• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ورقة تهدد "آيات الله" والملالي في إيران

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2012-10-02
1077
ورقة تهدد

 أسرع صاروخ في الترسانة الإيرانية ليس "بدر" الشهير، ولا شهاب وأشقاؤه ميثاق وسجيل وزلزال وأبابيل، بل ورقة اسمها "الريال" المنطلق انحدارا إلى مرحلة يُعتقد بأنه قد يصل معها بتعاملات اليوم الثلاثاء إلى 36 ألف ريال لكل دولار، قافزا 1500 عما كان عليه حين هبط 15% أمس.

الأيام مقبلة على الإيراني بسيناريو يحشو معه ريالاته بكيس كبير ليشتري بها دجاجة أو دزينة بيض إذا استمر انخفاض العملة ووصل إلى ما ابتليت به البرازيل في سبعينات وبعض ثمانينات القرن الماضي، وعانيت منه بنفسي حين كنت مقيما هناك، حيث كان سعر السلعة الغذائية يزيد عند الغروب عما كان عليه عند الشروق، فيما كان الإيراد ثابتا بالعملة المحلية.

يحدث في حالات الانهيار المتسارع للعملة، انهيار لمداخيل الطبقة الوسطى فتصبح فقيرة وينمو في أفرادها الميل للتغيير، وبأي ثمن، لأن راتب الموظف الذي نفترض بأنه 18 مليون ريال، أي تقريبا 500 دولارا كمعدل، هو بهذه القيمة الشرائية في أول الشهر.

لكن الموظف، أو العامل الذي يتسلم راتبه آخر الشهر، سيجد بأنه لا يساوي 500 بل 250 دولارا، هذا إذا هبطت العملة 50% فقط من أول الشهر إلى آخره مقابل العملة الخضراء، عندها سيشعر بقاعدة اعتل بها البرازيلي: بالانخفاض المنفلت للعملة تتآكل القوة الشرائية للإيراد الثابت، وإذا رفعته رفع المستورد أو الصناعي أسعار بضاعته أيضا، وهي كرة ثلج تلسع كالنار.

وأذكر أن الأمور احتدمت إلى أقصاها في بداية الثمانينات بالبرازيل لجهة انخفاض عملة الكروزيرو، ومن بعده الكروزادو، فاضطر رئيس البلاد وقتها فرنندو كولور دي ميللو، لمصادرة كل فلس مودع في البنوك، ولو كان في الحساب مئات ملايين الدولارات، مع وعد بأن يعيدها بعد عامين "فقط لكبح جماح التضخم" كما قال.. ولم يفلح، بل جلب الأسوأ.

وانتفض البرازيليون وخرجوا بمليونيات يومية في "ربيع برازيلي" سقطت معه "فلول" حكم عسكري سبق وأسقطوا أركانه قبلها بسنوات قليلة، ثم رسي في البلاد واقع جديد أزاحت به البرازيل بريطانيا قبل عام لتصبح بدلا منها بلاد سادس اقتصاد في العالم، وإيران تعيش الآن السيناريو نفسه تماما، والريال المصنوع من ورق قد يطيح "آيات الله" والملالي وأعتى نظام.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.