صحيفة العرّاب

"أربعينية الشتاء" ترحل غدا.. وتبعات جفاف الأعوام السابقة ما تزال جاثمة على المملكة

تخرج أربعينية الموسم الشتوي الحالي غدا، كما يقدر فلكيا، من دون تسجيل أهداف مطرية في السدود من شأنها رفع معدل التخزين إلى ما يفوق مخزون "الاحتياط الاستراتيجي" لها بنسبة كافية.  

  فبينما يبلغ حاليا حجم المياه المخزنة في السدود، باستثناء سد الوحدة، نحو 48.2% من سعتها التخزينية الإجمالية والبالغة 215 مليون متر مكعب، يصل معدل الاحتياط الاستراتيجي الذي تقوم عليه سياسة وزارة المياه والري للسدود حوالي 40% من سعتها التخزينية الإجمالية.
 
وتقوم سياسة الاحتياط الاستراتيجي للسدود على تخزين مياه تبلغ نسبتها نحو 40% من السعة الاستيعابية لكل سد، غير أن انحباس الأمطار والجفاف الذي شهدته المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية تقريبا، حال دون إمكانية تخزين تلك المياه وبالتالي استخدام المتاح في تلك السدود وانخفاض المخزون الاستراتيجي إلى النصف لتلبية الاحتياجات المختلفة.
 
 ويشير وزير المياه والري محمد النجار في تصريحات إلى "الغد"، إلى أن المملكة تمكنت من تجاوز تحديات صعبة عانت منها مواسم شتوية سابقة.
 
 وأعرب النجار عن أمله في استمرار الهطول المطري لرفع المخزون المائي في السدود عن معدل احتياطه الاستراتيجي، رغم أن "المنسوب الحالي أفضل من سابقه في مثل هذا الوقت من العام الماضي".
 
 وفي الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة خلال 10 أيام من الأربعينية الحالية بنحو 8 درجات عن المعدل السنوي البالغ 13 درجة، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة يعد نتيجة علمية حتمية لتزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسجل، لدى مراكز الأبحاث العالمية، والمؤدي الى زيادة تركيزها في الجو.
 
 وأرجعت دائرة الأرصاد الجوية حينها، عوامل الارتفاع الذي شهدته المملكة خلال تلك الفترة، إلى تأثرها بكتل هوائية دافئة وجافة ومرور رياح جنوبية شرقية قادمة عبر الجزيرة العربية. 
 
 وفي الوقت الذي يتم فيه إطلاق تسمية "عام جفاف" لموسم صيفي بناء على قرار حكومي تتخذه، بالإجماع، وزارتا المياه والري والزراعة بشرط حصوله على موافقة رئاسة الوزراء، تبدأ وزارة المياه في غضون شباط (فبراير) بإعداد خطط طوارئ "متغيرة" تنسجم ومستجدات الوضع المطري والمناخي.
 
 وعبر تداعيات المنخفضات الجوية التي تشهدها المملكة بين فترة وأخرى خلال الشتاء، وما يصاحبها من هطول مطري متواصل، ترنو سدود المملكة إلى وضع "أكثر استقرارا"، محققة بذلك جزءا كبيرا من الآمال التي أبداها سابقا مسؤولون ومراقبون في قطاع المياه.
 
 وسجلت الأمطار التي شهدتها المملكة مؤخرا، والتي شملت معظم مناطقها وامتدت حتى محافظات الجنوب في مناطق الطفيلة والكرك، أرقاما جيدة، بحسب تصريحات سابقة لمدير عام دائرة الأرصاد عبدالحليم أبو هزيم.
 
 ووفق أرقام وزارة المياه والري، فإن مجموع حجم الأمطار التراكمي الهاطل على كافة محافظات المملكة من بداية الموسم وحتى 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، إلى حوالي 5322.7 مليون متر مكعب، مشكلا ما نسبته 64% من المعدل السنوي طويل الأمد والبالغ 8322 مليونا. الغد