• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

دولة القانون في وجه البلطجة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-11-21
465
دولة القانون في وجه البلطجة

 مالك العثامنة

 

إذا كنا ننادي بدولة مؤسسات وقانون، فلا يجوز ان نتعامل مع ذلك كشعار مناسبات، فالدولة لا تُبنى بالتذمر ولا بالثرثرة، ولا تنهض بالصوت العالي في منصات الضجيج، بل حين نقرر ان نحتكم الى المؤسسات التي وُجدت لتحمي الحق وترد الظلم وتكسر حلقات الترهل والفساد التي تخنق الاستثمار وتضعف الثقة.

نظريا، لدينا منظومة دستورية وقانونية تشكل القناة السليمة للشكوى والتبليغ، لكن قوة هذه المنظومة لا تظهر إلا حين نختبرها، وحين نضعها امام محاولة تفلت او استقواء او استثمار في ثغرات قانونية يستغلها من يرى نفسه فوق المحاسبة، وعبر اسبوعين كاملين عايشت تجربة تكشف ان الدولة، رغم كل ما يقال، ما تزال قادرة على استعادة حضورها حين تتوفر الارادة.

مجموعة من الشباب الأردني اسست شركة ناشئة في قطاع التطبيقات الذكية، وضعت فيها رأس المال والخبرة والعرق، وشغلت مئات الشباب ضمن بيئة محترمة وقانونية، لكنهم وجدوا انفسهم امام منافسين دوليين يستخدمون ادوات قانونية ملتبسة اشبه ببلطجة مغلفة، ونجح هؤلاء في استغلال ثغرات كادت تُسقط الشركة الاردنية من السوق الذي بدأت تثبت نفسها فيه بصعوبة.

حين وصلتني الحكاية، نقلتها الى العين مصطفى الحمارنة رئيس لجنة الخدمات في مجلس الاعيان، فاستمع مشكورا وبحس عالي من الاهتام الوطني الى التفاصيل بدقة، وبدأ بمخاطبة الجهات المختصة وجمع الوثائق اللازمة، ثم عقد جلسة استماع كاملة للجنة ليستمع الاعيان مباشرة لاصحاب الشركة ويضعوا القصة تحت ضوء القانون والتعليمات والأصول، مع ذات الحس الوطني المرتفع والحكيم، وخلال ايام تجاوبت المؤسسات التنفيذية والوزارات المعنية بمجرد ان تحرك المسار الرقابي، وتم الوصول الى حلول تحمي الشركة وتوقف التغول وتحفظ حق الشباب وفق القانون والانظمة.

في الوقت ذاته كان الجدل محتدما حول شكوى اطلقها مستثمر اردني معروف عبر وسائل التواصل، ما دفع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الى التأكيد بوضوح على ضرورة مواجهة اي تعطيل او فساد او ترهل يواجه الاستثمار، وعلى ان قنوات الدولة الدستورية مفتوحة للجميع، بدءا من مكتبه في الرابع ووصولا الى اخر مؤسسة مختصة، وقد لخصت لدولته قصة في تواصل مباشر عن قضية الشركة الشابة فجاء رده متسقا تماما مع فكرة دولة القانون التي لا تساوم على حق ولا ترتبك امام نفوذ.
وهكذا انتهت القصة، لا بضجيج، بل بإحياء معنى الدولة حين تقرر ان تمارس دورها.

الدولة.. هي ألا تسمح للبلطجة ان تتخفى خلف القانون.

الغد

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.