• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ارانب..ثعالب..طحالب !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-01-02
2991
ارانب..ثعالب..طحالب !

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 لقامات الاشجار المتجذرة جذورها في طين هذه الارض الطيبة.لا للطحالب الطافية فوق الماء بلا جذور.

ارانب !

*** يا حيف على هيك امة :ـ. دولها صغيرة كانت ام كبيرة.غنية ام فقيرة.متقدمة ام متخلفة. جميعها تعيش على الاجهزة الطبية في غرف انعاش بلا تهوية وغير معقمة. انظمة تمضي لياليها تستمني تاريخها الغابر.تعيد تدوير احلام يقظتها،للتخفيف من كوابيس سوداء تؤرق جفونها،تنزع نوم عيونها. ناسها الذين حملتهم على ظهر لا شرعيتها الى وحل استبدادها،وطين ديكتاتورياتها،صنعت منهم الدّ اعداءها.انظمة يُخيفها شعور مزمن انها غير مرغوبة.تراها كالملذوغِ تتوجس خيفة مما يتحرك خلف جدرانها. تقضي اوقاتها ترتعد فرائصها وهي تتخيل ماذا سيحدث في قابل ايامها ،اذا ازفت الازفة،وقامت القيامة على راسها.وقررت شعوبها محاسبتها بما إقترفت اياديها.

انظمة إستأصلت ضميرها لتريح ذاتها، ومن وخزه ونخزه ونفثه،الا انه ظل يوجعها جزاء افاعيلها.هي على مدار ساعتها الرملية،تحملق في ابوابها ،تصطك رُكبها مع كل هزة نافذة،او هبة ريح عابرة،رغم تحصيناتها المشددة،وعيون مخبريها المفتوحة.تترقب بين لحظة و لحظة،جلطة اقتصادية تشلها.منجل عزرائيل "الشعبي" لا ريب فيه، ياتيها من حيث لا تحتسب. ياتيها من شوارع خلفية غاضبة،من بؤرِ فقيرة معدمة مهمشة. لجز رؤوس جلاديها. لبترِ ايدي سارقيها.لفرم اصابع من وقّع على معاهدات إذلالها.تأتي لها جموع ساخطة على اوضاعها،لإطلاق صرخةِ محبوسةِ في صدورها:ـ الوطن للجميع.الوطن فوق الجميع...الوطن ليس للبيع او التاجير.لا احد فوق القانون.الكل سواسية ليس امامه فقط بل تحته.لا حق لاحدٍ ان يخرقه. تعطيل الدستور ابو القوانيين جريمة الجرائم.

إستهتار حُكامها،معاملتهم للناس بقسوة طاغية،كقطعان بهائم هائمة على وجوهها في براري الله الواسعة. مطاردتهم كارانب مذعورة لتسهيل تطويعهم .سياسية منحرفة ولا مُتبعة الا في بلاد العرب اوطاني.في الثلاث سنوات العجاف الاخيرة، اشترت الانظمة العربية بـ "150" مليار دولار اسلحة وعتاداً لقتل بعضها،حتى برعت في هندسة تخريب مدنها،تدميراقتصادها،تشطير دولها الواحدة تلو الاخرى،شطيرة،شطيرة، لكل عشيرة،حارة إثنية،طائفة،جماعة حصتها الى ان اصبحت امتنا العظيمة دولاً ممسوخة رضيعة.

يا امة مغلوبة على امرها.آن الآوان لغضبة، فرسانها اغلبية صامتة.تاتي لها من عشوائيات جائعة،تلك التي تلف اطرافها كالاحزمة الناسفة،من ضمير قرىً جائعة ،من بطن بادية عميقة مهملة.غضبة مُضرية لا تُبقي ولا تذر،لإسترداد وديعتها المُعطلة: "الشعب مصدر السلطات"،وكنس حكومات هزيلة معطلة،نُخب معلولة مشغولة بنفسها.برلمانات مزورة،محشورة في صناديق زجاجية، كاسماك زينة تستجدي طعامها بملعقة. 

ثعالب !

*** بعد ان طعن المجوسي ابو لؤلؤة، الخليفة العادل عمر بن الخطاب،بخنجر مسموم،متشعب الرؤوس و الرسائل.ادرك عمر انه قاب قوس او ادنى من موت محقق.اختار ستة من صحابة رسول الله البررة لاختيار واحد ليخلفه.شدّدَ عليهم الفاروق عدم فض اجتماعهم الا بعد حسم امر الخلافة، وتسمية خليفة. فلا يجوز وهو على سرير الموت، ان يرحل والمسلمون بلا راس .مر الوقت المحدد من دون قرار يسفر عن "اختيار"احدٍ لاستلام الامانة، وحمل الراية.شاع خبر الخلاف بين الناس.

