• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تحذير طبي من دواء لعلاج المعدة يستخدم لحالات الإجهاض يفضي الى الموت

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-10-22
14147
تحذير طبي من دواء لعلاج المعدة يستخدم لحالات الإجهاض يفضي الى الموت

دفعت سيدة حياتها ثمنا لوصفة شعبية تحتوي على مادة الخميرة المستخدمة في صناعة الخبز أرادت من خلالها التخلص من جنينها مستخدمة إياها كحقنة مما أدى الى تعفن الجنين وموت الام جراء إصابتها بتسمم نجم عن تعطل في وظائف جسدها الحيوية.

 ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لقضت سيدة أخرى جراء تناولها وصفة شعبية مكونة من خليط غامض مرّ كالعلقم بقصد التخلص من الجنين كانت أعدته احدى اللواتي يمتهّن الطب الشعبي مقابل ستين دينارا لعبوة تحتوي على حوالي لترين من هذه الوصفة الغريبة كما تقول السيدة التي فضلت عدم ذكر اسمها.
 
وغير الخميرة والوصفات الشعبية المختلفة يلجأ البعض الى الصيدليات بقصد شراء دواء مخصص بالأصل لعلاج المعدة وهو (السايتوتيك) في الوقت الذي استغل فيه هؤلاء مضامين التحذيرات الجانبية المرفقة على نشرته الطبية والتي تمنع الحوامل أو اللواتي ينوين الحمل من استخدامه لانه يؤدي الى الاجهاض.
 
ووفقا لقول صاحب أحد محال بيع العطارة والعطور اشرف ضبان فإنه لا يقوم بوصف أي خلطة شعبية من شأنها العمل على اجهاض الجنين حتى لو كان مطلعا عليها من المراجع الشعبية ومهما كانت آمنة وذلك لاعتبارات دينية وأخلاقية محذرا من قيام بعض العطارين بإيهام النساء بوجود خلطات سرية لكنها قد تحتوي على مواد غامضة أو كيماوية وتشكل مصدرا لتهديد حياة الجنين والأم معا.
 
احد الاطباء المتخصصين في الامراض النسائية والتوليد يقول إن محاولات التخلص من الاجنة لا يقتصر عند بعض النساء على اللجوء الى الخميرة التي يتم أخذها على شكل حقن بل إن الوصفات الشعبية التي تستهدف ذلك كثيرة ومنها القرفة والزنجبيل والبقدونس مؤكدا ان هذه الوصفات ليس لها اي اساس علمي وان الادوية التي يشاع انها تساعد على الاجهاض لم تصنع لهذا الغرض بل لعلاج المعدة الا انها قد تصرف من دون وصفة طبية وهي منتشرة بشكل كبير في الصيدليات.
 
ويحذر في هذا السياق من اللجوء الى اي وصفة تستهدف قتل الاجنة مؤكدا أنه لا توجد حلول سحرية او اعتباطية للتعامل مع مسألة لها علاقة بشكل مباشر بحياة الجنين وان تناول الوصفات الشعبية او الادوية على عاتق الاشخاص قد لا يؤدي الى اسقاط الجنين بل قد يولد مشوها أو معاقا.
 
وغالبا ما تؤدي هذه الوسائل كما ينوه الى حدوث التهابات حادة أو نزف أو تسمم في بطانة الرحم.
 
وبحسب ابو مؤيد صاحب أحد محال العطارة فإن الخميرة اذا تم اخذها عن طريق الفم لا تؤذي ولكن اذا اخذت على شكل تحاميل فإنها ستؤدي الى انتاج نوع من البكتريا الضارة التي تؤثر بشكل أو بآخر على صحة الجنين أو حياته.
 
ويقول إن كثيرا من السيدات يلجأن الى محله ويطلبن وصفات هدفها التخلص من الاجنة غير انهن يتحججن بأنهن يعانين من احتباس في الدورة الشهرية، فيطلبن الوصفات الشعبية التي تساعد على إنزالها مؤكدا انه لا يوصف أي وصفة مؤذية أو تسبب مضاعفات.
 
