• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

المواطنون هم الدولة .. والعبء على الجميع

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-11-03
501
المواطنون هم الدولة .. والعبء على الجميع

 

سامح المحاريق

 أوضح رئيس مجلس النواب مقصده من العبارة التي أثارت الجدل حول الانضباط على إيقاع حركة الدولة، معتذرًا عن أي سوء فهم ارتبط بالعبارة،ولكن ومع توضيحات كثيرة، ومنها ما كتبه الأستاذ أحمد أبو خليل للتفريق بين الدولة من حيث هي بنية وجودية تمثل الشعب الأردني على أرضه وتعمل داخلها مؤسساته، وبين الدولة التي تعني في المخيلة الجمعية الحكومة وأدواتها وقراراتها التي تدير من خلالها الشعب، حيث يوصف الكثيرون بأنهم أبناء دولة، بمعنى ارتباطهم بالمناصب والمسؤوليات.

هذه جدلية قديمة، فكثير من المعارضين الذين لم يقفوا مع قرارات الحكومات المتعاقبة، وتشككوا وارتابوا في أي موقف تتخذه الحكومة، مؤمنون بالدولة الأردنية بصورة مبدئية غير قابلة لسوء الفهم أو الالتباس، ببساطة، هدفهم وغايتهم الأساسية أن يكون تتخذ القرارات الأفضل والأكثر تمثيلًا للأردنيين، وهم سواء يساريين يرون الصراع طبقيًا ويحاولون توسعة التمثيل لفئات اجتماعية لا تمتلك الثروة أو التأثير، أو من أنصار الهوية الإسلامية يتطلعون إلى إظهار ذلك في مختلف أوجه الحياة، أو قوميون يرون أن الأردن لا ينفصل عن محيطه العربي وأن خياراته وتحالفته يجب أن تراعي مصلحة المجموع العربي ككل، جميعهم يعتبرون الغاية الأسمى هي أردن أقوى وأكثر ازدهارًا ومنعةً.

للدولة الأردنية تراثها الذي يجعلها تقف بثقة في مواجهة التحديات المختلفة، وتعتبر تآلف مواطنيها والتفافهم حول مشروعها عنصرًا أساسيًا لقوتها وتفرد تجربتها، مهما تصاعدت أفكار تعبر عن السيولة في الأوساط الفكرية الغربية، والمواقف المجهرية من أطياف معزولة والتي تعتبر الاستجابة لهذه الطروحات عملًا بدوام كامل، فهي لن تجد شيئًا بين الأردنيين، إلا أن الموقف الثابت يجب أن يكرر أحيانًا على سبيل سد الذرائع بشكل واضح لا يقبل التأويل.

الأردن دولة حديثة خاضت في مرحلة البناء، ودخلت في أزمات كبرى، وتجاوزت تحديات جسيمة، ولكنها بقيت دولة معاصرة لها تمثيل في هيئة العالم المستقرة، ولن يقبل الأردن في وسط توجهات للعالم لاختبار تجارب مثل دولة المدن في منطقة سائلة وهشة مثل الشرق الأوسط أن يكون جزءًا من هذا المختبر، مهما بدت الإدعاءات أنيقة وظهرت وكأنها استجابة لمتطلبات العصر أو المرحلة.

ولذلك فالحديث أن يكون المواطن رديفًا للدولة فذلك تعبير عن صياغة بريئة إلى حد بعيد، ولا يعرف معظم شباب الأردن خلفياتها وتاريخها، فالأساس أن المواطنين هم جزء من الدولة، وكل المؤسسات هي تمثيلية لوجودهم في إقليمهم الجغرافي وخارجه أيضًا، وهنا تأتي أهمية التحديث السياسي ليصبح التعبير عن المشاركة في بناء الأولويات عملًا يتم داخل بنية الدولة وضمن المؤسسات لا مشروعًا يسعى لتجاوزها أو مساءلة وجودها.

العبء اليوم هو على الجميع لأن المنطقة مضطربة بصورة كبيرة، ولأن العالم يشهد تحولات جذرية، ولأن الأفكار الجديدة تبحث عن مختبرات تطبيقية في منطقتنا الهشة، والمطلوب أن نناقش ونفهم ونتوافق في منظومتنا الوطنية، لا خارجها ولا أن نختصرها في علاقة بين بنية وبنية أخرى، فالأصل هو أن الدولة جامعة وشاملة وبعض الأسئلة بخصوصها غير مقبول طرحها والعودة للإدعاء بأنها تحرص على مصلحة الدولة وأولها وجودها غير القابل للتواضع في محافظة ضمن دولة أخرى، أو ولاية في خلافة ما، ولكنه الأردن الذي يمثل حالة من الندية في العالم وتجربة ناضجة وشعبًا استطاع أن يبني مخيلته وهويته وشخصيته.

'الرأي'

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.