جاء لرئاستها من يحركها بالخبرة والتخصص ، فهو يعرف كيفية المحافظة على مسيرة هذه الجامعة واستمرار تقدمها، ويعرف مواقع الانطلاق ، جاء ليقود ها وهو يحمل تصوراً لما يريد للجامعة أن تكون عليه، وما يضمن استمرار دورها وأداء رسالتها بفاعلية، ولان النجاح يحتاج إلى من يزرعونه ويتعهدونه والى إدارة واعية تحافظ عليه وتصونه، جاء حوارنا مع رئيس الجامعة ا.د. مــاهر سليم للاطلاع على ماحققته الجامعة من انجازات وخطوات كبيرة، إضافة للخطط والتطلعات التي تسعى إلى تحقيقها خلال المرحلة القادمة .

الوقائع : بداية نبارك لكم تبوؤكم منصب رئيس الجامعة، الأمر الذي يدفعنا لسؤالكم في بداية هذا اللقاء حول ما في جعبتكم من خطط ومشاريع لتنفيذها خلال المرحلة القادمة والتي سيكون من شأنها تطوير مسيرة "عمان العربية" والارتقاء بها على مختلف الصعد؟

سليم : أنا فخور بأن تم اختياري رئيساً لجامعة عمان العربية التي أنشئت في عام (1999)، جامعة خاصة غير ربحية، كي تأخذ مكانتها المتميزة في التعليم العالي، ولتكون مناظرة للجامعات الخاصة المرموقة في الوطن العربي بشكل خاص وعالمياً بشكل عام. لذا فهي حريصة على القيام بوظائفها وتحقيق أهدافها وأداء رسالتها بكفاءة وفعالية عالية، مثلما هي حريصة على الارتقاء بالتعليم العالي من حيث تحقيق التعليم الجيد والبحث العلمي الرصين، وتوفير خدمة مجتمع عميقة الأثر. 

وتجسيداً لهذا الطموح، قامت نخبة من الشخصيات الأكاديمية المعنية بالتعليم الجامعي، الذين كانت لهم أدوار قيادية في إنشاء وإدارة الجامعات الأردنية، وبمشاركة شخصيات أخرى لها اهتمامها بالتعليم العالي الجيد. وهذه الشخصيات قامت بإيجاد (المؤسسة العربية للتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع)، وهي مؤسسة غير ربحية، لتأسيس (جامعة عمان العربية للدراسات العليا)، لتكون أول جامعة خاصة في المنطقة تنشأ على هذا الأساس، ولأول مرة خلال عام (2009) تم استحداث برنامج البكالوريوس في الجامعة والذي يضم العديد من التخصصات، كما تم تعديل اسم الجامعة ليصبح جامعة عمان العربية اعتباراً من عام (2009) وما زالت الجامعة تخرج فوجاً بعد فوج من الطلبة بدرجة الماجستير في تخصصات التربية والحاسوب وإدارة الأعمال والقانون، ومما يّثلج الصدر أن تخريج هذه الأفواج تم بأيدٍ وعقولٍ أردنية مؤهلة، ترفدها العقول العربية وهذا الأمر ما كان ليحدث إلا باستقطاب هذه النخب من الأستاذة والتي لعبت دوراً فعالاً في إعداد وصقل قدرات طلبتها.

وخلال الفترة الوجيزة التي قضيتها في رئاسة الجامعة توضح لي نقاط القوة التي تمكني من تنفيذ الخطة الإستراتيجية للجامعة بكل قوة واقتدار. ولا يفوتني هنا، إلا أن أثني على أصحاب المعالي والعطوفة رؤوساء جامعة عمان العربية السابقين فبفضل دعمهم الدائم والمستمر وقيادتهم المشعل تم تحقيق النماء والتطور للجامعة في جو ساده التخطيط السليم والعدالة والنزاهة حيث أثبت هذه الجامعة كمنبر أكاديمي سعى لتحقيق التفاعل وتبادل الأفكار بين المعلم والطالب وقد وفر لنا جميعا قاعدة مشتركة للعمل الجماعي الجاد تستند على المبادرة الفكرية والحرية المسؤولة لتكون عناصر فعالةً في تحقيق الإنجازات السابقة، وفي التخطيط لإنجازاتٍ أخرى سنراها تتحقق في المستقبل القريب إن شاء الله.

