- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
السعودية : انتهى الدرس يا إيران
ز- اصبح الرئيس السوري بشار الاسد شبه معزول عربيا ودوليا بعد سلسلة من التحركات العربية المتأخرة والدولية التي اكتشفت بالشجب وفرض بعض العقوبات على بعض رموز النظام السوري.
القدس العربي
وعزلة الرئيس السوري من داعميه العرب تضعه امام عدد من الاستحقاقات بعد ان تجاوز عدد القتلى في التظاهرات السلمية وتمشيط المدن السورية لالفي قتيل.
ولم يتوقع الرئيس السوري ولا اي من الحلفاء ان يكون مصير النظام على المحك بهذه الصورة، فعلى خلاف مصر التي وقف فيها الجيش الى جانب المتظاهرين وتونس التي رفض الجيش اطلاق الرصاص على المتظاهرين فالجيش السوري
حافظ على تماسكه ولم يتفكك كما في الحالة الليبية وعمل على حماية النظام وهو الذي قام، او قواته الخاصة، بكل العمليات والتنكيل في المواطنين وحصار المدن والقرى وقصفها. ومن بين ردود الافعال العربية المتأخرة والتي استدعت الانتباه الموقف السعودي ورسالة الملك عبد الله بن عبد العزيز على قناة 'العربية' السعودية التي استنكر فيها العنف. وقامت الحكومة السعودية باستدعاء سفيرها في دمشق للتشاور، واهمية الرسالة السعودية انها تتعلق بمخاوفها من التأثير الايراني في المنطقة وترتيبات ما بعد رحيل النظام، خاصة ان حزب الله لم يدعم الانتفاضة السورية دعمه للانتفاضات العربية في كل مكان، والتزم الحزب المدعوم من ايران وسورية بالرواية الرسمية عن الاحداث.
موقف مهم
ومن هنا ترى صحيفة 'الغارديان' في افتتاحيتها ان الموقف السعودي مهم لان الرياض واعية بشكل تام لمواجهة التأثير الايراني على نظام ما بعد الاسد. وتقول الصحيفة ان الاسد حتى فترة قريبة تجاهل الاحتجاج الدولي على تصعيد الاحداث والدم في سورية، حيث قام جيشه بحصار المدن الكبرى، فيما لم يستمع الاسد لنصائح القوى في المنطقة والتي لها حدود مع سورية وهما تركيا والسعودية. وتقول الصحيفة ان السعودية وسورية كانتا على خلاف دائم، منها ما صرح به الاسد بعد حرب لبنان ووصف الحكام العرب بأنهم 'اشباه رجال'، ولان سورية كانت معبرا للاسلحة الايرانية التي كانت تنقل لحزب الله في لبنان، فيما كانت السعودية تدعم وبشكل هادئ عناصر من المعارضة اللبنانية. واللافت للانتباه في الشجب السعودي انه جاء علنيا وعبر التلفاز من دولة يعرف عنها ادارة اعمالها ودبلوماسيتها بشكل سري.
وتقول الصحيفة ان مع الموقف السعودي والكويتي والبحريني، ودعوة مجلس التعاون الخليجي للانعقاد فان سورية تواجه امكانية مواجهة عزلة دولية خاصة بعد تصريحات الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ومعها من مصر تحذيرات شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب. وتضيف الصحيفة ان الموقف السعودي مهم لان الدولة وان كانت عضوا مرشحا للربيع العربي ودفعت مليارات من الدولارات لتجنبه، لكن موقفها يتناقض مع مواقف اخرى، ففي كل الانتفاضات العربية وقفت مع او صمتت عن الحكام العرب المخلوعين، فقد ارسلت قواتها لحماية العائلة الحاكمة في البحرين، ومنحت زين العابدين بن علي لجوءا فارها، وكذا قدمت العلاج والنقاهة للرئيس اليمني الذي تعرض لمحاولة اغتيال، كما انها عبرت عن غضبها من امريكا لتخليها عن حسني مبارك وعن المعاملة التي تعرض لها ومحاكمته الاخيرة.
وترى الصحيفة ان الموقف السعودي مهم لانه ليس عن دعم ومنح صوت للجماهير المنتفضة في سورية ولكنه عن مواجهة التأثيرات الايرانية في المنطقة. ويبدو ان السعودية تعلمت من درس الاطاحة بصدام حسين عندما دعمت كغيرها من دول الخليج الغزو لتكتشف ان الرابح الوحيد من الغزو هي ايران التي عززت من مصالحها وتاُثيرها على الشيعة العرب في العراق الذين اصبحوا جزءا من مدارها.
خطوات متأخرة
وتختم الصحيفة ان الاسد التي حاصرت قواته رابع مدينة وخامس مدينة بالنسبة لعدد السكان، حماة ودير الزور اعلن عن سلسلة من القرارات ومنها ما جاء على لسان وزير خارجيته وليد المعلم عن الانتخابات التي ستعقد في نهاية العام الحالي، وعزله لقائد الجيش الذي يعتبر رمزا مهما في النظام، سيكتشف ان خطواته جاءت متأخرة.
وتضيف ان بشار الاسد يكتشف انه لا يعيش في نفس الجو المعزول الذي سمح لوالده ان يجرف مدينة حماة قبل ان تصل الاخبار الى بيروت. فصور القتال متوفرة على وسائل الاتصال الاجتماعي، والزمن لم يعد بعيدا قبل ان تمتد الانتفاضة الى دمشق وحلب. والموقف السعودي الواضح يمنح الشائعات التي انتشرت عن قيام السعودية والكويت والامارات بتمويل عناصر في المعارضة السورية. وعلى الرغم من التصريح السعودي فموقف الرياض يظل متحفظا لانها لا تدعم تغيير اي نظام لا في دمشق ولا غيرها.
ووجه التحفظ ان الملك وضع الرئيس بين خيارين اما الفوضى او الاستقرار من خلال الاصلاح. وتظل تصريحات الملك محاولة سعودية لدفع الانتقادات عن البلد لصمتها على الانتفاضات العربية ومواجهة الموقف الامريكي المتملق.
وفي قراءة للتصريحات السعودية، قالت 'ديلي تلغراف' ان الساخر في تصريحات الملك عبد الله ان دولته قمعية وارسلت قواتها للبحرين، ومع ذلك فان التحول في الموقف العربي قد يؤدي الى موقف متشدد في حين لم تنجح الدبلوماسية الغربية، لكن ناشطين سوريين يرون في التصريحات السعودية والقطرية والبحرينية مبررا لكي يقوم مجلس الامن بالتحرك.
