• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مرزوق الغانم فعلها ورب الكعبة ! بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2017-10-29
3600
مرزوق الغانم فعلها ورب الكعبة ! بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

 بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

لم يخطر في خاطري يوماً،ان اكتب عن رئيس مجلس النواب الكويتي مرزوق الغانم.لا معلومات لديَّ ، ولا مرويّات يمكن البناء عليها،لكنني وجدت نفسي مدفوعاً بحب وسعادة للكتابة عنه، بعد ان هز العالم في خمس و اربعين ثانية ـ لا غير ـ بكلمات موجزة صارخة نزلت على وجه اسرائيل و رئيس وفدها كالصفعة ،ونالت اعجاب وتصفيق الوفود مجتمعة :ـ عليك ان تحمل حقائبك،وتخرج من القاعة.اخرج الآن ان كان لديك ذرة كرامة.انكم محتلون و قتلة اطفال.

بمعنى اخرج من فلسطين كلها وارجع من حيث اتيت...في ثوان معدودات قلب الدنيا،وحرك الدم في شرايين الامة الراكدة.احتل اسمه المركز الثاني في العالم على التويتر، والوشم الاول على زنود الشباب العربي.بالضربة الفنية القاضية خرح الوفد العبري مدحوراً تطارده اللعنه، و احرج الوفود العربية المُطبعة، وتلك المهرولة للتطبيع لتحظى بمباركة حاخامات تل ابيب ورضا البيت الاسود.

فهل رأيتم اجمل من حمية البدوي وعروبة العربي حين يتزوبع كالصحراء،و يكنس الصهاينة بعيداً عن وطنه مثل كومة زبالة تنشر الاوبئة.وهل رأيتم احلى من العربي حينما يرتد الى بداوته النقية، حاملاً مناقبها الطيبة من إيثار وكرامة ونخوة.

هذا المرزوق الحسن الاحسن يزداد حُسناً ساعة يمتشق سيفه ويعتلي حصانه انتصاراً للامه. ما نطق به النائب العربي الكويتي ليس تلقائياً ولا عفوياً بل عن حكمة ودراية لإنه شخصية يتمتع بمقومات شخصية فذة.يمتلك رصيداً إيمانياً عالياً بعدالة قضيته.يستند الى ارث عريق من حضارة عربية ضاربة الجذور في بطن التاريخ.

ما فعله رد فعل طبيعي لبرلماني عربي شريف لا يهادن في الحق،لا يقبل ان يرخي آذآنه على مذلة ،ان يساكن ظالم في قاعة واحدة. لم تنطلِ عليه تبريرات البرلمانيين العرب المطبعين المستظلين بيافطة الواقعية السياسية واختلال توازن القوى لصالح ـ اولاد العم ـ،والظروف الدولية التي تصب في صالحهم.مطبعون مؤمنون بكفرهم و شنيع صنعهم ولن يؤمنوا ولو نزلت عليهم آية من السماء تنسف قناعاتهم .لهذا تجدهم يمسكون باسنانهم باتفاقيات العار وخداعها.

يسكرون بمنقوع حبرها مع ان اسرائيل غسلت يديها منها،ولم تف بوعودها،فاليهود امة فطرت على نقض العهود والمواثيق { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية }.صدق الله العظيم. يا الله ما اعظمك حين تتجلى عظمتك ...حتى اذا استيئس الناس و هبطت ثقتهم بالانظمة ،وقالوا متى نصر الله ؟!.

جاءت كلمات الغانم الذي تربى على الانفة في البيت الكويتي لا على الذل و الذيلية،وترعرع على صليل السيوف وصهيل الخيول لا مواخير الليل و دهاليز المؤامرات المسمومة على القضية الفلسطينية.ففتحت نقباً واسعا في جدار العزل العنصري،وكوة في حائط العتمة العربي، ليشرق نور الامل، إيذاناً بطلعة شمس على الامة تكتب بخيوط مضيئة :ـ لاحق يموت حتى لو بقيت " إمرأة عربية حرة واحدة " تصرخ في براري الله الممتدة على امتداد المدى :ـ فلسطين عربية ولن نفرط بحصوة من حصى ارضها لو تكالب العالم عليها باسره. لست وحدك يا فلسطين.فسلام عليك و انت تنزعين الاقنعة عن وجوه العملاء وتعلقين الاوسمة على صدور النبلاء.

