَّان بالإضافة إلى ملاحقة أخيه مما دفعه إلى اللجوء لأحد المنازل في تلك المنطقة والاختباء تحت سرير النوم خوفاً من اعتقاله، مشيراً إلى أن العملية كانت في تاريخ 8/2/1988م يوم الاثنين الساعة الثانية ظهراً بالتحديد.
 
إصرار على الجريمة
 
وأشار فؤاد إلى أن المواطنين الذين تواجدوا في منطقة الجريمة أكدوا أن قوات الاحتلال اقتادت خضر إلى معتقل أنصار 2 بغزة، وفي أثناء مرورهم بالقرب من بيارة ترزي بجوار سينما النصر قاموا بفك قيوده وأنزلوه من الجيب وانهالوا علية بالضرب مره ثانية ثم أعادوا صلبه بنفس الطريق الأولى.
 
ويشير فؤاد إلى أن قوات الاحتلال وحسب روايات الشهود قاموا بضربة بشدة عدة مرات عندما كان بسثغيث بالمسيح عليه السلام، موضحاً أنه عندما أحضر إلى المعتقل قام السجناء بطلب المساعدة له عندما بدأ يطلب جرعه من الماء.
 
وكان الطبيب داخل المعتقل يرفض علاجه بحجة أنه في الرمق الأخير من حياته، وبعد الضغوط من قبل الأسرى تم تحويله إلى مستشفى "سوروكا"، حيث رفضت استقباله وتم تحويله إلى مستشفى "أشكلون" في المجدل، الأمر الذي أدى إلى وفاته في الطريق متأثراً بجراحة المثخنة، وذلك يوم الثلاثاء من نفس الأسبوع.
 
وأوضح شقيق خضر أنه خلال متابعتهم للموضوع تبين أنه تم تحويله إلى مشرحة أبو كبير التي أصدرت تقريرا أفاد بأن السبب في مقتله هو الضرب المبرح، إضافة إلى كسور في جمجمة الرأس وفي العمود الفقري إلى جانب بعض الكدمات في جميع أنحاء الجسم.
 
وأشار إلى أن الطائفة المسيحية متمثلة بالبطريركية والخوارنة تدخلت من أجل جلب الجثة وأداء الصلاة عليها داخل البيت ضمن أعراف وتقاليد المسيحيين، وقال: "تم المجيء بالجثمان من أجل الخروج في موكب جنائزي هادئ دون اعتراضه من قبل الجيش".
 
استهداف المقدسات
 
ولفت فؤاد أنه خلال عملية تشيع خضر قامت قوات الاحتلال باستهداف موكب التشيع من خلال إلقاء القنابل المسيلة للدموع على المواطنين الذين هتفوا بـ"الوحدة الوطنية إسلام ومسيحية"، مما أثار غضب قوات الجيش ودفعها إلى إطلاق المزيد من قنابل الغاز المسيل للدموع.
 
ونوه إلى أن الموكب اقترب من كنيسة دير اللاتين حيث قام الجيش بإلقاء القنابل على الكنيسة من أجل تفريق الناس وعدم القدرة على أداء الصلاة على الجثمان، مؤكداً أن القنابل موجودة حتى الآن وتشهد على تلك الجريمة بحق المقدسات المسيحية.
 
وأوضح شقيق خضر في سياق حديثة لـ"لصفا" أنه عند إحضار جثمان خضر إلى البيت اكتشفنا أنه مشرح في جميع أنحاء جسمه، مؤكدا أنه شاهد بنفسه أن قرنية خضر غير موجودة ومأخوذة من جسمه ضمن التشريح.
 
وأكَّد فؤاد أن العائلة استقبلت الخبر كفاجعة من شدة الصدمة، متسائلاً "حتى لو أن خضر قام بالتعرض للجنود أليس من المفروض أن يقدم لمحاكمة بشكل رسمي؟"، مشيراً إلى أن هذه الجريمة ستزيد من حده الكراهية ضد المجتمع الإسرائيلي من قبل جميع الطوائف الفلسطينية.
 
يذكر أن الأسير والشهيد الفلسطيني خضر إلياس ترزي من مواليد حي الزيتون بغزة بتاريخ 8/8/1968م، ومن سكان منطقة الرمال الجنوبي، وبلدته الأصلية "يافا"، وكان قد اعتقل بتاريخ 8/2/1988م، واستشهد بتاريخ 9/2/1988. صفا