• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

غزة سيف اللهب والصمت عار العرب !

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-07-16
3504
غزة سيف اللهب والصمت عار العرب !

 ( مهداة الى م.عبدالسلام،د.ضياء القطشان في رحلة المنافي البعيدة ،بحثاً عن وطن يليق بكرامة المواطن، بعد تعايش قاسٍ في وطن لا يحترم ابناءه مصداقية لقول جبران ـ لا كرامة لنبي في وطنه ـ) 

 بقلم .. بسام الياسين

غزة عاصمة الكبرياء العربي .صخرة الصبر. قلعة السباع .خط الكرامة الاخير. انشودة المطر القومي في زمن القحط العربي. عنوان الصمود والتلاحم بين الفصائل المتنافرة،في زمن الموضة الدارجة: الاقتتال الطائفي،الانقسامات الاقليمية،ثقافة الكراهية المتبادلة،التفاخر بالتشرذم والتباهي بالانشطار بين مكونات الشعب الواحد، صرعة التمسك بالهوية الفرعية الضيقة على حساب الهوية الوطنية الشاملة. لعبة الخروج على الدولة الى ما قبل الدولة. غزة لحن الرجوع لرسم خارطة طريق جديدة لصراع مختلف مع الصهاينة.امتشاق البندقية بمقابل إسقاط "لعبة الشنطة". سمفونية المقاومة والثورة،عوضاً عن مهزلة تسحيج ثوار المقاولة والثروة. لسان اللهب المستهزىء من الانهزاميين،و الانظمة المتواطئة. صفحة النور المشرقة، المتسربلة بالابيض الابيض في كتاب العرب الاسود الاسود.غزة صلابة العقيدة.فرادة التضحية.كرم الايثار بالدم لاسترداد الهيبة المهدورة التي فرط بها ما يسمى بالقادة و اصحاب الزعامات البائسة.

*** غزة العزة. شموخ المواجهة بين اعزل مسالم قلما يجد قوت يومه،و قاتل مدجج بالسلاح من قاع كعبه حتى اخمص راسه من لدن امريكا لا ترى الا بعين واحدة. صمود اسطوري،كسر طوق المستحيل،حطم المعادلات المالوفة،إنتصر فيها الكف و المخرز، وقلب نظريات التوازن المعروفة بين احدث الاسلحة التكنولوجية و الاسلحة البدائية. غزة الملتهبة تفوقت على اسرائيل في توازن الرعب والصدمة،فانزلت سبعة ملايين صهيوني للملاجىء.فقد استحدث معامل كيمياء قتالية غير مسبوقة،تحمل في طياتها طاقة اقتحامية تلامس حدود المعجزة،مغايرة لفلسفة الهرب عند العرب في حروبهم منذ ـ حرب الست ساعات ـ ليومنا هذا. مجاميع غزاوية شبابية تصطف في طوابير طويلة طويلة، تتنافس للفوز بالشهادة،بنفوس راضية مرضية. يقابلها ملايين العرب يتسمرون امام الشاشات لمتابعة احذية الالمان و ركلات الارجنتين. معركة انقسم فيها العربان الى فسطاطين "قيس ويمن"، بعضها يرفع اعلام هؤلاء وبعضها يرتدي قمصان اولئك،بينما اليهود ينتهكون كل مقدس،وعرب الردة غاطسون في مدرجات الملاعب لا يسمعون صوت الانفجارت من كثرة الصرخات ـ مع اوعلى الالمان. 

*** غزة تجالد الموت وحدها، شعارها ـ يا وحدنا ـ .تقاوم الغزاة الاعداء و الاشقاء. تقول لهما بكل انفة: ـ يا وحدي انا ـ . هي غزة العزة بالقبضة العارية تحفر انفاقها باظافرها،تفتح شرايينها بمعاولها لتستجلب طحينها. ـ مخطىء يا سيدي ان كنت حقاً سيدي ـ مَنّ يظن انها سوف تركع الا لربها.غزة الواقفة كنخلها، تقشرت اصابعها من جوعها،ظلت عفيفة لا تريق ماء وجهها.تموت واقفة، تُبعث وحدها. فاهلها يموتون بالحرب مرة، ومن الجوع الف مرة. وتلك كذبة الكرم العربي الزائفة.حكاية حاتم الطائي. نيران العربان التي لا تنطفأ ليهتدي اليها التائهون. 

