- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
لماذا يلدغ البعوض بعض الأشخاص أكثر؟ .. استشاري وبائيات يجيب
مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار البعوض، يلاحظ كثيرون أن بعض الأشخاص يتعرضون للدغات أكثر من غيرهم. هل هذا مجرد وهم أم أن هناك عوامل تجعل بعض الأجسام أكثر جذبًا للبعوض؟ وهل يمكن الوقاية منها؟
استشاري الوبائيات الدكتور بسام حجاوي أوضح لـ عمون، أن البعوض من فصيلة الحشرات من رتبة ذوات الجناحين، تمتص إناثه دم الإنسان، ويعد الناموس أيضًا من أسماء البعوض، ولا يوجد فرق بينهما. وعندما يلدغ البعوض الأشخاص، فإن ردود الفعل الأكثر شيوعًا هي الحكة والتورم، ويمكن أن تكون بعض أنواع البعوض ناقلة لعدد من الجراثيم المسببة للأمراض، وهناك أنواع أخرى تلدغ الأشخاص دون نشر أمراض. وهو أحد العناصر المهمة للحفاظ على التوازن البيئي، وهو غذاء لكثير من المخلوقات مثل الضفادع، وهي أول حشرة ذُكرت في القرآن.
وأكد حجاوي أن أنثى البعوض هي التي تلدغ وليس الذكر، واما الذكور فتتغذى على خلايا الزهور والثمار، ولا تتغذى على الدم.
وأشار إلى أن البعوض يعيش في معظم أنحاء العالم، حيث يمكن العثور على أكثر من 3500 نوع من أنواع البعوض. وتُعتبر المياه الراكدة بيئة مثالية لتكاثر البعوض، حيث تضع الإناث بيضها على سطح الماء الذي يفقس خلال أيام قليلة. وتشمل مصادر المياه الراكدة الأحواض غير المغطاة، وبرك المياه، وخزانات المياه غير المغلقة، وحتى المزاريب المسدودة.
وفيما يتعلق بعوامل انتشار البعوض في المنازل والمناطق السكنية، قال حجاوي لـ عمون، إن 'هناك عدة عوامل تؤدي إلى انتشار البعوض في المنازل والمناطق السكنية. من أهمها تجمعات المياه الراكدة وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، فيزداد انتشاره في فصل الصيف. كما يزداد انتشاره قرب مصادر المياه والمستنقعات. كذلك، فإن تراكم النفايات والمخلفات العضوية، خاصة المتحللة (التي توفر له بيئة خصبة للتكاثر)، وسوء التخلص من القمامة يزيد من أعداد البعوض. كما تُعد الإضاءة الجاذبة للبعوض سببًا آخر، إذ أن المناطق المضاءة في الليل تكون عرضة لهجوم أسراب البعوض. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوافذ والأبواب المفتوحة دون حواجز أو شبك، تسمح للبعوض بالدخول بسهولة إلى داخل المنزل، مما يزيد من معاناة السكان'.
أما عن الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص عرضة للتعرض للدغات البعوض أكثر من غيرهم، أوضح حجاوي أن البعوضة تتمتع بقدرة على شم ضحاياها، حيث تنجذب نحو الأشخاص الذين لديهم مستويات بخار ماء أو حرارة محيطة بهم. كما أن هناك روائح معينة يفرزها جسم الإنسان (الجلد)، خاصة تلك التي تحتوي على أحماض دهنية، تجذب البعوض أكثر من غيرها. وعلى النقيض، فإن رائحة العرق ليست محببة للبعوض، فهو ينفر منها ويفضل البشرة الدافئة.
ويعتبر الأشخاص الذين فصيلة دمهم (اوه) أكثر عرضة لشهية البعوض بنسبة تصل إلى 83%، بينما فصيلة دم (ايه) هي الأقل اجتذابًا. كما أن الأشخاص الذين يخرجون مبكرًا عند الفجر أو الغسق يكونون أكثر عرضة.
أما بالنسبة للملابس، فالأشخاص الذين يلبسون ملابس ذات الألوان الداكنة والسوداء يكونون أكثر عرضة، ولكن البعوض يخاف ويتجاهل الألوان (الأخضر، والأزرق، والأبيض، والأرجواني). ويطير البعوض ويقترب من الألوان الحمراء أو البرتقالية أو السوداء أو البنفسجية.