ولأنني إبن هذه المهنة مارستها بكل محبة فإنني أرى بأن التعليم يؤدي دوراً هاماً في تطوير المجتمع وتنميته وذلك من خلال إسهام مؤسساته في تخريج الكوادر البشرية المدربة على العمل في كافة المجالات والتخصصات المختلفة. ولقد كان للجامعات منذ نشأتها دور ريادي في نشر المعرفة العلمية والثقافية للنهوض بالمجتمع، وهي تعتبر مراكز إشعاع ثقافي للمجتمع تتعرف من خلاله على مشكلاته وتتحرى أسبابها وردود أفعالها السلبية على المجتمع وهي من خلال التشخيص العلمي الدقيق لهذه المشكلات ومسبباتها ، تضع الحلول المناسبة لها وقد لا تقف عند اقتراح العلاج بل تتعداه إلى التجريب والتقويم . والجامعات اليوم أصبحت تعيش مشكلات مجتمعها، وتلعب دوراً بالغاً في حياة الأمم والشعوب على اختلاف مراحل تطورها الاقتصادي والاجتماعي .، وتتحدد الوظائف الأساسية للجامعة في ثلاث وظائف أساسية هي : إعداد الموارد البشرية، وإجراء البحوث العلمية، والمساهمة في عملية التنشئة الاجتماعية ونقل الثقافة. 

وهنا فقد طلبت من كافة الزملاء والكوادر البشرية العاملة في الجامعة فيما يتعلق بالوظيفة الثالثة من وظائف الجامعة وهى وظيفة خدمة المجتمع أن تقدم خدماتها مباشرة للأفراد في المجتمع سواء كان ذلك في صورة برامج تعليمية أو تكاملية كالبرامج التدريبية أو برامج لإعادة التدريب، أو برامج تحويلية تعرض لمهن مطلوبة بالمجتمع لا يتوفر لدى الأفراد متطلباتها، إيمانً مني بضرورة خروج الجامعات الأردنية من عزلتها وأبراجها العاجية وأن تفتح أبوابها على المجتمع لأنه عندما تنعزل الجامعة من المجتمع فهي تتخلى عن الوعي بما يدور حولها وبمن حولها فتصبح معارفها متكدسة لا ترتبط بحركة الحياة المتطورة ويفقد العلم قيمته الاجتماعية بل والمعرفية أيضاً، وبذلك ينفصل التعليم عن احتياجات المجتمع ومجريات الأحداث به وهنا لا يمكن للجامعات أن تحقق وظيفتها الثالثة (خدمة المجتمع ( مما يؤدي لعدم توفير مناخ يتيح ممارسة الديمقراطية وفى المشاركة الفعالة في الرأي والعمل، وعدم قدرة المتعلمين على المشاركة والإسهام في بناء المجتمع وحل مشكلاته، وتناقص الرغبة الجادة لديهم في البحث عن المعرفة وتحدى الواقع واستمرار المستقبل في إطار منهج علمي دقيق يراعى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع.

وقد تم التأكيد على منح صلاحيات واسعة لرؤساء الأقسام بحيث يصبح رئيس القسم هو العميد في قسمه وأعطينا العمادات صلاحيات، ويصبح القرار داخل الكليات حتى يتم حل جميع القضايا الإدارية والأكاديمية داخل الكليات، وتشجيع البحث العلمي وإجراء الدراسات والأبحاث لأعضاء هيئة التدريس والطلبة ومنح الحوافز والمكافآت المالية لحضور المؤتمرات العلمية حتى تحقق مراتب متقدمة بين التصنيفات المحلية والعربية والدولية وقد تحقق بعض الإنجازات مثل حصول الجامعة على المرتبة (81) من بين (800) جامعة عامة وخاصة عربية حسب تصنيف QS، واستمراراً للتعاون مع المجتمع المحلي ومؤسساته تم عقد اتفاقيات جديدة محلياً وعربياً منها: اتفاقيات مع جامعات ماليزية وتركية وأجنبية مختلفة، وتشجيع الطلبة على المشاريع الريادية لأن هذه المشاريع هي من أهدافنا حتى نقدم شيئاً لمجتمعنا بما يخدم إقتصادنا الوطني، لأننا في الجامعة أنشأنا مركزاً اسمه حاضنة الأعمال ونعمل على تطويره وزيادة فاعليته وإنجازاته وعقدنا الاتفاقات مع المراكز المشابهة في المراكز الريادية في المجتمع.وكذلك تم إنشاء مكتب لصندوق الملك عبدالله للتنمية في الجامعة وتم عقد اتفاقية مع الصندوق ، كذلك يوجد مكتب للإرشاد الوظيفي ومتابعة الخريجين.

