• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

وهم المعرفة وبلاغة الثرثرة ! بقلم الاعلامي . بسام الياسين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2018-12-10
1765
وهم المعرفة وبلاغة الثرثرة ! بقلم الاعلامي . بسام الياسين

 قطع " الثوار رأس تمثال " ابو العلاء المعري "،الفيلسوف الوادع و الشاعر الرائع،الرافض لتناول اللحم شفقة على الحيوان من الذبح،والداعي لتحرير الانسان ذاته بذاته من ميوله العدوانية، بتطهير داخله من العنف والضغينة.بلغ المعري قمة ـ الغيرية ـ بحبه للآخرين حين انشد للمطر :ـ ( فلا نزلت عليَّ ولا بارضي / سحائب ليس تنتظم البلادا ).

الجهلة اساؤوا له لانهم لم يقرؤوا تاريخه، ولم يعرفوا مواقفه السياسية المعارضة لحكام عصره المستبدين،فقد كان من اوائل المنادين لحقوق الانسان،وقد بلغ من الرقة،الدعوة لعدم إيذاء حشرة لانها ذات روح وإحساس.رغم هذا،قطعوا رأسه وداسوا على انفه.ذريعتهم انه كان ملحداً،حيث لم تشفع له عمق ثقافته وسعة اطلاعه وهو صاحب " رسالة الغفران "،اول رسالة خيالية عند العرب قاطبة،التي نسج على منوالها دانتي " الكوميديا الآلهية ".

الجاهل الذي حاول نحر الروائي نجيب محفوظ،حامل جائزة نوبل،اعترف انه لم يقرأ له كتاباً....و في "معلولا "، مدينة المعالم القديمة المقدسة،التي يتكلم اهلها الآرامية حتى يومنا هذا،لغة سيدنا المسيح عليه السلام.اطلق الدواعش النار على صورة العذراء عليها السلام داخل الكنيسة، بحجة حرمة التصوير.لم يحترموا ان لها سورة في القرآن الكريم تفطر القلب عند سماعها،وهي ام سيدنا عيسى عليه السلام،نبي الله وكلمته. كذلك ما فعلته مليشيات طالبان عام 2001 بالهجوم الصاروخي على تمثالي بوذا في افغانستان،جريمة كبرى و إغتيال للذاكرة التاريخية والموروثات الحضارية.المضحك ان يتغنى،الزعيم الطالباني الملا عمر:ـ " لأن أُبعث محطم الاصنام ،خير لي من ان ابعث بائعَ اصنام ".وكأن طريق الجنة مفروشة بحطام الاثار،وتدمير النفائس،وإعمال السيوف في رقاب الصحافيين ومراسلي وكالات الاعلام ....افعال تناقض، وصية سيدنا ابي بكر الصديق، لجنود المسلمين نقتطف منها:ـ لا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة... وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع،فدعوهم وما فرغوا......

". من انجازات "الثورجية" مؤخراً،قطع اصابع تمثال الشاعر ابي نواس وسط بغداد.حادثة اختلف المفسرون حول الدافع وراء بتر اصابع الشاعر، فذهبوا مذاهب شتى.فريق ادعى انهم فعلوها، تيمناً بما فعله ثوار ليبيا بفرم اصابع سيف الاسلام القذافي التي لوّح بها مهدداً بإزدراء " جرذان " الشعب الليبي .فريق ثانٍ قال انهم مجرد، لصوص قصوا الاصابع لبيعها نحاساً في سوق الحرامية، بسبب سوء اوضاعهم.الفريق الثالث له رأي مغاير فقال:ـ كان من عادة ابي نواس، اذا اشتد سكره، ودارت الخمرة برأسه ان يشير باصبعه الوسطى الى ندمائه من علية قومه،استهتاراً بهم لمعرفته مخازيهم ونذالة مواقفهم.خصوصاً في جلسات الانس حيث تسقط الهالات الرتبوية،وتوحدهم ( القنينة )،عندها يصبح لا فرق بين مدير مؤسسة وماسح احذية .

تمثال ابو نواس الحالي يشير بذات الاشارة البذئية للحرامية الذين يضطرون للمرور من تحته،فدفعوا صبيانهم لقطع اصابعه، لإعتقادهم انهم المعنيون بـ "الاشارة "وهو ما يُعرف في علم النفس بالاسقاط . ما ان انتهت تلك الزفة تكسير،حتى فجَّر الممثل الحاراتي عباس النوري، قنبلة طائفية،لاطماً وجهه باثر رجعي مقداره الف عام على الدولة الفاطمية.

طالباً تحطيم تمثال " صلاح الدين "،لإحياء ثارات الحسين،واستعادة حروب " داعش والغبراء.لم يدرِ النوري ان الايوبي يحتل مكانة مرموقة في قلوب اكثر من مليار مسلم.الانكى وصف صلاح الدين بالعمالة للصليبيين وانه لم يكن شيئاً مذكورا....اسلوب سوقي هابط وكلام سطحي فارغ، لا يستند الى سند تاريخي ولا يقوم على معلومة انما يدل على وهم بالمعرفة وعمق ثقافة الثرثرة وتدهور اخلاقي.موضة رشق الرموز هذه عادة عربية بامتياز، سبقه اليها الكاتب اسامة عكاشة الذي الصق النقائص بالصحابي عمرو بن العاص.

حركات مفضوحة لتسجيل " حضور " بعد انحسار الاضواء عنهم،كما تفعل ـ الفنانات المحترمات ـ في الحفلات، بارتداء ملابس فاضحة لشد الانتباه. استثمار السعار الطائفي،دعوة مكشوفة للثأر القبلي،وإشعال لأحقاد المسلمين الدفينة،هدفها فتح عيون العامة على ماضٍ انتهى وإغماضها عن واقع اشد قتامة من ليلة محلولكة.فالدندنة على وتر الطائفية للإطاحة بصلاح الدين لا تختلف عن توظيف قميص عثمان لبقاء دورة الدم دائرة.لعبة سياسية للإستئثار بالسلطة و ليس حباً لسيدنا "علي " ولا حزناً على سيدنا "عثمان"، مما تهدد بفتح ابواب جهنم على مصاريعها،الكل خاسر فيها،فيما الحكمة تقتضي الابتعاد عن غرائز الانحطاط المدمرة.........!.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.