جاء رجل من اقصى المدينة يسعى مُهرولا الى بيت امير المؤمنيين،وقال بثقة الواثق، كأنه يزف بشرى تُطرب الخليفة الزاهد،وتخفف عنه وطأة اوجاعه: وجدناه يا خليفة خليفة رسول الله .فقال له:سيدنا عمر رضي الله عنه و ارضاه،ومَنْ هو يا هذا ؟. فقال ان تُوليَّ علينا ولدك عبدالله .فتجهم وجه عمر وقال للمنافق باشمئزاز:" إنك واللهِ لم تردْ وجه الله" !.
في ذات السياق قال النبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام،واصفاً هذا الصنف من المنافقين ":...وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه".ما اعظمك يا سيدي رسول الله و انت تقرأ الوجوه،وتكشف خفايا النفوس، كأنك تقرأ في كتاب مفتوح .و ما اعدلك يا بن الخطاب،حين صفعت المنافق على رؤوس الاشهاد.لم ترضَ توريت ولدك لان كل مؤهلاته انه ولدك.
لكن الاحسن ما قاله الله في كتابه العزيزـ ومن احسن من الله قيلا ـ و هو الذي انزل على رسوله سورة كاملة "المنافقون"، لتعرية المنافقين،قال في مُفتتحها:( والله يشهدُ ان المنافقين لكاذبون). في عهد الراشدين كنا خير امة بين الامم. في عهود التوريث والتزوير وشراء الذمم صرنا في ذيل الامم.من ينكر اليوم اننا في ذيل الذيل.

ياسر محمود عباس مهنته الرسمية المدونة في جواز السفر ـ ابن الرئيس ـ ،اما بقية الانجال عليهم السلام، فمشاريع رؤساء وملوك، عدا السودان المحظوظ. فالبشير عقيم لم يُنجب للامة "فارسا"مثله يخلفه.و لولا حراكات الربيع العربي،لراينا طوابير طويلة من الابناء على قائمة الرؤساء،يمتطون ظهور الامة : امثال جمال حسني مبارك،احمد علي عبدالله صالح، سيف الاسلام القذافي ومن لف لفهم.

في استعراض مهن انبياء الله،نلاحظ كم كانوا عظماء بجوهر انفسهم، لا باستعراضات مواكبهم، ولا بإبهة كراسيهم المنخورة و بطاناتهم المنافقة.زف الوحي الالهي الرسائل التنويرية لهم،من دون قرع طبول، اغانٍ حماسية،عناوين صحفية فاقعة كاذبة،من دون زوايا كُتابِ كذبة،، يعمل بعضهم بالجملة، وبعضهم يعمل بالقطعة.لغتهم اقرب ما تكون الى الدروشة الاعلامية،كدراويش الزوايا الصوفية الذين يعيشون عالة على غيرهم،تراهم يتحلقون حول شيخهم،يمارسون كل فنون النطنطة ،يرطنون بلغة غامضة للايحاء انهم خاصة الخاصة و اهل علم و فتوى. 

سيدنا آدم" ابو البشر" كان حراثاً. كذلك ابراهيم "ابو الانبياء"،موسى "كليم الله"،عيسى "نفخة من روح الله"، عليهم السلام جميعاً كانوا رعياناً، ومثلهم كان داود حداداً،نوح نجاراً،محمد سيد الخلق،خاتم النبيين،صاحب الشفاعة،الرحمة المهداة للعالمين،سيد ولد ادم،عليه صلوات الله دخل غار حراء "راعياً" وخرج منه "رسولا ونبياً" للكافة...اللهم لا تذل هذه الامة بالانجال،كما اذللتها بالاباء.

طحالب !

*** بالصرخة المدوية.بسور الفاتحة. بـ :إذا زلزلت الارض زلزالها،بـ:اذا ازفت الآزفة.بالبنط العريض على ثمانية اعمدة.بحروف حمراء بارزة. بلغة عربية منطوقة لمن لا يحسنون القرآءة و الكتابة،.بالكتابة العارية من غير مجاملة من يعانون من ضعف البصر والبصيرة،على صفحات مواقع الكترونية مستقلة و متحررة من سيف الرقابة المسبقة.