وكما تعلمون انتهت مدة الخطة الإستراتيجية للجامعة (2014-2017) ونحن بصدد وضع إستراتيجية جديدة من (2017-2020) ولهذا تم تشكيل لجنة برئاستي لوضع الخطوط العريضة لهذه الإستراتيجية وحتى تكون مؤشراً للأداء وسوف يتم التركيز على مؤشرات الأداء لهذه الإستراتيجية وفترة الإنجاز وسينبثق منها إستراتيجية لكل كلية منسجمة مع إستراتيجية الجامعة، ولكل دائرة من الدوائر الإدارية حتى تكون رؤية كل مركز أو قسم أو كلية أو دائرة واضحة، ونسعى لتحقيقها حسب المدة المحددة لأن التخطيط هو أساس كل عمل ناجح وسليم.

الوقائع : ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف خريجي بعض تخصصات البكالوريوس ناتج عن فجوة ما بين مخرجات الجامعات وسوق العمل وعدم المواءمة بين العرض والطلب كماً ونوعاً. فإلى أين ستتجه "جامعة عمان العربية" لمعالجة تلك الفجوة من الإبقاء، أو التجميد، أو الاستحداث في التخصصات؟

سليم : أنا أوافقك الرأي أن هناك ارتفاعاً في معدلات البطالة بين صفوف خريجي بعض التخصصات البكالوريوس لأن هناك فجوة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل وعدم المواءمة بين العرض والطلب كماً ونوعاً. وهذه الظاهرة موجودة في كافة المجتمعات العربية والأجنبية ولا تتحدد بالمجتمع الأردني فقط لأن التخصصات التي تدرس في الجامعات كلها نطاقية مكررة بشكل واسع وسوق العمل الأردني ضيق ومحدود أمام حالة الركود التي يشهدها المجتمع الأردني والعربي والمشكلات السياسية للدول العربية، وقضية نزوح من بعض الأشقاء العرب الموجودين في الإقليم، ونحن نعاني من اختلالات هيكلية في الاقتصاد الوطني وانتشار ظاهرة الفساد في المؤسسات الوطنية فتجعل القيمة المضافة في المجتمع محدودة، وهناك ضعف في الاقتصاد ولذلك فرص العمل قليلة سواء داخل الأردن وخارجه. 

فنحن في جامعة عمان العربية سنعمل على استحداثات جديدة بعيدة عن الوظيفة العامة بل يكون لها رواجٌ في سوق العمل، ونحن في الجامعة عندما نريد استحداث تخصص جديد نعمل على دراسة سوق العمل والحصول على البيانات والمعلومات من ديوان الخدمة المدنية من خلال التخصصات التي لديها إشباع أو فيها نقص ونضع الدراسات في ضوء واقع سوق العمل وحاجاته ولهذا قمنا بفتح تخصصات الهندسة المدنية، والمعمارية والصيدلة لأن الطالب يدخل إلى سوق العمل بعيداً عن الوظيفة من خلال القطاع الخاص وبخاصة أن هذه التخصصات نسبة عالية منها هم من الأشقاء العرب لأن الجامعات العربية تعاني من صعوبات كبيرة، وأولياء الأمور يرسلون أبناءهم إلى الأردن لوجود الأمن والأمان وحالة الاستقرار. 

وكما استحدثنا الحوسبة النقالة وهذا التخصص هو الأول في البلاد العربية، وهناك كلية الطيران بالتعاون مع أكاديمية الطيران المدني ووقعنا شراكة معهم حتى نستفيد من خبراتهم في هذا المجال وكما حصلنا على موافقة تخصص اللغة العربية للناطقين بغيرها. من خلال هذا التوضيح يتبين أن التخصصات المراد استحداثها هي مدروسة وتتلاءم مع سوق العمل وهناك دراسات نقوم بها من أجل استحداث تخصصات نادرة في المجتمع الأردني، وهنالك تخصصات تدرس في الجامعة وتشهد إقبالاً متزايداً، لأننا نتوسع بتأهيلهم وتدريبهم حتى نتميز عن الجامعات الأخرى، ويكون مركز استقطاب من أرباب العمل لأننا نزودهم باداءات ومهارات جديدة وحديثة تتلاءم مع سوق العمل، أما قضية التجميد غير واردة لأننا نتطور ضمن التغير المعرفي والأدائي لهذا الخريج بهذه التخصصات ولهذا نعمل على تغيير وتطوير الخطط حسب متطلبات سوق العمل.

