- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
رسائل مشفرة سياسيا في الاردن ...!!
تقترب بعض نخب المتقاعدين العسكريين في الأردن من حاجز غير مألوف عندما يتقدمون بخطاب علني لا يختلف عن برنامج المقاومة الفلسطينية عشية تحضيرات واسعة النطاق بالكواليس لإطلاق المفاوضات الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية أو حتى بحاضنة أردنية مستقبلا.
عمليا إحتفظ تيار المتقاعدين العسكريين الذين أصبح لهم حضور سياسي منذ عدة أعوام بموقف معارض وقتالي لإسرائيل وللتطبيع وحتى لعملية السلام نفسها مؤكدين على مسافة ملموسة بين موقفهم وموقف مؤسسات الدولة الأردنية في السياق.
وطوال المناسبات السابقة لم تكن مؤسسات المتقاعدين تعبر علنا عن تقاطعها مع برنامج المقاومة عمليا وفي المحصلة في خطابها السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية.
لكن يمكن ملاحظة أن تلك المعادلة تغيرت في الأسبوع الأخير من رمضان عندما ألقى جنرالات متقاعدون خطابات ‘ساخنة’ سياسية في مسألة عملية السلام الجديدة والتي وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه بأنها عملية مفاوضات بدون تفاوض حقيقي.
اللجنة الأنشط في تيار المتقاعدين نظمت في العاصمة عمان فعالية ‘يوم القدس′ وخلالها تحدث عسكريون قاتلوا على أسوار القدس ومنهم العميد بادي عواد أحد الضباط المعروفين في المعارك بين الجيش العربي وإسرائيل.
سقف خطاب المتقاعدين لا يختلف عن سقف المقاومة إلى حد كبير فلا أقل من عودة القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني على أساس دولة كاملة السيادة ووقوف الشعب الأردني مع الفلسطيني في معركة التحرير.
تلك كانت عمليا ‘رسالة سياسية’ بإمتياز لمؤسسات الدولة الأردنية وفي بعض تجلياتها للنظام نفسه تعكس في السياق نبض القوى الوطنية في الشارع الأردني وأهميتها هذه المرة تنطلق من أنها لم تكن ممزوجة بأجندات أو تعبيرات غامضة لأشخاص ساهموا في توتير الوحدة الوطنية.
وهي رسالة لها سبب بكل الأحوال تلحق بسلسلة زيارات قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لعمان ورام ألله.
وتبرز هذه الرسالة المشفرة سياسيا وتحديدا من طبقة المتقاعدين العسكريين بعدما إرتفع سقف المعارضة والنقد في الأردن خصوصا في المساحات الحليفة تاريخيا للنظام حيث ساهمت الحكومات المتعاقبة وسياساتها بأن تحصل إشكالات في روابط مؤسسة النظام مع عامودين أساسيين في المجتمع الأردني وهما الأخوان المسلمون والبنية العشائرية التي تعتبر عماد بناء النظام والإستقرار الأهلي مع الإسلاميين.
وليس سرا أن قيادات المجتمع الأردني غير المرتبطة بنخب وصالونات عمان السياسية تجتهد منذ أسابيع في توجيه رسائل مماثلة لمؤسسة القرار تنطوي ضمنيا على نصيحة بأن لا تتأمل كثيرا من المساندة الشعبية لأي خطط أو مشاريع يتقدم بها الوزير كيري لبناء وهم السلام مجددا.
والتعبير الأوضح في هذا المجال قاده المتقاعدون العسكر وهم يطورون خطابا وحدويا ناضجا إلى حد ملموس في سياق القضية الفلسطينية تضامنا مع الخطاب الذي يتبناه أهل المخيمات الفلسطينية في الأردن وهم يؤكدون بكل اللغات وقوفهم بالإتجاه المضاد وبقوة لأي مشاريع سياسية يمكنها أن تحل ولو جزءا من مشكلات الشعب الفلسطيني على حساب الأردن والأردنيين.
هذا الموقف بعبر عنه الناشط في مخيم البقعة المحامي خالد عرار وهو يؤكد بأن فلسطين كانت وستبقى فلسطين والأردن للأردنيين ولن تكون أي قطعة في الأرض بديلا عن فلسطين.
قبل ذلك لوحظ بأن العديد من المجموعات النشطة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين نظمت بعد جولات كيري الأخيرة عدة فعاليات ونشاطات تقول بوضوح بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي مساس بحق العودة.
وكل هذه التعبيرات رأت في مناسبة الحديث عن مشروعات جديدة لإطلاق عملية السلام مناسبة لتذكير المؤسسة الأردنية بأن الشارع ليس بصدد القبول بأي عملية سلام منقوصة حتى لو ولدت في مطبخ الوزير كيري وتحمس لها نظيره الأردني ناصر جودة وصديقهما الفلسطيني صائب عريقاب لأسباب تخصهما شخصيا.
ورغم عدم وجود إعلان رسمي عن دراسة أية أفكار بعنوان الكونفدرالية التي يتحدث عنها مشروع كيري نصا بعد مفاوضات لتسعة أشهر إلا ان الرسالة الضمنية المزدوجة للمتقاعدين العسكريين وللاجئين الفلسطينيين تعبر عن تذكير مبكر في المستوى الشعبي بإخفاق أي رهان محتمل لدعم وإسناد شعبي في حال إطلاق أي مشروع فعلا.
هنا أيضا يبرز دور الحركة الإسلامية حيث وصف أمينها العام الشيخ حمزة منصور إتصالات السلام التي إستضافها في عمان الوزير ناصر جودة وإنتهت بسفر عريقات لواشنطن بأنها ‘عبثية’ ولن تنتهي بأي نتيجة ولن تختلف عن ما سبقها من جولات التفاوض.
يعني ذلك أن أضلاعا مركزية وأساسية في المجتمع الأردني ستقف معا في زاوية موحدة عندما يتعلق الأمر بمشروعات الكونفدرالية المفترضة وتداعيات مشروع كيري الذي يتضمن بدوره وبصورة علنية الحديث عن دور أردني أساسي في ملفات القدس والأمن ومشاريع السلام الإقتصادي.