سلام عليك و انت المتسربلة بالدم وقد خانك العربان و خذلتك الاعراب .تركوك وحدك نازفة بذرائع كاذبة.فقامت الكويت الحبيبة قيادة وشعباً وبرلماناً،قومة قومية، تضمّد جراحك في زمن البطولات النادرة والهزائم الموصولة.سلام على الكويت و اهلها.كويتنا الحبيبة الدولة الصغيرة الكبيرة التي لم يطأ ارضها يهودي دنس.لم يلوث ارضها مطبع نجس، فبقيت عذراء طاهرة مطهرة.الكويت فوق الشبهات في زمن التلوث.

لم يُخدش سمعتها تطبيع او مطبع، لا فوق الطاولة ولا تحتها.ـ. لان المطبع مشروع جاسوس ـ.الكويت تستحق وسام الشرف العربي ونوط الفروسية.في وقت يعدد الجنرال انور عشقي فضائل التطبيع لتوريط دولته حامية الكتاب والسُنّة لاجل السماح لذوي القلنسوات بزيارة خيبر والتقاط الصور التذكارية فيها والتباكي على عظام الاجداد كما قالت العاهرة جولدا مائير، وهم اليهود انفسهم الذين كنسهم سيدنا محمد من الجزيرة العربية لانهم تآمروا عليه مع عربان الاحزاب في محاولة دنيئة لقتل فكرته الوليدة التوحيدية.اما الجنرال ضاحي الخلفان فقد ذهب ابعد من عشقي باعلانه ان نتنياهو من ذوي القربى،و له صدر الديوان العربي!.

فرية يفتريها خلفان ـ خلف الله على عقله ومعلوماته ـ وهي اكثر فصول العربان مهزلة وخزياً ومهانة. لا عجب ان يحتل اسم مرزوق الغانم صدر صفحات صحف الكرة الارضية.انها عبقرية فلسطين العربية التي تحتل حضوراً باهراً في المحافل الدولية.تراها تمنح اوسمة العظمة لمن ينتصر لها، ولها لعنة تطارد من يعمل ضدها.هي كاؤلياء الله لها كرامة تمنح المحبة و السكينة لاهل القربى وتُنزل اللعنة بكل من يفتري عليها. " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب".من اجل هذا ترفض فلسطين من يقف بين موقفين ـ معها او ضدها ـ،مع مقاومة الاحتلال من الكلمة الى الطلقة او الجلوس على مقاعد النظارة لمشاهدة جنود اسرائيل في رحاب الاقصى.فلسطين المحتسبة امرها لله تتقطع الماً على ما يجري في الوطن العربي من ذبح و هدر للمليارات العربية على الحروب الاهلية.وبذخ الطبقات المترفة حتى بلغ بهم الفجور ان يتناولوا طعامهم بملاعق ذهبية،بينما اهل بيت المقدس و اكنافها باعوا ملاعقهم و صحونهم المنزلية لشراء وجبة طعام تعينهم على الصمود .فاي مفارقة مخجلة يا يهود العرب وصهاينة الردة. الغانم معلم مدهش في بناء معمار اللغة.

استاذ في فن الخطابة المؤثرة التي لا تقف عند الخطوط الحمراء المرسومة للعملاء.فالحقيقة دائما تكمن خلف تلك الخطوط المرسومة باقلام الانظمة القمعية.من يقف عندها احتراماً لها او خوفاً من تجاوزها،هو اما ضعيف او جبان. كلمات الغانم تجاوزت كل الخطوط والمحظورات.كانت رداً على كامب دايفيد، اوسلو،وادي عربة في ان الشعوب لا تعترف باملاءات اليهود على الانظمة، وان الشعوب العربية في واد والحكومات في واد آخر،وهي رسالة للعربان المهرولين بدشاديشهم صوب تل ابيب تقول لهم:ـ يا عربان آخر زمان:ـ استحوا على انفسكم ففلسطين همزة الوصل بين الارض والسماء ومعراج سيد الخلق الى سدرة المنتهى.