وأظهرت دراسة، بحسب حجاوي، أن البعوضة لديها حاسة إضافية تمكنها من تحديد مصادر الأشعة تحت الحمراء، التي تكون أكثر في فصل الصيف. وينجذب البعوض للأشخاص الذين يفرزون كمية أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون. وهذا ينطبق على الأشخاص طوال القامة (لديهم رئتان أكبر حجمًا)، حيث يستنشقون ويفرزون كمية أكبر من الهواء، فيتعرضون لمزيد من لدغات البعوض.
وأكد أيضًا عدم إمكانية انتقال عدوى فيروس الإيدز عن طريق البعوض، ولكن يمكن أن ينقل الأمراض التالية: الملاريا، وفيروس غرب النيل، والحمى الصفراء. وهذه الأنواع من البعوض غير موجودة في البيئة الأردنية. ويكره البعوض رائحة اللافندر، كما أن القهوة المطحونة تعمل على امتصاص الرطوبة التي يحتاجها الناموس للتكاثر، وتطلق رائحة تزعج الحشرات بما فيها البعوض. ومعظم أنواع البعوض لا تنجذب إلى الضوء، بل إلى حرارة الجسم وثاني أكسيد الكربون، لأن لهما تأثيرًا أقوى.
وتابع بأن العوامل الوراثية، بشكل عام، مسؤولة عن 85% من انجذاب بعض الأشخاص للبعوض أكثر من غيرهم. ويفضل البعوض لدغ النساء الحوامل بسبب تغير الهرمونات التي تحدث خلال فترة الحمل وزيادة ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الفم. ولا يوجد دليل علمي على أن البعوض يفضل لدغ مرضى السكري أكثر من غيرهم، ولكنها مجرد فرضيات؛ لأن التغيرات في رائحة الجسم الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم قد تزيد من فرصة التعرض للدغ البعوض، كما أن كثرة الهرمونات قد تؤثر.
ونوّه حجاوي إلى وجود بعض الملاحظات العامة حول لدغات البعوض، حيث يمكن أن تتراوح لدغات البعوض في الحجم من مجرد بقع صغيرة إلى كدمات كبيرة، إذ ترتبط بكيفية استجابة الجهاز المناعي لكل شخص للعاب الذي تدخله البعوضة عند اللدغة. فعندما يلدغ البعوض، فإنه يحقن اللعاب عند سحب الدم. ويحتوي هذا اللعاب على بعض مضادات التخثر والبروتينات، مما يحفز جهاز المناعة على الاستجابة لهذه المواد الغريبة. وكذلك الهيستامين، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم عندما يقاوم جهاز المناعة مسببات الحساسية، مما يسبب الحكة والتهاب اللدغة عند بعض الأشخاص دون غيرهم.
وأضاف: حين يرغب البعوض في اختيار الضحية يبدأ بشم القدم أولًا، ثم ينتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى، فغسل القدمين وارتداء جوارب نظيفة ينفر البعوض. كما أن وضع مراهم خاصة ضد اللسع يعتبر مفيدًا ويغير من رائحة البشرة. كما أن المصابيح فوق البنفسجية التي تُستخدم للتحكم في الحشرات غير فعالة ضد البعوض. ويجب عدم حك موضع اللدغة بشدة لمنع أي نوع من رد فعل الجلد أو العدوى.
هذا، وتزول لدغة البعوض (النتوءات) في غضون بضعة أيام دون علاج. ويكره البعوض الرائحة القوية للحمضيات أو البرتقال. كما أنه يطن حول الأذن لأنها منطقة قريبة من مصدرين يجذبان البعوض: ثاني أكسيد الكربون والحرارة.
واختتم حجاوي بأن البعوض قد ينتشر في فصل الشتاء أيضًا، بسبب توفر البيئة المناسبة لتكاثره، مثل المياه الراكدة ودرجات الحرارة المعتدلة داخل المنازل، مجددًا تأكيده أن الذكور من البعوض لا يلدغون، وإنما الإناث، للحصول على الدم الذي تحتاجه لتطوير بيوضها، ولا فرق في اللدغة بين الأشخاص أصحاب البشرة السمراء أو البيضاء، وإنما يعتمد الأمر على رائحة الجسم ودرجة الحرارة والملابس المناسبة.
