صحيفة العرّاب

الجيزة : فقر يرسم مشهد اللواء والتنمية الاجتماعية تواجه عقبات

رغم تصديها للفقر في اكبر مناطق محافظة العاصمة مساحة, تبدو مديرية التنمية الاجتماعية في لواء الجيزة في حاجة لمعونة عاجلة, علّها تنهض من كبوتها وانحسار امكانات يجعل مهمتها شبه مستحيلة في خدمة نحو سبعين تجمعا سكانيا.

 وتلقي مساحة لواء الجيزة الذي يستحوذ على نحو 80 بالمئة من مساحة محافظة العاصمة, ووجود سيارتين لتنقل موظفي التنمية الاجتماعية ظلالا ثقيلة على خدمات المديرية, حسب مديرها جلال غريب, الذي اوضح أن للمديرية مكتبين في السواقة وأم الرصاص تتقاسم واياهما سيارتين, بينما لا يوجد سوى سائق واحد.
 
وفي خضم هذا الواقع, قال غريب, ان المراجع المعوز أو المريض يجد صعوبة بالغة في القدوم الى المديرية, التي لجأت الى نقل مراجعات سكان الدامخي على الطريق الصحراوي الى الجيزة لتيسر المواصلات رغم تكلفتها المرتفعة نسبيا مع الفقر المدقع الذي يسود المنطقة.
 
لكن غريب يلحظ بارقة أمل مع شح الإمكانات وضعف الموارد تتمثل في قصص نجاح تحولت من خلالها عدة اسر من تصنيف الأشد فقرا إلى اسر منتجة تعيل نفسها.
 
غريب الذي تطغى على حديثه قصص الالم والفقر, عاد ليقول ان الواقع المؤلم في اللواء يتمظهر في وجود اسر كثيرة تعيش فقرا مدقعا رغم امتلاكها عقارات, يصفها ب¯غير ذات قيمة, ما يحرم هذه الاسر من خدمات صندوق المعونة الوطنية, واكد ان هذا امر بحاجة الى المراجعة, خصوصا أن من تنطبق عليهم تلك الحالة المؤلمة قوبلت طلباتهم بالرفض في المعونة الوطنية.
 
ورصد مدير مديرية التنمية الاجتماعية ممارسات خاطئة, حين قال ان موظفا رسميا اقدم عليها حيث اجتهد في تخفيض معونة نقدية لاحدى الاسر الفقيرة بستين دينارا وحجته في ذلك ان الاسرة تملك سربا من الحمام.
 
وقال ان هناك اسرا لا تعرف كيفية الوصول الينا, وقد استطعنا ان نصل اليها, وخص بالذكر اسرتين تضمان 14 فردا تعيشان في بيوت من صفيح وتفترشان البلاستيك, الذي لا يقيهما المطر.
 
وقال لقد قدمنا لهما عشر بطانيات وصوبات وفرشات ومستلزمات ضرورية اخرى, لكن ذلك لا يكفي.
 
واضاف ان هناك تعليمات مشددة من وزارة التنمية الاجتماعية ليتعامل الموظفون مع المراجعين الذين جلهم من المعوزين وكبار السن والمرضى بكل ود وعناية, وحفظ خصوصياتهم واحترامهم, مبينا ان بعض موظفينا يتطوعون لاستكمال معاملات هؤلاء الفقراء في الجهات الرسمية الاخرى, ومن يجري استدعاء المراجع ليتسلمها, وهو ما اكده فقراء.
 
ويرجع مدير التنمية الاجتماعية جلال غريب ورئيس قسم الجمعيات الخيرية في المديرية عوض الدهامشة, تعثر غالبية الجمعيات الخيرية في اللواء الى عدم وعي المجتمع المحلي بدورها التنموي, اضافة الى سوء الادارة, وعدم وجود اهداف واضحة للجمعيات وغياب مشاريع مدرة للدخل.
 
وقالا ان لوزارة التنمية دورا في دعم الجمعيات الرائدة, التي تم دعمها بنحو 10 الاف دينار.
 
واوضح غريب والدهامشة انه تم العام الماضي تخصيص معونة ل¯ 117 حالة بمبلغ اجمالي 9150 دينارا, وتخفيض 69 حالة بمبلغ 2529 دينارا, وايقاف 70 حالة بمبلغ 4748 دينارا, بينما استفاد من التأمين الصحي للمناطق الاشد فقرا 120 حالة, اضافة الى بناء ثلاثة منازل تكفلت بها وزارة التنمية, وزيادة معونة ل¯ 36 حالة بمبلغ 1170 دينارا, وتخصيص معونة لاعاقة واحدة بمبلغ 60 دينارا.
 
وبينا ان المديرية اجرت دراسة مراقبة سلوك ل¯38 حدثا ودراسة اعفاء خادمة ل¯ 82 حالة, ودراسة تأمين صحي ل¯30 معوقا, وتأسيس جمعيتين جديدتين ودعم جمعيتين بعشرة الاف دينار لكل منهما. بترا