صحيفة العرّاب

طالبة طب متفوقة لا تجد منحة دراسية لتغطية رسومها

هي قصة ، مثيرة للالم ، فحين تتفوق طالبة في دراستها ، في الثانوية العامة ، وتحصل على معدل (96,5) وتدخل لدراسة الطب ، في احدى الجامعات الاردنية ، ولا تحصل على منحة دراسية ، حتى اليوم ، برغم تفوقها ، وتعاني حتى اليوم ، حين لا تجد رسوم الفصل الثاني ، البالغة الفا وخمسمائة دينار ، ولا تجد من يغطي لها بقية دراستها ، تحت عناوين وذرائع مختلفة ، تعرف ان المقاييس ، انقلبت ، رأساعلى عقب ، وتعرف ان حصول الاف الطلاب على منح بوسائل مختلفة ، امر قائم ، في حين لا تحصل مثل هذه الطالبة على منحة ، من اي مؤسسة راعية للمتفوقين ، او من اي مؤسسة رسمية.. او اي جهة كانت.

 تقول الطالبة التي تفرد قصتها بين يدي اصحاب القرار.. "انني طالبة ادرس الطب في احدى الجامعات الاردنية ، في السنة الدراسية الاولى ، واواجه اليوم ، عدم القدرة على الاستمرار في دراسة الطب ، جراء عدم قدرتي على دفع رسوم الفصل الثاني ، وقد حصلت في الفصل الاول ، على تقدير امتياز ، واليوم اواجه مشكلة الفصل الثاني الذي بدأنا به ، ولم ادفع رسومه بعد ، واواجه مشكلة تغطية رسومي لبقية السنوات. وحين حصلت على نتائج الثانوية كنت اعرف انني الثالثة على اللواء الذي اسكنه ، وبناء على ذلك تقدمت للجامعات ، وتم قبولي في احدى الجامعات الحكومية ، وتكلفة الساعة الدراسية الواحدة هي خمسة وثمانون دينارا ، وقيمة المطلوب لكل فصل هو الف وخمسمائة دينار ، حتى ان بي قام باقتراض رسوم الفصل الاول ، وذلك على امل الحصول على منحة ، من صندوق الملك عبدالله ، او صندوق دعم الطالب الجامعي. وبعد ان انتهى الفصل الاول ، وصدرت القائمة النهائية لاوائل اللواء ولم يرد اسمي فيها راجعت التعليم العالي ، فأخبروني ان ترتيبي هو الخامسة على اللواء ، بعد دخول طلبة المدارس الخاصة ، في قائمة المنافسة على بعثة ، وبذلك فقدت منحة اوائل اللواء ، وانني اليوم ، لا اتمكن من الاستمرار في دراستي ، ولا دفع رسوم الفصل الثاني ، ولا الاستمرار السنوات المقبلة ، حيث يعاني والدي من عجز صحي ومن وجود اسرة كبيرة في عنقه".
 
هل تستحق هذه الطالبة المتفوقة ، هذه المعاناة ، وهل يستحق اوائل المدارس الحكومية ، ان ينافسهم اوائل المدارس الخاصة ، ممن تساعدهم امكاناتهم المالية اساسا للدراسة على نفقتهم ، وما هي الرسالة التي نوصلها لكل طالب متفوق في المدارس الحكومية ، وهل من العدل ان تعاني مثل هذه الطالبة المتفوقة ، في ظروفها ودراستها... الا تستحق ان يتم دعمها وتعليمها ، في تخصص ستكون فيه غدا خادمة للفقراء والمرضى والمساكين والمحتاجين ، بل اي عطف سيبقى في قلبها تجاه الناس ، وهي تعاني اشد المعاناة ، وعلى وشك ان تخسر دراستها ، لعدم مقدرتها على دفع رسوم الفصل الثاني ، ولعدم قدرتها ، على تغطية بقية السنوات ، وهي اسئلة برسم الاجابة ، لعل هناك من يرعى هذه المتفوقة ، ولعل هناك من ينصفها بدفع رسوم الفصل الثاني ، وتغطية كامل مصاريف دراستها ، خصوصا ، ان الطالبة تستحق هذا ، وتستحق ان يتم دعمها ، وخصوصا ايضا ، ان الطالبة لا تطلب سوى دفع رسومها للجامعة ، مباشرة ، وان تتخلص من عقدة الفصول ، نحو الاستقرار ، بحصولها على منحه لبقية السنوات ، وعنوانها سيكون متاحا في حال الاتصال بـ"الدستور"عبر الهاتف او الايميل للصحيفة.
 
طالبة الطب المتفوقة ، لا تستحق سوى ان تتم رعايتها.. فهل من مجيب؟. الدستور