• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مروان المعشر يفتح النار على رموز الدولة "ويدافع" عن طاهر المصري

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2013-11-07
2199
مروان المعشر يفتح النار على رموز الدولة

 - تذكّرني التطورات الأخيرة في بلدي، بنكتة مشهورة حول شخص ما فتئ يُصلي أن يربح اليانصيب، لأن أحواله ليست على ما يرام، ويحتاج إلى مال يخرجه من أزمته. وبعد سنين من الصلوات من دون أن يستجاب لدعواته، أشار عليه أحد أصدقائه أنه ربما من الحكمة أن يشتري ورقة يانصيب على الأقل، إن كان يأمل أن يكون من الرابحين. ليس من السهل قراءة الرسالة التي تبعث بها الدولة الأردنية حين تُقصي طاهر المصري عن مجلس الأعيان، وتأتي بمجلس يغلب عليه عنصر المحافظة، ويبدو غير منسجم مع مواقف جلالة الملك المتكررة حول ضرورة الإصلاح، وعدم إمكانية الرجوع إلى الوراء على صعيد العملية الإصلاحية في هذا البلد الحبيب. ولا يتعلق الموضوع بشخص طاهر المصري؛ فليس هناك من مناصب مخلدة لشخص. ولكن الموضوع بات يتصل بمن يعلق جرس الإصلاح داخل الدولة إن استمر مسلسل خروج من ينادي بالإصلاح منها، وليبقى داخلها بشكل عام من لم تُعرف عنه توجهات إصلاحية، حتى لا نقول أكثر من ذلك.كيف نعيد الثقة للمواطن العادي مع وجود شعور عام بأن الدولة لم تعد تتسع لفكر أمثال طاهر المصري؛ وهو ابن النظام وخادمه الأمين، والحائز على ثقة قطاع واسع من مختلف فئات المجتمع، من شتى المنابت والأصول؟ يصعب على المرء فهم الرسالة. ولعل هناك أسبابا موضوعية، ولكن صمت الدولة يفتح الباب أمام اجتهادات مشروعة في هذا السياق.وإن كانت الدولة لا تتسع لشخص من طراز طاهر المصري، فلمن تتسع؟ هل المطلوب أن يكون كل من يعمل في الدولة "صم، بكم، عمي"؟ هل المطلوب أن يوافق كل من يعمل في الدولة على كافة القرارات، من دون سؤال أو استفسار أو انتقاد؟ هل يُلفظ كل من يخالف بعض قرارات الدولة من داخلها خارجا، ليصبح كل من داخل السلطة نسخا كربونية تبصم ولا تفكر، تمجد ولا تنتقد؟ ما معنى أن لا تكون المعارضة الإسلامية ممثلة في "الأعيان"، ولو بشكل ضئيل على غرار المجالس الماضية؟ من المشروع أن يسأل المواطن: من يفترض أن يقوم بهذا الإصلاح التي تتحدث عنه الدولة، من داخلها؟ ليت الدولة كانت حاضرة في بيت طاهر المصري في الأيام الماضية (وأغلب الظن أنها كانت)، حين أتت إليه وفود عدة؛ ليست فقط من المتملقين الذين يقتلون الشخص ثم يمشون في جنازته، ولكن من الناس العاديين، وخاصة من الجيل الجديد الذي لا تعرفه الدولة ولا تتحاور معه لأنه يبدو أنها لم تعد تجيد إلا محاورة نفسها. ليت رموزها سمعتْ ما سمعتُه أنا من الوفود الشبابية التي أتت من مدن أردنية عدة، ومن ضفتي النهر. كلها حائرة؛ كلها تدين بالولاء للأردن وقيادته، ولكنها ما عادت قادرة على فهم الرسالة، أم أنها فهمتها بشكل واضح؟ لست ممن يعتقدون أن طاهر المصري خرج لأصوله الفلسطينية. وقد حان الوقت لوضع هذه التصنيفات الرجعية جانبا. فكلنا أردنيون طالما حملنا الجنسية الأردنية، وكلنا متساوون في الحقوق والواجبات؛ لا نرغب في تصنيفات تقسم الأردنيين، وما كان طاهر المصري إلا جامعا لهم. ولكن في غياب تفسيرات أخرى، فإن العديدين يعتقدون أن المصري أُقصي لآرائه الإصلاحية، وهذا هو الأخطر والأكثر ضررا؛ لأن الموضوع لا يتعلق بشخص قدر ما يتعلق بنهج. قد لا يكون مجلس الأعيان العنوان الرئيس للعملية الإصلاحية في البلاد، ولكن تركيبة المجلس الجديد تعكس فكر من يسيطر على عملية صناعة القرار داخل الدولة. وهو فكر لا أملك إلا أن أصنفه اليوم ضمن خانة الإقصائية والمحافظة القاتلة؛ فكر لا يريد قراءة ما يجري من حولنا قراءة متأنية بعيدة عن المكاسب قصيرة المدى، ولا يرغب في وضع اللبنات الضرورية لبناء مجتمع مستقر مزدهر تعددي، أكثر مما يرغب في المحافظة على امتيازاته على حساب الوطن. هل نشتري ورقة اليانصيب على الأقل؟ لقد جنبنا الله ما تعرضت له دول كثيرة في المنطقة من اضطرابات وحروب. ولعل في ذلك أبلغ درس بأن نستغل ما لدينا من استقرار ووقت وإجماع على القيادة الهاشمية، للتخطيط الجاد الذي يؤدي إلى إصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية، تقود في نهاية المطاف إلى نمو مستدام معتمد على الذات، ومجتمع يحترم التعددية السياسية والدينية والثقافية ويحتفي بها. ما أكثر ما تغنّينا بأننا نفعل ذلك، وما أكثر ما دلت النتائج والأفعال على الأرض بأن المستحوذين على عملية صنع القرار لا ينوون التقدم بأكثر من خطوات سلحفائية، لا تتماشى مع التحديات الراهنة! بات من الواضح أن تقدّمَ الإصلاح في الأردن لا يجوز أن يرتبط بالشخوص، قدر ارتباطه بتطوير قوى سياسية شعبية، تعمل على الأرض لعقود من الزمن. فلا يمكن التأثير على عملية صنع القرار إلا من خلال تأطيرات سياسية تتحاور مع الناس، وليس مع بعضها بعضا، وتقدِّم فكرا سياسيا واقتصاديا فيه حلول واضحة للتحديات التي تواجه البلد، وتكون مستعدة للعمل الشاق والطويل لتحقيق ذلك. الإصلاح الجاد عماده الأطر المنتخبة، وليس تلك المعينة. عدا ذلك، ستبقى العملية الإصلاحية مرهونة بقوى داخل الدولة أشار إليها جلالة الملك في أكثر من مناسبة، لا تريد الإصلاح ولا تعمل من أجله، وتقف سدا منيعا أمام أي جهد جاد في هذا المجال.*نائب الرئيس لشؤون الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام بواشنطن العاصمة

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

دقامسه10-11-2013

ما افلسفك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نسيت حالك يا منظر مع الصهاينه وصرت شريف الان
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

السبعاوي08-11-2013

سعرة بسعر د محمد القضاة ليس لهم مكانة مع الاصلاحيون الجدد ههههههههه
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

الى سند07-11-2013

المعشر بحنحن
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

بلال07-11-2013

طيب صارله من لما جابته أمه وهوه مسؤول إبن مسؤول شو يامعشر يعني بكون في عنصرية أردني فلسطيني إذا روح طاهر المصري .. أصبر على رزقك بس شوي ورح تشوف إنه هاي قيلوله بسيطه جداً ورح تشوف وين المنصب القادم.. مقاله إستفزازيه الهدف منها....
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

سند06-11-2013

كلام جميل ووضع النقاط على الحروف وفهم ما بداخل السطور ، رجل مثل طاهر المصري لم يقم بتوريث اولاده المناصب السيادية في البلد اسوة بالبعض فهو ابن نعمة اب عن جد وكان دائما وما زال مخلصا امينا لجلالة الملك وللاردن . وله مواقف مشهودة . شكرا لمعالي مروان المعشر على هذا الكلام الجميل بحق سنديانة من سنديانات البلد .
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.