الوقائع : التميز هو الكلمة الفصل في كل ما تسعى إليه الجامعة لتحقيقه ويقاس التميز بالنظر إلى كفاءة كوادرها، وتميز طلابها. فهل من مواصفات لعضوية هيئة التدريس والموظف، والطالب الذي سوف تسعى "عمان العربية" إلى استقطابه؟

سليم : نعم رؤية الجامعة هي الريادة والتميز فهذه صفة العصر، ولأن قصص نجاحٍ ونمــاء الوطن تكمن بتطور القطاع التعليمي فيه، فهو يشحذ عزيمة الإنسان الأردني والتي تكاد تبدو للوهلة الأولى ضرباً من الخيال، ولكنها للعين البصيرة المدركة، حقـائق واقعيةً ومنطقيةً. فلم يعد التعليم بكافة مراحله بمعزل عن البيئة التي يوجد فيها، بل هو جزء منها، يتفاعل معها في تشكيلها، فهو إلى جانب تزويد النشء بالمهارات الأساسية للمعرفة فهو يسعى أيضاً لإعداد الكوادر البشرية لسوق العمل ،والبحث العلمي ، يجب أن يسهم في حل مشكلات المجتمع الذي يوجد فيه ، وهذا يقتضي منه أن يرسم سياساته في ضوء ما تتطلع إليه بيئته والظروف المحيطة، ومدى احتياجات المجتمع ، ودرجة التنمية التي يجب أن يحققها.

ولهذه الجامعة تاريخ طويل في الدراسات العليا، وأخذت سمعة كبيرة بين الجامعات الأردنية العامة والخاصة والعربية.وخرجت أفواجاً من الطلبة الذين احتلوا مواقع قيادية وساهموا في تنمية مجتمعاتهم بشتى المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ودورهم مميز لأنهم يمتلكون المهارات الأدائية والمعرفية والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فصورتهم واضحة ونشاطهم واضح في كل المجالات. وعليه فنحن في الجامعة لا زلنا نحرص على التميز في كافة البرامج والتخصصات سواء على مستوى الماجستير أو البكالوريوس، والتميز هنا يكون في إعداد وتأهيل الطلبة الخريجين فيجب أن نضع نتاجات طموحة، حتى تتلاءم مع مستحدثات العصر من خلال التخصصات والخطط الدراسية التي تجمع بين النظرية والتطبيق والتوسع في الورش والمشاغل والتدريب لأن هذا يؤدي إلى التميز والريادة، وسنعمل على التعاون مع الجامعات الأجنبية حتى نكوّن شراكة حقيقية والاستفادة من فرص التدريب في هذه الجامعات.

أما أعضاء هيئة التدريس فقد تم استقطاب خيرة أعضاء هيئة التدريس من أبناء الوطن من خريجي الجامعات الأردنية والعربية والأجنبية، ووضعت لهم الحوافز فهم من ذوي السمعة العلمية والأكاديمية ولهم إنجازات علمية ودراسات بحثية من خلال المشاركة في المؤتمرات المحلية والعربية والدولية من خلال تشجيعهم على حضور المؤتمرات والنشر في قواعد بيانات علمية مرموقة، إن العاملين في الجامعة يتم عقد الندوات والدورات التي ترفع من سويتهم العلمية والعملية وبالتعاون مع أعرق المراكز العلمية. ونحن نعمل على استقطاب الطلبة ذوي المعدلات العليا في الثانوية العامة ونمنحهم الخصومات التشجيعية من الرسوم والأقساط الدراسية وفي حالة توفر إنجازات ريادية أو إبداعية لهم نزيد من المكافآت والحوافز، وبهذا نوفر البيئة المتميزة إلى الطالب، وعضو هيئة والتدريس ، والإداري.

