صحيفة العرّاب

مشاركة مصرية وقطرية في مؤتمر لدراسة تحديات الأمن القومي الإسرائيلي

كشفت مصادر مطلعة فى القاهرة عن أن مؤتمر هرتزيليا حول المناعة والأمن القومى الإسرائيلى الذى سيعقد فى إسرائيل نهاية الشهر الجارى ويستمر حتى الثالث من فبراير المقبل، سيشهد مشاركة مصرية وخليجية حيث وجهت دعوات للقاهرة وقطر للمشاركة، فضلا عن مشاركة فلسطينية رفيعة تم الإعلان عنها لأول مرة، حيث سيشارك سلام فياض رئيس الوزراء فى السلطة الوطنية الفلسطينية.

 وبحسب جدول أعمال المؤتمر الذى يرأسه هذا العام دانى راتشيل الجنرال احتياط فى مجلس السلامة والأمن الإسرائيلى فإن قضية السلام فى الشرق الأوسط، وتقييم إسرائيل الرسمى لإدارة أوباما سيكون ضمن فاعليات المؤتمر، خاصة أنه يأتى بعد مرور عام على وصول إدارة أوباما للسلطة، وفى أعقاب حراك فى الشرق الأوسط. «لم يسفر عن أى جديد بالنسبة لعملية السلام، انتهى بجولة صفرية لمبعوث السلام إلى الشرق الأوسط جورج ميشتل، كما يقول الوزير الفلسطينى حسن عصفور لاستمرار ضبابية المواقف لدى جميع الأطراف وعدم تبلور رؤية واضحة لعملية السلام».
كما سيطرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتياهو فى نهاية المؤتمر خلاصة الرؤية الإسرائلية فى هذا الشأن والتى سيبرز فيها بحسب أنطوان شلحت الخبير الاستراتيجى فى مركز المدار للدراسات الإسرائيلية فى رام الله «فيما يتعلق بعملية السلام على الجانبين العربى والإسرائيلى، وهو ما سيمثل النقلة الثانية بعد خطاب بار إيلان العام الماضى حول نفس القضية والذى اعتبره شلحت لف ودوران فى دائرة مغلقة» ويضيف، أن المؤتمر الذى طرح فى دورته السابعة فكرة تبادل الأراضى مع الفلسطينيين، وهى التى لاقت قبولا فى أطروحات الحكومة الإسرائلية الراهنة، قد يضيف إليها رؤى جديدة أكثر تطورا.
 
وستحظى مصر بقدر كبير من اهتمام أوراق هرتزيليا كما جرت العادة حيث، ستكون العلاقات الاستراتيجية والأمنية بين القاهرة وتل أبيب وقضايا الجدار الحدودى المشترك فى مقدمة استراتيجية الأمن الإسرائيلية للعام 2010، لكن الملف الايرانى والتهديدات المترتبة عليه ستحظى باهتمام أوسع، كما يقول سمير غطاس مدير مركز مقدس والذى شارك لثلاث دورات متتالية فى المؤتمر، ويقول إن أوراق هرتزيليا هى الأرواق الإستراتيجية الأهم فى السياسية الإسرائيلية منذ عام 2000.
 
وكان الجنرال عوزى أراد مستشار الأمن القومى قد أسس أول مؤتمر لهرتزيليا عام 2000 فى أعقاب فشل مؤتمر كامب ديفيد 2، وانسداد أفق التسوية الخاصة بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ومعروف عن أراد أنه ينتمى للتيار اليمينى الإسرائيلى المحافظ، وهو ما جعل الرؤية اليمينية واضحة فى أوراق المؤتمر كما يستقطب أكثر اليمينيين فى الولايات المتحدة، والذين سيحضر منهم هذا العام وفد كبير من الكونجرس فى مقدمتهم السيناتور جون ماكين.
 
وفى هذا السياق، يقو شلحت إن المؤتمر مثل على الدوام نوع من العناق الاستراتيجى الإسرائيلى الأمريكى على خط اليمين المحافظ، سياساته، وفى ضوء ذلك ستحظى الأوضاع الاقتصادية بملف مهم على طاولة المؤتمر، كما أن مجرد تلويح الادراة الأمريكية الحالية بعقوبات على إسرائيل تتعلق بالمعونات شكل ذلك ضوء أحمر لدى تيار كبير من اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة والذين سيمثلهم وفد كبير لتقديم دعم مهم لإسرائيل. يتلعق بما يسمى «بالمناعة الاجتماعية» من خلال العلاقة بين يهود الشتات ويهود الداخل.

*الجنرال عوزى أراد