*** الاصدق ما قاله الاخطل شعراً: ( قومُ اذا استنبحَ الاضيافُ كلبهَمُ / قالوا لإمهم بولي على النارِ)...( فضيّقت فرجها بُخلاً ببولتها / فلا تبول لهم الا بمقدارِ). نبؤة الجياع تحققت في غزة عندما بال اهل النفط على النار،وعندما دفعوا المليارات لتدمير العراق وليبيا وسوريا،وشحدوا في غزة. يا ربنا اعطنا كفاف يومنا.وفك اسر اسرانا من سجون عدونا. ارفع عنا حصار حُكامنا: امعاؤنا خاوية.،لا عجين في معاجننا.لا حليب في صدور امهاتنا.لا فتافيت خبزٍ في اعشاش طيورنا.لا ماء تشرب منه نوارسُ بحرنا. ربنا لُمً شملنا و اجمع شعثنا و إصلحْ لنا لغتنا المعوجة التي تم تفكيك حروفها حرفاً حرفاً،و اعادة برمجة صرفها و نحوها، ليسهل اعرابها بالعبري. يا ربنا ماذا نترتجي من انظمة ران صمتها،تعمل جاهدةً على سحب البساط العربي من تحت المقاتل الفلسطيني،..لكي تتنصل من دمه وتقول له : اذهب انت وربك قاتلا انا ها هنا قاعدون،فيما الاخوة تقتضي الاشتباك مع عدوه...عدوها ؟!. 

*** غزة الكفاح آخر القلاع ، آخر الكرامة المزنرة بحزام العفة. سريرها مجمره . كتابها المقاومة وحبرها نار الله الحامية.مَنّْ احلى منها بالثياب المبرقعة .مَنّْ اجمل منها بالاصابع المُعفرة.مَنَّ اطيب من طِيبها برائحة البارود المبهرة.من يا مثلها ؟!.هي خنساؤنا المتجددة. تدفع ابناءها الاربعة .لقتال احفاد راحاب اليهودية الزانية.تصرخ فيهم واحداً واحدا : " والله الذي لا اله الا هو انا امكم الذي ما خنت اباكم و لا فضحت خالكم. كذلك هي غزة الحصينة المُحصنة، ما خانت امتها العاقة المُعَوقَة .ما فضحت اشقاءها الخونة ،اخوة يوسف الذين رموه في حفرة غائرة، وتباكوا عليه بمسرحية مفضوحة فاضحة،ثم جاؤوا بدم كذب على قميصه.انها الانظمة المفبركة. 
*** تُرى من يحمل وزر غزةً المجاهدة ؟!. من يفك كربها ؟!. من يكسر قيدها ؟!. انت...هو...ام انا ؟!. لا ... لا انت... لا هو...و لا انا. انما هي . تبرأت من كلنا. اليهودي يهذي متبجحاً، بانه المختار ذو القوة الماحقة. ما دونه بهائمُ سائبة. لا تصلح الا للركوب على ظهرها.ويدعي بان خصمه العربي ينكص للوراء في الحروب مثل نعجة امام قسورة.الاكثر عجباً ان يدعي العربي بعد هزائمه المنكرة ،انه صاحب السيف.فارس المهرة الراكضة.انه لم يزل عنترة. اكذوبة مدوية، كقرع اجراس نشاز بالذاكرة.اكاذيب موروثة منذ مُسيلمة.غزة القوة الضاربة. تدك صياصي اليهود المحصنة ـ وحدها ـ. تحرق قلب تل ابيب المتغطرسة ـ وحدها ـ تقول للدنيا باسرها: ما من بقعة في دولة العدوان آمنه.و للعربان تفرجوا اخواننا سنقلب عاليها سافلاً، بالقبضة العارية.اسرائيل واهية كبيت عنكبوت.اسرائيل ضعيفة،اضعف من بعوضة مكسورة الجناح.بصواريخ المقاومة طأطأت راسها،فظهر عجزها،و بانت للملأ "عجيزتها" الفاضحة .

*** هي غزة في سعيها "واثقة الخطى تمشي ملكاً".بينما خارطة العرب العاربة، سلبية مفزعة .جريمة صمت كاملة. تسمع صمت الصمت من امة نائمة.خيولها تخلت عن ميادينها. سيوفها لا تقطع الا رقاب بعضها. و انظمة خربانة خربة، تتمرجل على شعوبها لكنها لا تقوى على مواجهة نملة واحدة...."يا امة ضحكت من ضعفها كل الامم،حتى اصبحت سخرية و مسخرة".الجامعة العربية. جثة محنطة في بزة لامعة. شعوبُها مكومة مثل اكوام قش عند حصادها.كومة هناك، كومة هنا. امة كريشةٍ لا وزن لها. كعلبة كبريت فارغة تطفو على سطح طنجرة..شوارب الادعياء فيها تقطرً نذالةً مكررة.حماقةً وسَفَهْ.حُكامها باعوا دينهم و آخر ما بقى من ارضها .شعوبهم تموت جوعاً وهم يتوسدون حريرها ويكنزون النفط و الذهبا. حجارة الصوان ترق قلبها، اما قلوبهم فلا...يا عارهم. يا غزة الصابرة المتصابرة ، قولي لهم: في غدٍ لن تفلتوا منا، مثلما لن يفلت مني القتلة.

