• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

لكل زمان ... !!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-09-19
6257
لكل زمان ... !!

لايعرف كثيرون مدى القلق والآرق والمعاناة والتعب الذي يشغل ابو سهل ، ويظنُ بعض الناس ان كل ما يقوم به من باب الترف ، وقليلون عرفوا ان الرجل لم يذق طعم الراحة ، والقريبون منه أشفقوا عليه وعلى أسرته وجسده ، وكأنه خلق ليشقى ، لحمله هموم الآخرين !نن السذاجة ان يعتقد أياً كان ان طموح وغاية الباشا منصب ما ، او البحث عن جاه ، والواقع انه تجاوز ذلك منذ زمن بعيد ، مرحباً به اينما حل ، سيداً شيخاً كبيراً عزيزاً كريماً .

لن تنحني هامته ، لم يتغير او يتبدل ، مهما عظمت المِحن والنوائب التي مرّ عليها ، وتجاوزها بهمة عالية ورباطة جأش ، ولمنهجه لوناً واحداً عنوانه الإخلاص للوطن ، والوفاء للقيادة ، وليس كما فعل آخرون بالإنحراف مائة وثمانيين درجة عند أول هزة .

لا يختلف حكيمان ان عبدالهادي المجالي شخصية لعبت دوراً هاماً في كافة مناحي الحياة ، إمتلك الحكمة والعلم والخبرة ، إستل العِبرّ من التاريخ ، إنسجم مع الحاضر ، وإستطلع ملامح المستقبل ، عمل جاهداً على إستباق الربيع العربي ضمن الهامش المتاح ، ليأخذ الناس دورهم في المشاركة من خلال التأسيس لحياة برلمانية ، تتكفل فيها الأغلبية بتحمل همّ الوطن بتفويض شعبي .

هذا الكلام لم يعجب كثيريين ظناً منهم ان عجلة الحياة توقفت على ما نحن عليه ، وما ان إنتهى من وضع اللبنة الأولى لبداية عمادها المواطنة ، بعيداً عن الغلو والتطرف والأيدلوجيا بكل مسمياتها ، شكل تهديد لأصحاب المصالح ، المتسلقين الوصوليين المتلهفيين لإلتقاط الفتات .

هذا النجاح لم يرق للآخريين ، وبدافع الغيرة الأنثوية ، بدأت أبواق الردح بالنباح ، ونفث السموم بالتشكيك بالغاية والهدف ، ومن طبع الكبار الترفع عن الصغار ، لم ينزلق الى ذاك المستنقع ، وربأ بنفسه عن الرد على المهاترات ، والصمت أبلغ من الكلام أحياناً ، ويزيد صاحبه وقاراً على وقار .لم يكن مُنظّراً ، وقرن القول بالفعل ، وتحمل في سبيل ذلك صعاباً جمّة ، إستمع للكبير والصغير ، للرجل والمرأة ، للغني والفقير ، ودخل قلوب الكثيرين ، ونثر مع نخبة من أبناء الوطن بذرة لتكون نواة لهوية حزبية أساسها المواطنة.

بعض البسطاء فرحوا كثيراً عندما عصفت الرياح الرسمية بالتيار الوطني ، في محاولة لردم عقدين من العمل الجاد ، وتداعى بعض أعضاء الحزب بين ترغيب وترهيب ، ممن إنضووا تحت لوائه بحثاً عن المنافع والمكاسب الشخصية ، مع العلم ان الحزب كشف عن هويته ، وحدد غايته وأهدافه ، وأعلن برنامج عمله.

ومن السخف الإعتقاد ان فرار المتداعين مرتبط بالحزب فكراً وتنظيمناً ، وإنما بالقدرة على التضحية والإيمان بالمبادىء والثبات عليها ، لا ان يصبحوا كعصف مأكول مع أول هبة ريح ، ويتبرؤا من الحزب ويخلعوا ثوبه ، ليرتدوا بعد ذلك أثوابا !لقد اثبتت الأيام ان القرار بإستهداف الحزب خطأ ومحدود الأفق ، وعلى الرغم من ذلك وقف ابو سهل في وجه تلك الرياح شامخاً صامتاً كشموخ شيحان وبددها بكبرياء ، لم يتجه يميناً او يساراً ، ولم يستغل الظروف وبقي سطياً معتدلاً ، لأن البقاء للأصدق والأصلح .

وعود على بدء يقال " لكل زمان دولة ورجال" ، من الظلم آخذ المقولة على إطلاقها إذ ليس كل الذكور رجال ، وعلى الأغلب تقال هذه الأيام تندراً من بائس وصل حد اليأس ، ومن غير الجائز مساواة الغث بالسمين ، والصالح بالطالح ، وشتان الفرق بينهما ، وكل الكائنات منها الذكور .

غياب أبو سهل وأمثاله ، كغياب البدر عن ليلة ظلماء ، ورحم من قال :وكم رجل يعدُّ بــألف رجلٍ ... وكم رجالٍ تمرُّ بلا عداد

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

مش انا12-09-2011

هل يعني هذا ان الباشا كان منذ ولدته امه على هذا النحو (قريب جدا من صفات عمر بن الخطاب )الم تكون هناك العديد من التساؤلات حول العديد من القضايا كل الاحترام للمحرر ليس هناك فارق كبير بين ابن الشهيد والباشا ولكن الفرق هو فينا كاشخاص وفي الزمان فنحن نطبل للجميع (من يملك المال والن
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
الصفحة السابقة12الصفحة التالية
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.