ووفقا للصيدلانية ابرار أبو الشوارب فإن دواء (السايتوتيك) الذي يستخدم في علاج قرحة الاثني عشر والقرحة المعدية موضح على النشرة المرفقة به بأنه لا يجوز استخدامه من قبل الحوامل أو النساء اللواتي ينوين الحمل وذلك لأن هذا العقار يزيد من توتر عضلات الرحم وانقباضاته اثناء الحمل وقد يؤدي الى اجهاض جزئي أو كامل ما دفع البعض الى استغلال هذا التحذير واستخدام هذا المنتج في محاولات الاجهاض سواء أكان الحمل شرعيا او غير شرعي، ولكن يكثر الاقبال عليه في الحالة الثانية كما توضح.
 
وتقول إن مراجعين يسألون عن هذا الدواء في اليوم الواحد اكثر من عشرين مرة سواء بشكل مباشر أو عبر الرسائل القصيرة من داخل المملكة وخارجها.
 
وتوضح الصيدلانية الشوارب أن هذا الدواء لا يباع الا بوصفة طبية مختومة من قبل الطبيب المختص.
 
وتتابع بأنه يتم الاحتفاظ بالوصفة لغايات الترصيد مشيرة الى ان الخبرة العملية للصيادلة كفيلة بأن تجعلهم يفرقون بين من يأتي ليصرف هذا الدواء لعلاج المعدة او لغايات الاجهاض، ويزداد الشك بالاشخاص اذا طلبوا من اصل العلبة التي تحتوي على 28 حبة وتباع بتسعة دنانير و26 قرشا اربع حبات فقط، اذ ان هذه الكمية كافية لاجهاض الجنين واجراء عملية تنظيف للرحم.
 
وتشير الى انه يتم الاحتفاظ بدواء (السايتوتيك) في الصيدليات في مكان مغلق بواسطة مفتاح ولا يصرفه الا صيدلاني خبير.
 
ورغم التحذيرات من ان الخميرة وبحسب وصفات شعبية قد تؤدي الى الاجهاض كما تقول الشوارب فإن حبوب خميرة البيرة التي تباع في الصيدليات لأغراض مختلفة منها فتح الشهية وتسمين الوجه والمساعدة في عملية تقشيره لا يرافقها أي تحذير من انها قد تتسبب بإسقاط الجنين وتؤخذ على شكل حبوب عن طريق الفم ويصل سعرها الى سبعة دنانير.
 
مدير مديرية الدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتورة ليلى جرار تقول إن دور المؤسسة في رقابة هذا الدواء (السايتوتيك) بالتحديد كبير جدا وهو من الادوية التي تم اتخاذ قرار بشأنها في اللجنة العليا للدواء والصيدلة اذ يتم الصرف بموجب وصفات طبية، كما يجري ترصيد هذا الدواء شأنه شأن الادوية التي تحوي مواد مخدرة وذلك لاحكام السيطرة على قنوات بيعه وصرفه لمستحقيه ممن يعانون فقط من آلام في المعدة.
 
وتضيف أن المؤسسة تطلب كل ثلاثة اشهر صرفيات مستودعات الادوية من هذا الدواء وتحديد الصيدليات التي ابتاعته وكيفية بيعها له.
 
وتوضح ان هذا الدواء يستخدمه بعض اطباء النسائية والتوليد بطريقة علمية في حالات اجهاض الحمل الشرعي ووفقا لما يجيزه الشرع فقط، على ان المؤسسة لا تجيز هذا الدواء لغايات الاجهاض كما تؤكد.
 
وتبين الدكتورة جرار أنه تم الاستعانة بشهادة خبراء من المؤسسة في حالتين قضائيتين استخدم فيها هذا الدواء لغايات الاجهاض ما شكل خطورة على حياة الجنين والام معا منوهة الى احتمال وجود من يقومون ببيع دواء (السايتوتيك) من دون وصفات طبية لكن المؤسسة كما تستدرك لم ترصد ذلك كما انه لا يوجد له أي سوق سوداء لان استيراد الدواء يخضع لمعايير عالية الجودة من حيث الرقابة وتتبع قنوات وصوله الى السوق الاردنية.
 
وتحرم الشريعة الاسلامية الحريصة على الروح البشرية الاجهاض الذي يعد قتلا للنفس سواء قصد عن طريق وصفات شعبية او دواء او خميرة او غيرها وفقا لرئيس قسم الفقه وأصوله في كلية الشريعة بجامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير الا في حالات استثنائية باتت معروفة حين تكون المفاضلة واضحة بين حياة الام المتحققة بإذن الله وحياة الجنين المهددة منوها الى ان الروح تنفخ في الجنين في اليوم الثاني والاربعين للحمل وليس كما يشاع خلال المائة وعشرين يوما الأولى منه.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.