فاين ستخبئوون وجوهكم من الله تعالى. كلمات الغانم اعطت درساً بليغاً للانذال حين كسر وثن العجل اليهودي ذي الخوار المقزز، وحطم غطرسة شعب يدعي زوراً انه المختار.مذآك استطالت قاماتنا المقزمة التي قزمتها الانظمة القمعية كما قزمّ اليهود النخلة ليسهل عليهم التقاط ثمرها،واعادت للآية الكريمة المنقوشة على قباب البرلمانات { و امرهم شورى بينهم } قدسيتها.فكلنا نعرف ان لا رأي لنواب الامة ولا شورى لهم،وان ما تحت قباب البرلمانات العربية خرا ف لا تملك امرها.

آرآءهم مثل طينة صلصال يُشكلها السيد الخزاف في الدوائر الامنية كما يشاء.صرخة الغانم الكاشفة نزعت الهالة المكذوبة التي كانت تلف ادعياء ممثلي الشعوب. قطعّتَ حبال البهلوانات الراقصين على الحبال،فضحت ذوي الوجوه المستعارة الذين يضبطون توقيتهم على الساعة العبرية. مندوب دولة عربية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله، سُئل في الامم المتحدة عن معاناة اطفال فلسطين،فرد حرفياً : ـ " انه لم يدرس الملف ".اية مهزلة هذه !.

عربي يقف على سقف العالم،لا يرى ماذا يحدث لاطفال بني جلدته.صحيح ان لم تستح قل ما شئت،بينما يقول الغانم بطريقته الكويتية المحببة للصهاينة : ـ احملوا قشكم وارحلوا عن ديارنا. الغانم الغانم جاء بالنبأ العظيم. شطب " رطانة العربان " العفنة من اللغة العربية.اعاد لها وهجها ،وصحح نطقها من عوج ذميم. في بضع كلمات حسم الفارق بين الخيانة والمقاومة...بين العهر السياسي والموقف البطولي...حدد معالم الطريق يوم رفع مشعل العروبة الوضاء فهزم العتمة شر هزيمة. دمر بثواني ما بناه التطبيع في خمسة عقود،وفي كبسة على زناد كلمة الحق استفاق الشارع العربي الذي ضربه الاحباط من المحيط الى الخليج.

نقول :ـ هنالك صرخات في التاريخ حولت مجراه،قلبت موازينه،سار ما بعده عكس تيار ما قبله. في معركة القادسية،صرخ مقاتل عربي و القتال على اشده مع الفرس :ـ " قتلت رستم ورب الكعبة ". كلمات الجندي المجهول كانت الحد الفاصل بين الهزيمة والنصر.حدث على اثرها تحول تاريخي كبير،وانعطافة عقيدية حادة بإستدارة الوجوه من عبادة " النار " الى عبادة الله " نور" السموات و الارض.فقام للتو الصحابي الجليل،قائد المعركة سعد بن ابي وقاص بالصلاة ثمان ركعات ـ حمداً لله ـ دونما جمع او تأخير في ايوان كسرى.فهل نصلي في الاقصى صلاة الفتح ـ ان شاء الله ـ بعد صرخة الغانم { اخرجوا من بلادنا ايها القتلة } ؟.

قد يقول قائل :ـ ان الكاتب بدأ يُخَرف ويتعالم بما لا يعلم.برهاني الساطع :ـ عسكرياً انتهت الحروب مع اسرائيل والمقاومة انحسرت الى حدودها الدنيا.اصبحت عمليات فردية تحركها النخوة.في ظل هذا الفراغ المروع، وكما لا شيء في الكون يقبل الفراغ،انطلقت في الامة ثورة صامتة اشد و اقوى من ثورات الرصاص.

ثورة استرداد الكرامة.ثورة الانتفاضة على المظالم .ثورة رد الاعتبار للذات المسلوبة انسانيتها.ثورة محمومة تغلي في مراجل الصدور،وبحكم قوانين الاجتماع والفيزياء والكيمياء ستنفجر يوماً، بعد ان امتلأت قلوب اصحابها بمآسي الواقع المخزي.

شعور الانسان بالاستلاب من حقوقه المشروعة في حياة كريمة،ستتحول دراماتيكياً الى عدوان يوجهه المرء اما الى ذاته بالايذاء كتعاطي المخدرات،العنف،الانتحار واما بالانتقام من الآخر.اذآك لن يبقى حجر على حجر من حصون الظلم والقهر. ربما ترونه بعيداً لكنني ـ والله ـ اراه قريباً على مرمى حجر او اقل قليلا. و الايام دول .

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.