صحيفة العرّاب

المدافئ..«قاتل صامت» .. هل هو ناتج عن الإهمال أم لخلل فني؟

ما تزال حوادث الحريق والاختناق بالمدافئ التي تعمل على الحطب، او التي تعمل على مادتي الغاز والكاز، مصدر قلق للجهات المسؤولة.

ولعل فاجعة أهالي بلدة أم القطين بمحافظة المفرق، بموت عائلة كاملة مؤلفة من ستة أفراد بما فيها الأب والأم، إثر اختناقهم بالغاز، جراء ترك المدفأة مشتعلة أثناء نومهم، دليل على حجم الضرر المترتب على الاهمال.
وتشير إحصاءات مديرية الدفاع المدني الى ان ثمة ارتفاعا في عدد حوادث الحريق الناتج عن سوء استخدام المدافئ، حيث بلغ عددها خلال شهر كانون اول من العام الماضي 146 حادث حريق نتج عنه 40 إصابة و3 حالات وفاة.
أما حوادث الاختناق في ذات الشهر فقد أشارت إحصائية إدارة العمليات في مديرية الدفاع المدني الى ارتفاع عدد الحوادث الناتجة عن سوء استخدام المدافئ حيث بلغت 35 حادثا نتج عنها 61 إصابة و لم تقع أي حالات وفاة.
وتدل ذات الإحصاءات الى أن هناك ارتفاعا بعدد حوادث الإطفاء خلال العامين الماضيين بما نسبته (10.2%) وارتفاع عدد حوادث الإسعاف بما نسبته (3.5%) وارتفاع عدد حوادث الإنقاذ بما نسبته (23.3% ).
ورغم التحذيرات والإرشادات التي تقوم إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني بإعدادها ونشرها بالصحف اليومية والأسبوعية بشكل مستمر إضافة الى البرامج التوعوية المقدمة على شاشة التلفاز وبرامج الإذاعة إلا ان ارتفاع عدد حوادث الحريق الناتج عن سوء استخدام المدافئ في تزايد مستمر.
وحسب إرشادات الدفاع المدني فان ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم يؤدي الى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو وكذلك زيادة أول أكسيد الكربون السام الذي يحل محل الأكسجين في الدم مؤدياً الى الإصابة بالاختناق.
كما تحذر كذلك من مغبة وضع المدافيء داخل الحمام أثناء الاستحمام الآمر الذي يؤدي الى زيادة نسبة الغازان السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق كما يجب مراقبة الأطفال وإبعادهم عن هذه المدافئ تجنبا لوقوعها أثناء لعبهم الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث حريق لا قدر الله.
تقول أسماء عبد الرحمن ربة منزل، أنها تقوم بإغلاق «اسطوانات» الغاز قبل النوم، كما تحرص على تهوية المنزل، غير ان خوفها من رداءة «منظمات الغاز» يشكل لديها قلقاً باستمرار، وقد استخدمت خلال شهرين ثلاثة منظمات.
ويتفق مع رأيها سميح احمد، سائق تاكسي، الذي أكد ان حوادث الاختناق والحريق ليس سببها الإهمال الشخصي بقدر الخلل الفني في بعض منظمات الغاز، حيث كانت له تجربة في هذا المجال.
وتؤكد الجهات ذات العلاقة بان ثمة مخالفات يرتكبها تجار ببيعهم بضائع مقلدة منها منظمات الغاز، والتي لا تعمل بفعالية، بحيث يكون المواطن عرضة للخطر حين استخدامها.
وكانت مؤسسة المواصفات والمقاييس صادرت كميات من منظمات(ساعات) الغاز المقلدة العام الماضي، والتي لا تطابق المواصفة الأردنية، في الوقت الذي ترتكب فيه هذه المخالفة رغم خطورتها على حياة المواطنين.
مسلسل حوادث الاختناق ما يزال مستمراً رغم الجهود للحد منها، وتوعية المواطن بمخاطر الاستخدام غير السليم للمدافئ على اختلاف أنواعها، فكيف إذن نتجنب «القاتل الصامت» الكامن في منازلنا؟. الرأي