صحيفة العرّاب

البرادعي يفاجئ الجميع ويتراجع..لن أكون رئيسا لمصر

فيما اعتبر بأنه صدمة لمؤيديه وتراجع عن إعلانه السابق بشأن احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية المقررة عام 2011، أكد المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية الفائز بجائزة نوبل للسلام ،الدكتور محمد البرادعي، إن كل ما يريده هو دفع مصر والعالم العربى نحو الديمقراطية نافيا سعيه لأن يكون رئيسا لمصر.

 وتأتي تصريحات البرادعي في وقت كثف فيه أنصاره من حملتهم الداعية لجمع تفويضات شعبية تساعده على المطالبة بتعديل الدستور المصري بحيث يتم السماح للشخصيات المستقلة بالترشح للرئاسة.
 
وقال البرادعي لمجلة "فورين بوليسى" الأمريكية: "لا أريد أن أكون رئيسا لمصر. لدى خطط أخرى غير أن أكون رئيسا، فبعد 12 عاما (فى منصبى الدولى) أريد بعض الوقت لأفعل أشياء أحبها، منها قضاء مزيد من الوقت مع أسرتى، فلدينا منزل فى جنوب فرنسا، ولدى حفيدة.. ما حدث أن كثيرا من الناس يقولون إنهم يريدوننى أن انخرط فى الحياة السياسية، وأن أترشح للرئاسة".
 
وأضاف: "ما قلته هو أننى لن أفكر فى الترشح حتى يتوفر الإطار المناسب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولا تزال تلك علامة الاستفهام الرئيسية فى مصر. لا أعتقد أن الشروط (الواجب توافرها فى من يترشح) تساعد على إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
 
وكان البرادعي قد أعلن في شهر نوفمبر/ تشربن الثاني الماضي انه لا يستبعد خوض انتخابات الرئاسة في مصر وفق شروط معينة، ثم دعا في بيان لاحق أرسله للصحف المصرية في ديسمبر/كانون الاول الماضي إلى تعديل الدستور، الأمر الذي أثار جدلا واسعا داخل الاوساط السياسية والشعبية في مصر، وذلك في ظل حالة الغموض التي تخيم على موقف الرئيس مبارك بشأن ترشحه لهذه الانتخابات.
 
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة عن البرادعي: "ما حدث هو أننى نشرت فى صحيفة مصرية يومية تحدثت فيها عما يجب حدوثه قبل أن أفكر فى الترشح. إن ثمة ضمانات يجب توافرها، كوجود إشراف قضائى مستقل، رقابة دولية، وفرص متساوية فى التغطية الإعلامية. وبالطبع القدرة على خوض الانتخابات كمستقل. فالدستور مكتوب بطريقة لا تمكننى من الترشح إلا إذا انضممت لحزب، وهو ما لا يعتبر بالنسبة لى نظاما ديمقراطيا".
 
وأردف قائلا: "حاليا أريد أن أكون أداة لدفع مصر نحو نظام حكم أكثر ديمقراطية وشفافية. لو أننى قادر على فعل ذلك سأكون سعيدا للغاية لأننا بحاجة لتحقيق الديمقراطية فى العالم العربى بأسرع ما يمكننا.. إن الديمقراطية تعنى تمكين الشعب، والتسامح، وتنمية اقتصادية اجتماعية مناسبة.. إنها تعنى بناء المجتمعات الحديثة".
 
ووصف البرادعى رد الفعل على تصريحاته بأنه كان فوريا، وقال: "كان هجوما قاسيا من الصحف الحكومية. ثم أدركوا أنهم ارتكبوا خطأ مروعا لأنهم يطلقون النار على أنفسهم.. فقد أصبحت فجأة بطلا قوميا بينما أنا فى فيينا".
 
وختمت المجلة المقابلة بسؤاله إن كان "فى حال فوزه بالرئاسة" سيوقف بناء الجدار الفولاذى على الحدود مع غزة، فأجاب: "أنا لا أعرف التفاصيل، لكن إذا كانت الأنفاق الحدودية تستخدم فى تهريب المخدرات والأسلحة والمتشددين، فمن حق مصر التأكد من تأمين حدودها، إلا أنه على مصر السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة من معبر رفح الحدودى".