الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
زمن التحالفات المؤقتة ومنطق الصفقات الواضحة
مالك العثامنة
لم تكن الصورة التي جمعت الرئيس دونالد ترامب مع عمدة نيويورك المنتخب ممداني أكثر من استهلال صغير لمشهد سياسي أكبر، فهي لقطة عابرة لكنها تكشف أن الرجل الذي اعتاد رفع السقف في خطابه قادر في لحظة واحدة على تليينه عندما تفرض المصلحة ذلك، وهذا الاستهلال يكفي للدخول إلى الفكرة الأصلية التي تتجاوز الأشخاص وتصل إلى طبيعة التحول الأميركي نفسه.
ترامب ليس المشكلة، فالرجل مهما بدا مثيراً للجدل يبقى جزءاً من مشهد أكبر بكثير، والمشهد الأميركي اليوم يعيد تعريف نفسه ودوره، والعالم من حوله يتحرك بسرعة لم تعد تسمح لتلك الدولة العظمى بالتصرف وفق القواعد القديمة.
كانت الولايات المتحدة تبني ثقلها على مبدأ بسيط لكنه عميق، أن ما تعد به تلتزم به، وأن شبكة تحالفاتها ثابتة ولا تخضع لمزاج اللحظة أو لتبدل الوجوه في البيت الأبيض، هذه القاعدة اهتزت خلال العقود الماضية، وجاء ترامب ليجعل الاهتزاز أكثر وضوحاً لكنه لم يكن أصل المشكلة.
العالم نفسه تغيّر، فأوروبا تبحث عن استقلال استراتيجي، ودول شرق آسيا بنت مسارات مع الصين تجعل الاعتماد الكامل على واشنطن خياراً مكلفاً، والتحولات الاقتصادية والتكنولوجية خلقت واقعاً لم تعد فيه الولايات المتحدة قادرة ولا راغبة في دفع كلفة الدور القديم، ومن هنا يصبح ترامب تسريعاً لمسار كان يجري أصلاً، فعدم القدرة على توقع الموقف الأميركي لم يعد مرتبطاً بشخص الرئيس وحده، بل ببنية السياسة الأميركية التي تتعامل اليوم مع العالم بمنطق جديد.
وهنا تبرز معضلة العرب، فالعلاقة التقليدية التي افترضت أن واشنطن حليف أبدي وأن التزامها ثابت لم تعد صالحة، ولم تعد السياسة الدولية قائمة على المعسكرات، بل على منطق أبسط لكنه أكثر مباشرة، منطق العرض الأفضل، في عالم يتصرف فيه الجميع وفق حساب الكلفة والمصلحة، لا يمكن للعرب أن يدخلوا إلى علاقتهم مع واشنطن بالذهنية القديمة، فالتحالفات لم تعد دائمة، بل هي عقود مؤقتة تتجدد فقط عندما يكون لكل طرف مكسب واضح.
أميركا اليوم تفكر كدولة تعيد تعريف دورها وحدود نفوذها، وتعيد حساب كلفة كل شراكة، وتختبر قيمة كل شريك، ومن يريد من العرب أن يضمن حضوره في أجندة واشنطن عليه أن يتعامل معها بمنطق ترمبي من دون ضجيج، لا بمعنى التصعيد ولا بحركات غير محسوبة، بل بمعنى الواقعية التي تضع مصالحها على الطاولة بلغة واضحة وتقدم ما يبرر استمرار الشراكة.
وهنا يصبح السؤال الذي يجب أن يواجهه العرب بجرأة أكبر، ليس كيف نلحق بالموقف الأميركي، بل كيف نصنع موقفًا يجعل واشنطن هي التي تعيد حساباتها تجاهنا، فالعالم لا ينتظر أحدًا، وأميركا نفسها لم تعد تنتظر، ومن لا يحدد مكانه في خريطة المصالح الجديدة سيجد أن غيره قد حدده نيابة عنه، وهذه قاعدة العصر التي لا تنفع فيها العاطفة بل ينفع فيها فقط من يملك القدرة على تقديم ما لا يمكن الاستغناء عنه.
'الغد'
ترامب ليس المشكلة، فالرجل مهما بدا مثيراً للجدل يبقى جزءاً من مشهد أكبر بكثير، والمشهد الأميركي اليوم يعيد تعريف نفسه ودوره، والعالم من حوله يتحرك بسرعة لم تعد تسمح لتلك الدولة العظمى بالتصرف وفق القواعد القديمة.
كانت الولايات المتحدة تبني ثقلها على مبدأ بسيط لكنه عميق، أن ما تعد به تلتزم به، وأن شبكة تحالفاتها ثابتة ولا تخضع لمزاج اللحظة أو لتبدل الوجوه في البيت الأبيض، هذه القاعدة اهتزت خلال العقود الماضية، وجاء ترامب ليجعل الاهتزاز أكثر وضوحاً لكنه لم يكن أصل المشكلة.
العالم نفسه تغيّر، فأوروبا تبحث عن استقلال استراتيجي، ودول شرق آسيا بنت مسارات مع الصين تجعل الاعتماد الكامل على واشنطن خياراً مكلفاً، والتحولات الاقتصادية والتكنولوجية خلقت واقعاً لم تعد فيه الولايات المتحدة قادرة ولا راغبة في دفع كلفة الدور القديم، ومن هنا يصبح ترامب تسريعاً لمسار كان يجري أصلاً، فعدم القدرة على توقع الموقف الأميركي لم يعد مرتبطاً بشخص الرئيس وحده، بل ببنية السياسة الأميركية التي تتعامل اليوم مع العالم بمنطق جديد.
وهنا تبرز معضلة العرب، فالعلاقة التقليدية التي افترضت أن واشنطن حليف أبدي وأن التزامها ثابت لم تعد صالحة، ولم تعد السياسة الدولية قائمة على المعسكرات، بل على منطق أبسط لكنه أكثر مباشرة، منطق العرض الأفضل، في عالم يتصرف فيه الجميع وفق حساب الكلفة والمصلحة، لا يمكن للعرب أن يدخلوا إلى علاقتهم مع واشنطن بالذهنية القديمة، فالتحالفات لم تعد دائمة، بل هي عقود مؤقتة تتجدد فقط عندما يكون لكل طرف مكسب واضح.
أميركا اليوم تفكر كدولة تعيد تعريف دورها وحدود نفوذها، وتعيد حساب كلفة كل شراكة، وتختبر قيمة كل شريك، ومن يريد من العرب أن يضمن حضوره في أجندة واشنطن عليه أن يتعامل معها بمنطق ترمبي من دون ضجيج، لا بمعنى التصعيد ولا بحركات غير محسوبة، بل بمعنى الواقعية التي تضع مصالحها على الطاولة بلغة واضحة وتقدم ما يبرر استمرار الشراكة.
وهنا يصبح السؤال الذي يجب أن يواجهه العرب بجرأة أكبر، ليس كيف نلحق بالموقف الأميركي، بل كيف نصنع موقفًا يجعل واشنطن هي التي تعيد حساباتها تجاهنا، فالعالم لا ينتظر أحدًا، وأميركا نفسها لم تعد تنتظر، ومن لا يحدد مكانه في خريطة المصالح الجديدة سيجد أن غيره قد حدده نيابة عنه، وهذه قاعدة العصر التي لا تنفع فيها العاطفة بل ينفع فيها فقط من يملك القدرة على تقديم ما لا يمكن الاستغناء عنه.
'الغد'
الأكثر قراءة