نكتب بصراحتنا المعهودة المُطلقة بلا مواربة.ماذا فعلتم بنا ؟!.لِمَ دمرتم حاضرنا؟ّ!. جردتمونا من مستقبلنا ؟!. نقسم لكم : انْ لن تهدأّ نفوسنا الثائرة،لن تخبو جمرة غضبنا.لن تنطفيء خمرة النقمة المشتعلة في رؤوسنا الى ان تُعيدوا لنا اوطاننا مثلما كانت حلوة،نقية طاهرة، ثلجية البياضِ كحمام مكة المكرمة..ردوا لنا اموالنا.إرجعوا غاباتنا،اراضينا التي ذهبت سدىً،شواطئنا البحرية المنهوبة.ماذا قدمتم للامة المنكوبة بكم سوى الجرائم المنكرة؟!.من اين لكم هذه ارصدة ذوات خانات سبعة،واحياناً ثمانية،قصور فارهة،سيارات نادرة،مواقع متقدمة؟!.

افضالكم على رؤوسنا.ـ اللئام وحدهم ينسون فضلكم ـ ،لكنما هذه جردة بحسابكم ـ : ضرائب كاوية،اسعار فاحشة،رواتب متدنية، كأننا عبيدُ سخرة.كأن قراصنة بحر جلبونا عنوة من شواطىء نائية،لغسل اقدامكم،لخدمتكم على طريقة "العونة".؟! حُرمت علينا اوزاجنا،إن لم نحاسبكم حساباً عسيرا ؟!.قتلتم روح الفرد ودمرتم روح المجتمع بالخوف.انتهت هذه اللعبة القاتلة بعد ان تبين زيفها وزيف القائمين عليها من شخصيات مريضة سافلة.

اطعمتمونا لحوماً فاسدة، لكنما في مصر اطعموهم حميراً نافقة.اسقيتمونا مياه ملوثة.استوردتم لنا ادوية مقلدة. لعب اطفالنا مسرطنة،بينما مقاعد حماماتكم تستورد من ايطاليا بلا جمركة،تاتي على متن طائرة في الدرجة الاولىمة معززة مكرمة.مواصفاتها اعلى من عالية.مدفوعة اثمانها من جيوبنا،ملفوفة بحرير منسوج من عُرينا،مصقولة كانها مرآة عروس ليلة زفافها،حتى لا تخدش اردافكم الناعمة. ـ اطلقتم ناركم علينا في وضح النهار لكي لا نزعجكم باصواتنا الصارخة: لِمَ لَمْ تتركوا لنا الا اوطاناً منهوبة جائعة محطمة.

ـ يا عاركم ـ، بعد هذه الجرائم المنكرة،تدّعون انكم تعملون لصالح مصلحتنا ـ نكتةٌ"مخجلة"ـ. فليس مستحيلاً ان يُربيَ كلب سلوقي إليةً مُربربة، لكنما المستحيل ان تعمل الانظمة الفاسدة لمصلحة شعوبها.آخر ما بقي من آخر الاسئلة:ـ من هي قوى الخير المؤهلة لكسر خشم الانظمة؟!.اقولها صارخة دونما لفلفة هي: انا،انت،انتم،نحن كلنا. يوم تقع الواقعة ،عندها يا ويلها الانظمة من ناسها، "ليس لوقعتها كاذبة".

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

مصطفى العوامله / اعلامي عتيق04-01-2015

السقف الذي تتربع عليه أخي بسام عال ،لأنك عالي الضمير ، رفيع الخلق ، عروبي حتى النخاع ، وطني تلبسك الوطنية وتتدثر بها حتى اصبحت جزءا من روحك وحياتك ، إن إنفعالك الواضح في رسالتك هذه ناتج عن تفاعل داخلي يجتاح كيانك ، كما يجتاح كل الشرفاء من أبناء الوطن القابضين على الجمر في هذه الظروف الدقيقة الحساسة من عمر الوطن والأمة كنت ولا زلت عاليا وما تحتك من الكتاب الأقزام يتمرغون في الإستجداء والتبعية والإرتهان للدولار والمواقع التي يظنون أنهم وصلوها وما هم في حقيقتهم سوى أمثال حراس البارات والحانات الليلية .
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

الصمادي31-12-2014

ابلغ واجمل ما قرات سلمت يد الكاتب والاحترام للموقع
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

محمد عواد30-12-2014

مقالة رائعة تكشف الاعيب المتلاعبين وحقدهم على رعيتهم
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.