*** انا غزة المحاصرة،غزة المحرقة.ترفض ان تكون كالعرب مهدورة الكرامة،مجهولة النسب. مصابة بالعمي، و بـ "العشى" .هي غزة وحدها اسقطت الاسطورة الكاذبة ،لكنما العرب العاربة، سقطت في فضيحة الصمت المنكرة.المؤمنون ، "كالبنيان المرصوص" يشد بعضهم ازر بعضهم، مع انهم وحدهم ـ يا وحدهم ـ .سائلين الله ان يكونوا هم الفرقة الناجية التي اشار اليها نبينا الذي لا ينطق عن الهوى : " لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى ياتي امر الله وهم كذلك" يا رب اجب دعوتهم.سدد رميهم. " وما رميت اذ رميت،لكن الله رمى، لا احد لهم إلآك..فاجبر كسرهم.

*** الم تقل يا ناصر الضعفاء؟!.: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" وقلت يا ربنا : " ان الله يدافع عن الذين آمنوا". وقلت وقولك الحق : "ونريد ان نَمُنَّ على الذين استضعفوا،و نجلعهم ائمة في الارض ونجعلهم الوارثين". يارب انصر القلة المستضعة كما نصرتها في بدر. يا رب لا ضير ان تخلى عنها العربان وبقيت انت معها. يا ربنا ما همهم : " إن ابطأت غارةُ الارحامِ وابتعدتْ / فاقربُ الشيءِ منا غارةُ اللهِ...يا غارةَ اللهِ غذي السيرَ مسرعةً / في حَلِ عُقدتنا يا غارةَ اللهِ". يا الله ما اجملك عندما تتجلى قدرتك.

*** معركة اليوم، لم تقتصر على الرجل الغزي الصلب،بل تقف خلفه الغزية التي تدفع ابناءها الغزيين لقتال الغازي الصهيوني، وتزغرد لخبر استشهادهم.سائلين الله "ان يجمعها الله بهم في مستقر رحمته". الغزية حائط ممانعة صلب غير قابل للاختراق، لا حائط مبكى للنواح. امرأة تحطم الاطر المعتادة. مُهرةُ صاهلة تقفز عالياً فوق الحواجز العالية.تستعلي على بهرجة الانوثة و اكسسواراتها المصطنعة . كيف لا وهي الولود التي تلد الرجال و البنادق و تنذرهم منذ الصرخة الاولى للاقصى. الغزاوية سند الامة.خزان وقودها. فيها تتجلى ديمومة البذل. ديمومة التضحية بالابناء على مذبح القضية الاقدس التي عهرّها اللئام .رفعوا عنها القداسة ،ثم اسلموا امرها لاعدائها. الغزية الفلسطينية ذات روحية وثابة لا تعرف المهادنة،تسابق الرجال وتتخطاهم إقداماً.فالرجولة موقف لا علاقة له "بادوات" التذكير و التانيث مع إعتذارنا لـ " الشوارب " المغموسة بتاء الثأنيت.فغزة الرجولة والبطولة تصحح اتجاه البوصلة المنحرفة ،و عما قريب ستنصب اعواد مشانق الخونة، والنصر قريب قريب .

*** الغزية تحمل وجهاً انثوياً مدججاً بالبلاغة الوطنية، طافحأ بالبرآءة. مفردة مستحيلة ،تزرع النخل بيدها وتشيل الشهداء على اكتافها.هي امراة عز نظيرها.هي الظهر والظهير للرجال و اختهم في ميادين القتال،نبتت في ارض مجبولة بالدم والصبر.لذلك لم ترفع قصاصة بيضاء ايذاناً باستسلام،..ولم تُلوح براية بيضاء كما فعل المنهزمون عندما باعوا القضية بثمن بخس.لذا فالغزية الفلسطينية تستحق وسام المراة الفولاذية، بعد ان انهارت خطوط دفاعاتنا، وتهاوت قلاعنا، وتحولت رماحنا الى عكاكيز نتوكأ عليها كالمتسولين على بوابات باعة السلام .

*** اماه. ستظلين رغم انكسار غصنك الطري، وتفتت كبدك على فلذات كبدك.غرة على جبين نساء العالمين.قصيدة ندية تشاغل قلوبنا الجريحة.شعلة تضيء ارواحنا المعتمة.لك ننحني لك و بك نشمخ.فانت انت خنساء عصرنا التي ما خانت قضيتها و لا فضحت امتها ولا اذلت اعمامها.فاشف بها يارب صدور قومٍ مؤمنين.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

الفقير16-07-2014

جزاك الله خير على هدا المقال الرائع
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

حسين الصمادي15-07-2014

اشكرك يا ياسين فقد انصفت اهل غزة المرابطة التي تخلى عنها اشقاؤها العرب رغم جوعها وما زالت تدفع ضريبة الدم لتدافع عن الاقصى ومكة والمدينة قاتلهم الله وجعل نفطهم وبالا عليهم ونارا يكوي جنوبهم
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.