الوقائع : الملاحظ بأن هناك انخفاضاً ملحوظاً ومتزايداً في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات الخاصة وخاصة خلال ثلاث سنوات، فأين تقف "جامعة عمان العربية" من هذا التحدي؟

سليم : صحيح أن هناك انخفاضاً ملحوظاً ومتزايداً في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات الخاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، نتيجة انخفاض أعداد الطلبة الناجحين في الثانوية العامة لكن الجامعة لم نتأثر إطلاقاً. فقد وصلنا إلى حد الطاقة الاستيعابية للجامعة في معظم التخصصات فهناك تخصصات مغلقة وقسم كبير على قائمة الانتظار، وهذا ناتج كما قلت في الأسئلة السابقة عن استحداث تخصصات جديدة غير نطاقية مع الجامعات الخاصة والعامة؛ ولذلك هناك إقبال كبير على هذه التخصصات، وفي العام الماضي رفعنا الطاقة الاستيعابية ونحن في هذا العام سنعمل على رفع الطاقة الاستيعابية مرة أخرى.

وكذلك وانسجاما مع فلسفة وخطط الجامعة بتنفيذ مجموعة من الفعاليات والخدمات التربوية والتعليمية فيها بهدف إعداد النشء الفعال والمنتج القادر على تحمل المسؤولية ومواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها والقادر على تلبية حاجاته وحاجات مجتمعه والنهوض به، فسياسة القبول المتبعة في الجامعة ومنها تقديم التسهيلات المالية للطلبة كتقسيط الرسوم على دفعات، وتشجيع الطلبة المتميزين، تعتبر حوافز أدت لزيادة الطلب على الجامعة وعلى تخصصاتها.وكما السمعة الطيبة التي تتمتع بها الجامعة والعراقة في التدريس الجامعي كلها عوامل جذب للطلبة بالإضافة إلى توفر الخدمات الطلابية التي نسعى إلى تأمينها للطلبة والأنشطة والاحتفالات والزيارات في المناسبات الوطنية والثقافية والدينية والقومية.

وأحب أن أنوه بأنه لمن دواعي سروري أن أرى طلبة من جميع الدول العربية والإسلامية اختارت الالتحاق في جامعة عمان العربية من (23) جنسية كي تجني ثمار العلم من هذا الصرح فجامعتنا تتميز بجملة من المزايا التي جعلتها من الجامعات الرائدة في مجال التعليم والبحث وخدمة المجتمع في المنطقة، فهي جامعة أردنية وطنية تعليمية بحثية خاصة غير ربحية. وكان لها قصب السبق في منح درجتي الماجستير والدكتوراه في عدد كبير من التخصصات، وهي ملتزمة بخدمة المجتمع وتنميته، وكانت الجامعة الأردنية الأولى التي تحرص على تحكيم أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير قبل مناقشتها من قبل محكمين خارجيين، كما وتقدم للطلبة العديد من المنح الدراسية والخصومات، وفيها مكتبة حديثة تحتوى على ما يزيد عن (85000) من المواد المكتبية، وموقعها الدائم يشرف على مناطق واسعة من محافظتي العاصمة والبلقاء، وقد شيدت مبانيها وفق أفضل الأسس والتصاميم الهندسية العالمية، لتوفير جو من المتعة والراحة والنمو العلمي والنفسي للطلبة.

الوقائع : البحث العلمي أحد أعمدة الجامعة الرئيسي، هل هناك معايير اعتمدتها الجامعة كمحددات لتحقيق أهدافها ومشاريعها فيما يتعلق بتطوير وتنمية البحث العلمي بالجامعة؟

سليم : يعتبر البحث العلمي المعيار الأهم وهو المشار إليه في رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها، نحن نعترف أن الحضارة الإنسانية وصلت إلى الكم الهائل من المعرفة ونتاج البحث العلمي، فالدول المتقدمة تخصص جزءاً من ميزانيتها للبحث العلمي، وتحاول أن تحل مشاكل البشرية من خلال البحث العلمي كما أن الجامعات ركزت على البحث العلمي للحصول على تصنيفات دولية لهذه الجامعات واحتلال مراتب متقدمة من خلال البحوث العلمية وعددها ونوعيتها ومراكز النشر والمجلات المفهرسة والمبوبة دولياً، ومن خلال قواعد بيانات عالمية مثل (Ulrich و Scopus) وغيرها، وقد اتخذت الجامعة عدة إجراءات في هذا الصدد ،منها:

تشجيع أعضاء هيئة التدريس والطلبة على تقديم إنتاج علمي رصين يخدم البشرية ويحقق الرفاه للمجتمع، وتم وضع الحوافز والجوائز من أجل ذلك.فهناك حوافز مالية للطلبة وأعضاء هيئة التدريس على حضور المؤتمرات المحلية والعربية والدولية، كي يكون لنا حضور فاعل ومؤثر في مجال البحث العلمي.كما تم إطلاق مجلة جامعة عمان العربية للبحوث كمجلة علمية محكمة.ونشر بحث علمي من طلبة الماجستير كمتطلب تخرج.كما تم وضع شرط التقدم على دعم من صندوق البحث العلمي في الجامعة كمتطلب للتقدم للترقية لأعضاء هيئة التدريس.

فالبحث العلمي محور رئيسي في الحصول على شهادات الجودة سواء الأردنية التي تمنحها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية أو الشهادات التي تمنحها المراكز المتخصصة في العام وهذا يخدم التخصصات التي تدرس في الجامعة، وهناك اتصالات نقوم بها ونعمل على تحقيقها تمهيداً للحصول على شهادة الجودة، بغير ذلك لا نستطيع التقدم لهذه المراكز أو المؤسسات مثل ABET و NAPP وعقدنا المؤتمرات العلمية من أجل تحقيق الأهداف المرسومة وعقدت كل كلية مؤتمرها الخاص بها وسنستمر بذلك.

الوقائع : تتخذ بعض الجامعات منذ وقت مبكر الاعتماد الأكاديمي معياراً من معايير الثبات والاستمرار في استراتيجيتها التعليمية، فأين تقف "جامعة عمان العربية" من معيار الاعتماد الأكاديمي؟

سليم : نحن نعتمد في استراتيجيتنا التعليمية داخل الجامعة في محور التعليم على تهيئة الظروف والإمكانات والفرص التعليمية من أجل أن تكون العملية التعليمية التعلمية محققة لأهداف المساقات ومحددة في نواتج تعلمية لكل مساق ومادة دراسية متفقة مع نواتج التعلم لكل برنامج دراسي وحرصنا أن تكون نتاجات التعلم نصب عين عضو هيئة التدريس حتى نحقق الكفايات المعرفية والأدائية لكل تخصص ونحن نعمل على تحقيق معيار الاعتمادات الأكاديمية ونعمل على توفير كل المستلزمات والشروط بشكل مستمر حتى نحصل على شهادة ضمان الجودة التي تمنحها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية لأن هذه الشهادات هي اعتراف رسمي بسلامة كل العمليات داخل الجامعة.

الوقائع : ماذا عن شراكاتكم وتواصلكم مع الجامعات المحلية والعربية والأجنبية، وكيف ترون شكل العلاقة بينكم وبين الأطر التربوية العالمية؟

سليم : نسعى ونعمل على إيجاد شراكات وتواصل مع الجامعات المحلية والعربية والأجنبية لأن هذا يوفر لأعضاء هيئة التدريس والطلبة تبادل الخبرات والزيارات؛ ولذلك وقعنا عدة اتفاقيات منها اتفاقية مع الجامعات المحلية، لأننا سنحاول إعادة برنامج الدكتوراه ونؤمن متطلبات استمرار هذا البرنامج، لأن وزارة التعليم العالي الأردنية تشترط لفتحه عقد اتفاقيات مع جامعة وطنية وأجنبية، ووقعنا مع جامعة أجنبية إنجليزية وهناك مشاورات مع جامعة وطنية كما وقعنا اتفاقية مع جامعة من كوريا الجنوبية، وخرجنا عدداً من الطلبة الكوريين في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهناك اتفاقية مع جامعة ماليزية عريقة من أجل تدريسهم اللغة العربية، ووقعنا مع جامعات تركية، والهدف هو تأطير العلاقة التربوية مع هذه الجامعات ضمن منظومة متكاملة داخلية وخارجية خدمة لطلبتنا والاستفادة ممّا وصلت إليه هذه الجامعات من تقدم وازدهار، والآمال كبيرة وعريضة وسنصل إلى ما نريده تحت ظل القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، حماه الله